فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٦٥
السابق
الخلافة والحكم. وإلفات المسلمين إلى حظهم العاثر واختيارهم المرتجل وانقلابهم على أعقابهم، وورودهم غير شربهم، وإسنادهم الأمر إلى غير أهله، والفتنة (1) التي سقطوا فيها، والدواعي التي دعتهم إلى ترك الكتاب ومخالفته فيما يحكم به في موضوع الخلافة والإمامة.
فالمسألة إذن ليست مسألة ميراث ونحلة إلا بالمقدار الذي يتصل بموضوع السياسة العليا، وليست مطالبة بعقار أو دار، بل هي في نظر الزهراء (مسألة إسلام وكفر، ومسألة إيمان ونفاق، ومسألة نص وشورى) (2).
وكذلك نرى هذا النفس السياسي الرفيع في حديثها مع نساء المهاجرين والأنصار، إ ذ قالت فيما قالت: (أين زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين والطبين بأمر الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن، نقموا والله نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله، تالله لو تكافؤوا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاعتلقه وسار إليهم سيرا سجحا لا تكلم حشاشه، ولا يتعتع راكبه (3)، ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح

(١) راجع نصوص السقيفة في تاريخ الطبري ٢: ٢٣٥ وما بعدها، وفيها: (أن بيعة أبي بكر فلتة..).
(٢) هذا بلحاظ المنظور الفاطمي للقضية برمتها وفي أبعادها، وقد عبرت عن ذلك في خطبتها قائلة: إنما زعمتهم خوف الفتنة ثم تلت قوله تعالى: (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) التوبة / ٤٩، وراجع المناقشة الوافية الشافية لمسألة (النص والشورى) في نشأة التشيع والشيعة / الأمام السيد الشهيد الصدر - بتحقيق الدكتور عبد الجبار شرارة.
(٣) تاريخ الطبري ٢: ٥٨٠، قول الخليفة الثاني في قصة الشورى... قالوا: يا أمير المؤمنين لو عهدت عهدا! فقال: قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أنظر فأولي رجلا أمركم، هو أحراكم أن يحملكم على الحق. وأشار إلى علي...). وراجع أنساب الأشراف / البلاذري 2: 214.
(٦٥)
التالي
الاولى ١
١٩٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 تقديم بقلم الإمام الشهيد الصدر (قدس سره) 13
3 الفصل الأول: على مسرح الثورة 14
4 تمهيد 15
5 أجواء الحدث 18
6 مستمسكات الثورة 21
7 طريق الثورة 25
8 النسوة 26
9 ظاهرة 27
10 الفصل الثاني: فدك بمعناها الحقيقي والرمزي 29
11 الموقع 30
12 فدك في أدوارها الأولى (عصر الخلفاء) 30
13 فدك في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) 31
14 في فترة الأمويين 32
15 في فترة العباسيين 34
16 القيمة المعنوية والمادية لفدك 36
17 الفصل الثالث: تاريخ الثورة 38
18 منهج دراسة التاريخ 39
19 تقويم تاريخ صدر الإسلام 41
20 مع العقاد في دراسته 47
21 بواعث الثورة 53
22 دوافع الخليفة الأول في موقفه 55
23 أبعاد قضية فدك السياسية 57
24 قضية فدك في ضوء الظروف الموضوعية 64
25 مسألة موت الرسول القائد (صلى الله عليه وآله وسلم) 65
26 مسألة السقيفة وموقف الإمام علي (عليه السلام) 67
27 تحليل الموقف في قصة السقيفة 78
28 الإمام علي (عليه السلام) خصائصه وموقفه من الخلافة 91
29 مسألة عدم الاحتجاج بالنص 100
30 المواجهة السلمية 106
31 الفصل الرابع: قبسات من الكلام الفاطمي 114
32 عظمة الرسول القائد (صلى الله عليه وآله وسلم) 115
33 عظمة الإمام علي (عليه السلام) ومؤهلاته الشخصية 116
34 مقارنة بين مواقف الإمام (عليه السلام) والآخرين 118
35 حزب السلطة الحاكمة 123
36 الفتنة الكبرى 127
37 الفصل الخامس: محكمة الكتاب 137
38 موقف الخليفة الأول من تركة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 138
39 روايات الخليفة الأول ومناقشتها 142
40 موقف الخليفة من مسألة الميراث 156
41 نتائج المناقشة 161
42 مسألة النحلة 176