فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٨٦
السابق
بمصالحه من ظرف السقيفة، إذ خلا الموقف من أقطاب المهاجرين الذين لم يكن لتنتهي المسألة في محضرهم إلى نتيجتها التي سجلتها السقيفة في ذلك اليوم.
وخرج أبو بكر من السقيفة خليفة وقد بايعه جمع من المسلمين الذين أخذوا بوجهة نظره في مسألة الخلافة أو عز عليهم أن يتولاها سعد بن عبادة.
ولم يعبأ الحاكمون بمعارضة الأمويين وتهديد أبي سفيان وما أعلنه من كلمات الثورة بعد رجوعه من سفره الذي بعثه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجباية الأموال، لعلمهم بطبيعة النفس الأموية وشهواتها السياسية والمادية.
فكان من السهل كسب الأمويين إلى جانب الحكم القائم كما صنع أبو بكر فأباح لنفسه أو أباح له عمر بتعبير أصح كما تدل الرواية (1)، أن يدفع لأبي سفيان جميع ما في يده من أموا ل المسلمين وزكواتهم (2) ثم جعل للأمويين (3) بعد ذلك حظا من العمل الحكومي في عدة من المرافق الهامة.
وهكذا نجح الحزب الحاكم في نقطتين، ولكن هذا النجاح جره إلى تناقض سياسي واضح، لأن ظروف السقيفة كانت تدعو الحاكمين إلى أن يجعلوا للقرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم حسابا في مسألة الخلافة ويقروا مذهب

(١) راجع شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ١: ١٣٠ طبعة القاهرة - مصطفى البابي. (ا لشهيد) (٢) قد نستطيع أن نجيب في ضوء هذه القصة عما عرض لنا من سؤال في بداية هذا الفصل عن موقف الخليفتين لو قدر لهما أن يقفا موقف علي الذي كان يفرض عليه أن يغري كثيرا من أمثال أبي سفيا ن بالمال والجاه. (الشهيد) (٣) راجع تاريخ الطبري ٢: ٢٣٧، أخرج عن ثابت قال: لما استخلف أبو بكر قال أبو سفيان:
ما لنا ولأبي فصيل، إنما هي بنو عبد مناف!
قال: فقيل له: إنه قد ولى ابنك، قال - أي أبو سفيان -: وصلته رحم..
(٨٦)
التالي
الاولى ١
١٩٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 تقديم بقلم الإمام الشهيد الصدر (قدس سره) 13
3 الفصل الأول: على مسرح الثورة 14
4 تمهيد 15
5 أجواء الحدث 18
6 مستمسكات الثورة 21
7 طريق الثورة 25
8 النسوة 26
9 ظاهرة 27
10 الفصل الثاني: فدك بمعناها الحقيقي والرمزي 29
11 الموقع 30
12 فدك في أدوارها الأولى (عصر الخلفاء) 30
13 فدك في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) 31
14 في فترة الأمويين 32
15 في فترة العباسيين 34
16 القيمة المعنوية والمادية لفدك 36
17 الفصل الثالث: تاريخ الثورة 38
18 منهج دراسة التاريخ 39
19 تقويم تاريخ صدر الإسلام 41
20 مع العقاد في دراسته 47
21 بواعث الثورة 53
22 دوافع الخليفة الأول في موقفه 55
23 أبعاد قضية فدك السياسية 57
24 قضية فدك في ضوء الظروف الموضوعية 64
25 مسألة موت الرسول القائد (صلى الله عليه وآله وسلم) 65
26 مسألة السقيفة وموقف الإمام علي (عليه السلام) 67
27 تحليل الموقف في قصة السقيفة 78
28 الإمام علي (عليه السلام) خصائصه وموقفه من الخلافة 91
29 مسألة عدم الاحتجاج بالنص 100
30 المواجهة السلمية 106
31 الفصل الرابع: قبسات من الكلام الفاطمي 114
32 عظمة الرسول القائد (صلى الله عليه وآله وسلم) 115
33 عظمة الإمام علي (عليه السلام) ومؤهلاته الشخصية 116
34 مقارنة بين مواقف الإمام (عليه السلام) والآخرين 118
35 حزب السلطة الحاكمة 123
36 الفتنة الكبرى 127
37 الفصل الخامس: محكمة الكتاب 137
38 موقف الخليفة الأول من تركة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 138
39 روايات الخليفة الأول ومناقشتها 142
40 موقف الخليفة من مسألة الميراث 156
41 نتائج المناقشة 161
42 مسألة النحلة 176