شرح مسلم - النووي - ج ٨ - الصفحة ١٩٩
السابق
من بنى قيس ففلت رأسي ثم أهللت بالحج) في هذا الحديث فوائد منها جواز تعليق الاحرام فإذا قال أحرمت باحرام كاحرام زيد صح احرامه وكان احرامه كاحرام زيد فإن كان زيد محرما بحج أو بعمرة أو قارنا كان المعلق مثله وإن كان زيد أحرم مطلقا كان المعلق مطلقا ولا يلزمه أن يصرف احرامه إلى ما يصرف زيد احرامه إليه فلو صرف زيد احرامه إلى حج كان للمعلق صرف احرامه إلى عمرة وكذا عكسه ومنها استحباب الثناء على من فعل فعلا جميلا لقوله صلى الله عليه وسلم أحسنت وأما قوله صلى الله عليه وسلم (طف بالبيت وبالصفا والمروة وأحل) فمعناه أنه صار كالنبي صلى الله عليه وسلم وتكون وظيفته أن يفسخ حجه إلى عمرة فيأتي بأفعالها وهي الطواف والسعي والحلق فإذا فعل ذلك صار حلالا وتمت عمرته وإنما لم يذكر الحلق هنا لأنه كان مشهورا عندهم ويحتمل أنه داخل في قوله وأحل وقوله (ثم أتيت امرأة من بنى قيس ففلت رأسي) هذا محمول على أن هذه المرأة كانت محرما له وقوله (ثم أهللت بالحج) يعنى أنه تحلل بالعمرة وأقام بمكة حلالا إلى يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة ثم أحرم بالحج يوم التروية كما جاء مبينا في غير هذه الرواية فان قيل قد علق علي بن أبي طالب وأبو موسى رضي الله عنهما احرامهما باحرام النبي صلى الله عليه وسلم فأمر عليا بالدوام على احرامه قارنا وأمر أبا موسى بفسخه إلى عمرة فالجواب أن عليا رضي الله عنه كان معه الهدى كما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم الهدى فبقي على احرامه كما بقي النبي ص وكل من معه هدى وأبو موسى لم يكن معه هدى فتحلل بعمرة كمن لم يكن معه هدى ولولا الهدى مع النبي صلى الله عليه وسلم لجعلها عمرة وقد سبق ايضاح هذا الجواب في الباب الذي قبل هذا قوله ففلت رأسي هو بتخفيف اللام قوله (رويدك بعض فتياك) معنى رويدك ارفق قليلا وأمسك عن الفتيا ويقال فتيا وفتوى لغتان مشهورتان
(١٩٩)
التالي
الاولى ١
٢٣٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 استحباب الفطر للحاج بعرفات يوم عرفة 2
2 صوم يوم عاشوراء 4
3 تحريم صوم يومي العيدين 13
4 تحريم صوم أيام التشريق 16
5 كراهة افراد صوم يوم الجمعة 17
6 بيان نسخ قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية 19
7 جواز تأخير قضاء رمضان ما لم يجيء رمضان آخر 20
8 قضاء الصوم عن الميت 22
9 ندب الصائم إذا دعي إلى طعام ولم يرد الافطار 26
10 فضل الصيام 28
11 جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال 32
12 أكل الناس وشربه وجماعه 34
13 صيام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في غير رمضان 35
14 النهي عن صوم الدهر 38
15 استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر 47
16 صوم شهر شعبان 52
17 فضل صوم المحرم 53
18 استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعا لرمضان 55
19 فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها 56
20 كتاب الاعتكاف 65
21 الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان 69
22 صوم عشر ذي الحجة 70
23 كتاب الحج 71
24 ما يباح لبسه للمحرم بحج أو عمرة 76
25 مواقيت الحج 80
26 التلبية وصفتها ووقتها 86
27 أمر أهل المدينة بالاحرام من عند مسجد ذي الحليفة 90
28 بيان أن الأفضل أن يحرم حين تنبعث به راحلته 92
29 استحباب الطيب قبل الاحرام 97
30 جواز حلق الرأس للمحرم 115
31 جواز الحجامة للمحرم 119
32 جواز غسل المحرم بدنه ورأسه 122
33 ما يفعل بالمحرم إذا مات 123
34 جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه 128
35 احرام النفساء واستحباب اغتسالها 130
36 بيان وجوه الاحرام 131
37 حجة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 167
38 جواز تعليق الاحرام 195
39 وجوب الدم على المتمتع 205
40 بيان أن القارن لا يتحلل 208
41 جواز التحلل بالاحصار 210
42 الافراد والقران 212
43 استحباب طواف القدوم للحاج والسعي بعده 213
44 بيان أن المحرم بعمرة لا يتحلل بالطواف قبل السعي 214
45 جواز العمرة في أشهر الحج 221
46 اشعار الهدي وتقليده عند الاحرام 223
47 جواز تقصير المعتمر شعره 227
48 جواز التمتع في الحج والقران 228
49 بيان عدد عمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 230