شرح مسلم - النووي - ج ٧ - الصفحة ٢٢١
السابق
الأوجه في تأويله إن شاء الله تعالى فلما ثبت عنده أن حديث عائشة وأم سلمة على ظاهره وهذا متأول رجع عنه وكان حديث عائشة وأم سلمة أولى بالاعتماد لأنهما أعلم بمثل هذا من غيرهما ولأنه موافق للقرآن فان الله تعالى أباح الأكل والمباشرة إلى طلوع الفجر قال الله تعالى باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر بالمباشرة الجماع ولهذا قال الله تعالى وابتغوا ما كتب الله لكم ومعلوم أنه إذا جاز الجماع إلى طلوع الفجر لزمه منه أن يصبح جنبا ويصح صومه لقوله تعالى أتموا الصيام إلى الليل وإذا دل القرآن وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جواز الصوم لمن أصبح جنبا وجب الجواب عن حديث أبي هريرة عن الفضل عن النبي صلى الله عليه وسلم وجوابه من ثلاثة أوجه أحدها أنه ارشاد إلى الأفضل فالأفضل أن يغتسل قبل الفجر فلو خالف جاز وهذا مذهب أصحابنا وجوابهم عن الحديث فان قيل كيف يكون الاغتسال قبل الفجر أفضل وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فالجواب أنه صلى الله عليه وسلم فعله لبيان الجواز ويكون في حقه حينئذ أفضل لأنه يتضمن البيان للناس وهو مأمور بالبيان وهذا كما توضأ مرة مرة في بعض الأوقات بيانا للجواز ومعلوم أن الثلاث أفضل وهو الذي واظب عليه وتظاهرت به الأحاديث وطاف على البعير لبيان الجواز ومعلوم أن الطواف ساعيا أفضل وهو الذي تكرر منه صلى الله عليه وسلم ونظائره كثيرة والجواب الثاني لعله محمول على من أدركه الفجر مجامعا فاستدام بعد طلوع الفجر عالما فإنه يفطر ولا صوم له والثالث جواب ابن المنذر فيما رواه عن البيهقي أن حديث أبي هريرة منسوخ وأنه كان في أول الأمر حين كان الجماع محرما في الليل بعد النوم كما كان الطعام والشراب محرما ثم نسخ ذلك ولم يعلمه أبو هريرة فكان يفتى بما علمه حتى بلغه الناسخ فرجع إليه قال ابن المنذر هذا أحسن ما سمعت فيه والله أعلم قولها (يصبح جنبا من غير حلم) هو بضم الحاء وبضم اللام وإسكانها وفيه دليل لمن يقول بجواز الاحتلام على
(٢٢١)
التالي
الاولى ١
٢٣٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نهي النساء عن اتباع الجنائز. غسل الميت 2
2 تكفين الميت 6
3 تسجية الميت وتحسين كفنه 10
4 الاسراع بالجنازة 12
5 فضل الصلاة على الجنازة واتباعها 13
6 الصلاة على القبر 24
7 القيام للجنازة ونسخة 26
8 مكان الامام في الصلاة على الميت 30
9 اللحد ونصب اللبن على الميت 32
10 النهى عن تجصيص القبر والبناء عليه و الجلوس عليه 36
11 ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 39
12 استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه في زيارة قبر أمه 44
13 ترك الصلاة على قاتل نفسه 46
14 كتاب الزكاة 47
15 ما يجب فيه العشر ونصف العشر 53
16 زكاة الفطر 56
17 الامر باخراج زكاة الفطر قبل الصلاة 62
18 تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة 72
19 الكنازون للأموال والتغليظ عليهم 76
20 الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف 78
21 فضل النفقة على العيال والمملوك 80
22 الابتداء في النفقة بالنفس ثم الأصل ثم الأقارب 81
23 فضل النفقة على الأقربين والزوج والأولاد 83
24 وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه 88
25 كل نوع من المعروف صدقة 90
26 فضل المنيحة 105
27 مثل المنفق والبخيل 106
28 ثبوت أجر المتصدق ولو وقعت الصدقة في يد فاسق 109
29 أجر الخازن والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها 110
30 فضل من ضم إلى الصدقة غيرها من أنواع البر 114
31 الحث على الانفاق وكراهة الاحصاء 117
32 فضل اخفاء الصدقة 119
33 بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى 123
34 النهي عن المسألة 126
35 من تحل له المسألة 132
36 جواز الاخذ بغير سؤال ولا تطلع 133
37 كراهة الحرص على الدنيا 137
38 التحذير من الاغترار بزينة الدنيا وما يبسط منها 140
39 فضل التعفف والصبر والقناعة 144
40 التحريض على قتل الخوارج 168
41 تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله 174
42 إباحة الهدية للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولآله 180
43 كتاب الصيام 185
44 بيان فضل رمضان 186
45 وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته 187
46 النهي عن تقديم رمضان بصوم يوم أو يومين 193
47 بيان أن لكل بلد رؤيتهم الهلال 196
48 صفة الفجر الذي تتعلق به أحكام الصوم 199
49 فضل السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر 205
50 وقت انقضاء الصوم وخروج النهار 208
51 النهي عن الوصال 210
52 حكم التقبيل في الصوم 214
53 صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب 219
54 تحريم الجماع في نهار رمضان و وجوب الكفارة الكبرى فيه 223
55 جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر 228