دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٨٣
السابق
(8) الزراع هذه الطبقة من أعظم الطبقات الاجتماعية، وأبلغها أثرا في حياة المجتمع ففي زمان الإمام عليه السلام كانت هذه الطبقة أضخم الطبقات الاجتماعية، وكانت مركز الكثافة في المجتمع، كما أن مركز الكثافة فيه هي طبقة العمال في العصر الحديث.
وكانت المجتمعات القديمة مجتمعات زراعية في الدرجة الأولى، فكان كيان الأمة الاقتصادي يقوم على الأرض ومنتجاتها، لان الصناعة لم تكن إذ ذاك على حال تسمح بان يقوم عليها الصرح الاقتصادي للأمة، لضعفها وضيق نطاقها.
ولم تكن التجارة وحدها كذلك لتسمح بإقامة هذا الصرح في كثير من البلدان، لعدم انتظام التجارة العالمية إذ ذاك، ولضعف المواصلات، ولعدم وجود طرق تجارية كافية ومأمونة في جميع الأوقات.
وإذن فقد كان الكيان الاقتصادي يقوم في الدرجة الأولى على الأرض ومنتجاتها، والرفاهية الاقتصادية منوطة بأن تتاح للأرض أفضل الفرص التي تمكنها من أن تعطي عطاء كثيرا، ومنوطة بان تتاح (؟) للزارع أفضل الوسائل التي تعينه على صيانة أرضه، وخدمتها، والحصول منها على نتاج وفير.
وقد برهن الإمام عليه السلام في عهده إلى الأشتر أنه على وعي تام لمدي
(٨٣)
التالي
الاولى ١
٢٦١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 4
2 مقدمة الطبعة الأولى 7
3 المجتمع والطبقات الاجتماعية 11
4 فكرة المجتمع في نهج البلاغة 12
5 الطبقة الاجتماعية 17
6 القيمة العليا في الإسلام: التقوى والتقسيم الطبقي 25
7 مدخل إلى دراسة الطبقات في نهج البلاغة 41
8 العسكريون 47
9 القضاة 56
10 الولاة 64
11 الكتاب 71
12 الزراع 79
13 التجار والصناع 90
14 العمال ومن لا يستطيعون عملا 98
15 المجتمع القبلي، موقف الإمام من الروح القبلية 104
16 الحاكم 116
17 الحكم ضرورة لكل مجتمع 117
18 من شروط الحاكم 120
19 طبيعة الحكم عند الإمام، وعلاقة الحاكم بالشعب 123
20 حقوق الرعية على الحاكم 131
21 طبيعة الحق، وحقوق الحاكم على الرعية 134
22 التعاون بين الحكم والشعب 138
23 المغيبات 141
24 موقف الرفض للمغيبات 142
25 فلسفة موقف الرفض: نزعة التجريب: عرض ومناقشة 144
26 اهتمام العلم الحديث بطاقات الإنسان الخفية 150
27 التعليل العلمي لظاهرة المغيبات 154
28 المغيبات في نهج البلاغة 159
29 مغيبات أخرى ذكرها ابن أبي الحديد 178
30 الوعظ 189
31 تمهيد: أسلوب الوعاظ التقليديين الطريقة الصحيحة لدراسة النصوص 190
32 المثل الأعلى للحياة في الإسلام، والواقع الاجتماعي والسياسي حين تولى الإمام علي الحكم 193
33 إصلاحات الإمام علي وردود الفعل ضدها 200
34 النظرة الواقعية إلى الحياة في الإسلام والخلق العربي 212
35 موقف الإمام من العمل للدنيا موقفة من الفقر 220
36 اتباع الهوى وطول الأمل: ما يعني بهما الإمام؟ وما آثارهما في حياة الإنسان 227
37 الموعظة بالتاريخ وظيفة التاريخ 232
38 دعوة إلى التوازن بين الدنيا والآخرة 236
39 تناقض ظاهري في موقف الإمام معني الزهد وعناصره 242
40 نماذج من وعظ الإمام بتقلب الدنيا 248