شرح مسلم - النووي - ج ٨ - الصفحة ٩٢
السابق
(ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من عند الشجرة حين قام به بعيره) قال العلماء هذه البيداء هي الشرف الذي قدام ذي الحليفة إلى جهة مكة وهي بقرب ذي الحليفة وسميت بيداء لأنه ليس فيها بناء ولا أثر وكل مفازة تسمى بيداء وأما هنا فالمراد بالبيداء ما ذكرناه وقوله تكذبون فيها أي تقولون انه صلى الله عليه وسلم أحرم منها ولم يحرم منها وإنما أحرم قبلها من عند مسجد ذي الحليفة ومن عند الشجرة التي كانت هناك وكانت عند المسجد وسماهم ابن عمر كاذبين لأنهم أخبروا بالشئ على خلاف ما هو وقد سبق في أول هذا الشرح في مقدمة صحيح مسلم أن الكذب عند أهل السنة هو الاخبار عن الشئ بخلاف ما هو سواء تعمده أم غلط فيه أو سها وقالت المعتزلة يشترط فيه العمدية وعندنا أن العمدية شرط لكونه اثما لا لا لكونه يسمى كذبا فقول ابن عمر جار على قاعدتنا وفيه أنه لا بأس باطلاق هذه اللفظة وفيه دلالة على أن ميقات أهل المدينة من عند مسجد ذي الحليفة ولا يجوز لهم تأخير الاحرام إلى البيداء وبهذا قال جميع العلماء وفيه أن الاحرام من الميقات أفضل من دويرة أهله لأنه صلى الله عليه وسلم ترك الاحرام من مسجده مع كمال شرفه فان قيل إنما أحرم من الميقات لبيان الجواز قلنا هذا غلط لوجهين أحدهما أن البيان قد حصل بالأحاديث الصحيحة في بيان المواقيت والثاني أن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يحمل على بيان الجواز في شئ يتكرر فعله كثيرا فيفعله مرة أو مرات على الوجه الجائز لبيان الجواز ويواظب غالبا على فعله على أكمل وجوهه وذلك كالوضوء مرة ومرتين وثلاثا كله ثابت والكثير أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا وأما الاحرام بالحج فلم يتكرر وإنما جرى منه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة فلا يفعله الا على أكمل وجوهه والله أعلم قوله (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع بذي الحليفة ركعتين ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهل) فيه استحباب صلاة الركعتين عند إرادة الاحرام ويصليهما قبل الاحرام ويكونان نافلة هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة الا ما حكاه القاضي
(٩٢)
التالي
الاولى ١
٢٣٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 استحباب الفطر للحاج بعرفات يوم عرفة 2
2 صوم يوم عاشوراء 4
3 تحريم صوم يومي العيدين 13
4 تحريم صوم أيام التشريق 16
5 كراهة افراد صوم يوم الجمعة 17
6 بيان نسخ قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية 19
7 جواز تأخير قضاء رمضان ما لم يجيء رمضان آخر 20
8 قضاء الصوم عن الميت 22
9 ندب الصائم إذا دعي إلى طعام ولم يرد الافطار 26
10 فضل الصيام 28
11 جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال 32
12 أكل الناس وشربه وجماعه 34
13 صيام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في غير رمضان 35
14 النهي عن صوم الدهر 38
15 استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر 47
16 صوم شهر شعبان 52
17 فضل صوم المحرم 53
18 استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعا لرمضان 55
19 فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها 56
20 كتاب الاعتكاف 65
21 الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان 69
22 صوم عشر ذي الحجة 70
23 كتاب الحج 71
24 ما يباح لبسه للمحرم بحج أو عمرة 76
25 مواقيت الحج 80
26 التلبية وصفتها ووقتها 86
27 أمر أهل المدينة بالاحرام من عند مسجد ذي الحليفة 90
28 بيان أن الأفضل أن يحرم حين تنبعث به راحلته 92
29 استحباب الطيب قبل الاحرام 97
30 جواز حلق الرأس للمحرم 115
31 جواز الحجامة للمحرم 119
32 جواز غسل المحرم بدنه ورأسه 122
33 ما يفعل بالمحرم إذا مات 123
34 جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه 128
35 احرام النفساء واستحباب اغتسالها 130
36 بيان وجوه الاحرام 131
37 حجة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 167
38 جواز تعليق الاحرام 195
39 وجوب الدم على المتمتع 205
40 بيان أن القارن لا يتحلل 208
41 جواز التحلل بالاحصار 210
42 الافراد والقران 212
43 استحباب طواف القدوم للحاج والسعي بعده 213
44 بيان أن المحرم بعمرة لا يتحلل بالطواف قبل السعي 214
45 جواز العمرة في أشهر الحج 221
46 اشعار الهدي وتقليده عند الاحرام 223
47 جواز تقصير المعتمر شعره 227
48 جواز التمتع في الحج والقران 228
49 بيان عدد عمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 230