شرح مسلم - النووي - ج ٧ - الصفحة ٢٣٠
السابق
المفطر على الصائم يرون أن من وجد قوة فصام فان ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فان ذلك حسن وهذا صريح في ترجيح مذهب الأكثرين وهو تفضيل الصوم لمن أطاقه بلا ضرر ولا مشقة ظاهرة وقال بعض العلماء الفطر والصوم سواء لتعادل الأحاديث والصحيح قول الأكثرين والله أعلم قوله (خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر) يعنى بالفتح فتح مكة وكان سنة ثمان من الهجرة والكديد بفتح الكاف وكسر الدال المهملة وهي عين جارية بينها وبين المدينة سبع مراحل أو نحوها وبينها وبين مكة قريب من مرحلتين وهي أقرب إلى المدينة من عسفان قال القاضي عياض الكديد عين جارية على اثنين وأربعين ميلا من مكة قال وعسفان قرية جامعة بها منبر على ستة وثلاثين ميلا من مكة قال والكديد ما بينها وبين قديد وفي الحديث الآخر فصام حتى بلغ كراع الغميم وهو بفتح الغين المعجمة وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال يضاف إليه هذا الكراع وهو جبل أسود متصل به والكراع كل أنف سال من جبل أو حرة قال القاضي وهذا كله في سفر واحد في غزاة الفتح قال وسميت هذه المواضع في هذه الأحاديث لتقاربها وان كانت عسفان متباعدة شيئا عن هذه المواضع لكنها كلها مضافة إليها ومن عملها فاشتمل اسم عسفان عليها قال وقد يكون علم حال الناس ومشقتهم في بعضها فأفطر وأمرهم بالفطر في بعضها هذا كلام القاضي وهو كما قال الا في مسافة عسفان فان المشهور أنها على أربعة برد من مكة وكل بريد أربعة فراسخ وكل فرسخ ثلاثة أميال فالجملة ثمانية وأربعون ميلا هذا هو الصواب المعروف الذي قاله الجمهور قوله (فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر) فيه دليل لمذهب الجمهور أن الصوم والفطر جائزان وفيه أن المسافر له أن يصوم بعض رمضان دون بعض ولا يلزمه بصوم بعضه اتمامه وقد غلط بعض العلماء في فهم هذا الحديث فتوهم أن الكديد وكراع الغميم قريب من المدينة وأن قوله فصام حتى بلغ الكديد وكراع الغميم كان في اليوم الذي خرج فيه من المدينة فزعم أنه خرج من المدينة صائما فلما بلغ كراع الغميم في يومه أفطر في نهار واستدل به
(٢٣٠)
التالي
الاولى ١
٢٣٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نهي النساء عن اتباع الجنائز. غسل الميت 2
2 تكفين الميت 6
3 تسجية الميت وتحسين كفنه 10
4 الاسراع بالجنازة 12
5 فضل الصلاة على الجنازة واتباعها 13
6 الصلاة على القبر 24
7 القيام للجنازة ونسخة 26
8 مكان الامام في الصلاة على الميت 30
9 اللحد ونصب اللبن على الميت 32
10 النهى عن تجصيص القبر والبناء عليه و الجلوس عليه 36
11 ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 39
12 استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه في زيارة قبر أمه 44
13 ترك الصلاة على قاتل نفسه 46
14 كتاب الزكاة 47
15 ما يجب فيه العشر ونصف العشر 53
16 زكاة الفطر 56
17 الامر باخراج زكاة الفطر قبل الصلاة 62
18 تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة 72
19 الكنازون للأموال والتغليظ عليهم 76
20 الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف 78
21 فضل النفقة على العيال والمملوك 80
22 الابتداء في النفقة بالنفس ثم الأصل ثم الأقارب 81
23 فضل النفقة على الأقربين والزوج والأولاد 83
24 وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه 88
25 كل نوع من المعروف صدقة 90
26 فضل المنيحة 105
27 مثل المنفق والبخيل 106
28 ثبوت أجر المتصدق ولو وقعت الصدقة في يد فاسق 109
29 أجر الخازن والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها 110
30 فضل من ضم إلى الصدقة غيرها من أنواع البر 114
31 الحث على الانفاق وكراهة الاحصاء 117
32 فضل اخفاء الصدقة 119
33 بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى 123
34 النهي عن المسألة 126
35 من تحل له المسألة 132
36 جواز الاخذ بغير سؤال ولا تطلع 133
37 كراهة الحرص على الدنيا 137
38 التحذير من الاغترار بزينة الدنيا وما يبسط منها 140
39 فضل التعفف والصبر والقناعة 144
40 التحريض على قتل الخوارج 168
41 تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله 174
42 إباحة الهدية للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولآله 180
43 كتاب الصيام 185
44 بيان فضل رمضان 186
45 وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته 187
46 النهي عن تقديم رمضان بصوم يوم أو يومين 193
47 بيان أن لكل بلد رؤيتهم الهلال 196
48 صفة الفجر الذي تتعلق به أحكام الصوم 199
49 فضل السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر 205
50 وقت انقضاء الصوم وخروج النهار 208
51 النهي عن الوصال 210
52 حكم التقبيل في الصوم 214
53 صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب 219
54 تحريم الجماع في نهار رمضان و وجوب الكفارة الكبرى فيه 223
55 جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر 228