فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٩٣
السابق
منا ومنكم.
(الثانية) أن الخليفة الأول لم يشارك شخصا من الهاشميين في شأن من شؤون الحكم ا لمهمة، ولا جعل فيهم واليا على شبر من المملكة الإسلامية الواسعة مع أن نصيب الأمويين في ذلك كان عظيما (1).
وأنت تفهم بوضوح أن هذا وليد سياسة متعمدة من محاورة وقعت بين عمر وبان عباس أظهر تخوفه من تولية الثاني حمص، لأنه يخشى إذا صارد الهاشميون ولاة على أقطار المملكة الإسلامية أن يموت وهم كذلك فيحدث في أمر الخلافة ما لا يريد (2).
ونحن إذا عرفنا من رأي عمر أن ظفر ببيت من البيوت الطامحة إلى السلطان بالولاية في الأقطار الإسلامية يهيؤهم لنيل الخلافة والمركز الأعلى، ولا حظنا أن الأمويين ذوي الألوان السياسية الواضحة كان فيم ولاة احتلوا الصدارة ت في ا لمجالات الإدارية أيام أبي بكر وعمر، وأضفنا إلى ذلك أنه كان يعلم على أقل تقدير بأن الشورى التي ابتكرها سوف تجعل من شيخ الأمويين عثمان خليفة، خرجنا بنتيجة مهمة وتقدير تاريخي تدل على صحته عدة من الظواهر، وهو أن الخليفتين كانا يهيئان للسلطان الأموي أسبابه ومعداته، وهما يعلمان حق العلم أن إنشاء كيان سياسي من جديد للأمويين خصوم بني هاشم القدامى معناه تقديم المنافس للهاشميين في

(١) تاريخ الطبري ٢: ٣٣٧، ثم تولية الخليفة الأول معاوية بن أبي سفيان وأقرب الولاية من قبل الخليفة الثاني.
(٢) راجع مروج الذهب على هامش الجزء الخامس من تاريخ ابن الأثير ص ١٣٥. (الشهيد).
تاريخ الطبري ٢: ٥٧٨، طبعة دار الكتب العلمية.
(٩٣)
التالي
الاولى ١
١٩٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 تقديم بقلم الإمام الشهيد الصدر (قدس سره) 13
3 الفصل الأول: على مسرح الثورة 14
4 تمهيد 15
5 أجواء الحدث 18
6 مستمسكات الثورة 21
7 طريق الثورة 25
8 النسوة 26
9 ظاهرة 27
10 الفصل الثاني: فدك بمعناها الحقيقي والرمزي 29
11 الموقع 30
12 فدك في أدوارها الأولى (عصر الخلفاء) 30
13 فدك في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) 31
14 في فترة الأمويين 32
15 في فترة العباسيين 34
16 القيمة المعنوية والمادية لفدك 36
17 الفصل الثالث: تاريخ الثورة 38
18 منهج دراسة التاريخ 39
19 تقويم تاريخ صدر الإسلام 41
20 مع العقاد في دراسته 47
21 بواعث الثورة 53
22 دوافع الخليفة الأول في موقفه 55
23 أبعاد قضية فدك السياسية 57
24 قضية فدك في ضوء الظروف الموضوعية 64
25 مسألة موت الرسول القائد (صلى الله عليه وآله وسلم) 65
26 مسألة السقيفة وموقف الإمام علي (عليه السلام) 67
27 تحليل الموقف في قصة السقيفة 78
28 الإمام علي (عليه السلام) خصائصه وموقفه من الخلافة 91
29 مسألة عدم الاحتجاج بالنص 100
30 المواجهة السلمية 106
31 الفصل الرابع: قبسات من الكلام الفاطمي 114
32 عظمة الرسول القائد (صلى الله عليه وآله وسلم) 115
33 عظمة الإمام علي (عليه السلام) ومؤهلاته الشخصية 116
34 مقارنة بين مواقف الإمام (عليه السلام) والآخرين 118
35 حزب السلطة الحاكمة 123
36 الفتنة الكبرى 127
37 الفصل الخامس: محكمة الكتاب 137
38 موقف الخليفة الأول من تركة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 138
39 روايات الخليفة الأول ومناقشتها 142
40 موقف الخليفة من مسألة الميراث 156
41 نتائج المناقشة 161
42 مسألة النحلة 176