سنن النبي (ص) - السيد الطباطبائي - الصفحة ١٢٠
السابق
وما رد سائل حاجة قط إلا أتى بها أو بميسور من القول، وكان أخف الناس صلاة في تمام. وكان أقصر الناس خطبة وأقلهم هذرا. وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل.
وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ وآخر من يرفع يده، وكان إذا أكل أكل مما يليه، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده، وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، وكان يمص الماء مصا، ولا يعبه عبا وكان يمينه لطعامه، وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه. وكان يحب التيمن في جميع أموره، في لبسه وتنعله وترجله.
وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا تكلم تكلم وفرا، وإذا استأذن استأذن ثلاثا.
وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا رأيته قلت: أفلج، وليس بأفلج.
وكان نظره اللحظ بعينه، وكان لا يكلم أحدا بشئ يكرهه. وكان إذا مشى كأنما ينحط في صبب. وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا. وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده. وكان المحدث عنه يقول: لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده (صلى الله عليه وآله) (1).
11 - وفي الكافي: مسندا عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا، وينظر إلى ذا بالسوية.
قال: ولم يبسط رسول الله رجليه بين أصحابه قط. وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده حتى يكون هو التارك. فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه مال بيده فنزعها من يده (2).
أقول: وروي هذا المعنى بطريقين آخرين. في أحدهما: وما منع سائلا قط، إن كان عنده أعطى وإلا قال: يأتي الله به (3).

(١) مكارم الأخلاق: ٢٣.
(٢) الكافي ٢: ٦٧١، المستدرك ٨: ٤٣٧، ومكارم الأخلاق: ١٧ و ٢٣.
(٣) الكافي ٤: ١٥.
(١٢٠)
التالي
الاولى ١
٤١٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 مقدمة ثانية 33
3 كلام في معنى الأدب 35
4 مقدمة العلامة الطباطبائي (قدس سره) 92
5 الباب الأول: في شمائله وجوامع أخلاقه (صلى الله عليه وآله) (49 حديثا) 94
6 الباب الثاني: في معاشرته (صلى الله عليه وآله) مع الناس (36 حديثا) 113
7 الملحقات (106 أحاديث) 123
8 الباب الثالث: في النظافة وأحكام الزينة (34 حديثا) 141
9 الملحقات (21 حديثا) 147
10 الباب الرابع: في السفر وآدابه (11 حديثا) 152
11 الملحقات (22 حديثا) 156
12 الباب الخامس: في آداب اللباس وما يتعلق به (18 حديثا) 161
13 الملحقات (16 حديثا) 168
14 الباب السادس: سننه (صلى الله عليه وآله) في المساكن (5 أحاديث) 172
15 الملحقات (16 حديثا) 175
16 الباب السابع: في آداب النوم والفراش (3 أحاديث) 179
17 الملحقات (10 أحاديث) 181
18 الباب الثامن: في آداب النكاح والأولاد (9 أحاديث) 185
19 الملحقات (32 حديثا) 188
20 الباب التاسع: في الأطعمة والأشربة وآداب المائدة (52 حديثا) 195
21 الملحقات (48 حديثا) 207
22 الباب العاشر: في آداب الخلوة ولواحقها (9 أحاديث) 215
23 الملحقات (7 أحاديث) 219
24 الباب الحادي عشر: في الأموات وما يتعلق بها (11 حديثا) 222
25 الملحقات (22 حديثا) 226
26 الباب الثاني عشر: في آداب المداواة (3 أحاديث) 232
27 الملحقات (11 حديثا) 235
28 الباب الثالث عشر: في السواك (7 أحاديث) 239
29 الملحقات (5 أحاديث) 242
30 الباب الرابع عشر: في آداب الوضوء (8 أحاديث) 244
31 الملحقات (6 أحاديث) 248
32 الباب الخامس عشر: في آداب الغسل (6 أحاديث) 251
33 الملحقات (3 أحاديث) 254
34 الباب السادس عشر: في آداب الصلاة (60 حديثا) 256
35 الملحقات (74 حديثا) 273
36 الباب السابع عشر: في آداب الصوم (17 حديثا) 287
37 الملحقات (17 حديثا) 292
38 الباب الثامن عشر: في آداب الاعتكاف (3 أحاديث) 296
39 الباب التاسع عشر: في الصدقة (3 أحاديث) 299
40 الملحقات (6 أحاديث) 301
41 الباب العشرون: في قراءة القرآن (8 أحاديث) 304
42 الملحقات (15 حديثا) 308
43 الباب الحادي والعشرون: في الدعاء وآدابه (59 حديثا) 312
44 الملحقات (52 حديثا) 332
45 ملحقات في الحج (12 حديثا) 351
46 ملحقات في النوادر (18 حديثا) 355
47 ملحقات باب الشمائل (81 حديثا) 359