الغدير - الشيخ الأميني - ج ١٠ - الصفحة ٣٤٣
السابق
فشنت عليه الغارات يوم الجمل وفي واقعة صفين وكان من ذيولها وقعة الحروريين، فلم يتبع اجتهاد خليفة الوقت الذي هو باب مدينة علم النبي، وأقضى الأمة بنص من الصادق المصدق، لكنما اتبع اجتهاد عثمان في العفو عن عبيد الله بن عمر في قتله لهرمزان و بنت أبي لؤلؤة وإهدار ذلك الدم المحرم من غير أي حجة قاطعة أو برهنة صحيحة، فلو كان للخليفة مثل ذلك العفو فلم لم يجر حكمه في الآوين إلى مولانا أمير المؤمنين من - المتجمهرين على عثمان؟ ولم يكن يومئذ من المقطوع به ما سوف يقضي به الإمام من حكمه البات، أيعطي دية المقتول من بيت المال لأنه أودي به بين جمهرة المسلمين لا يعرف قاتله كما فعله في أربد الفزاري (1) أو أنه يراهم من المجتهدين " وكانوا كذلك " الذين تأولوا أصابوا أو أخطأوا، أو أنه كان يرى من صالح الخلافة واستقرار عروشها أن يرجئ أمرهم إلى ما وراء ما انتابه من المثلات، وما هنالك من إرجاف وتعكير يقلقان السلام والوئام، حتى يتمكن من الحصول على تدعيم عرش إمرته الحقة المشروعة، فعلى أي من هذه الأقضية الصحيحة كان ينوء الإمام عليه السلام به فلا حرج عليه ولا تثريب، لكن سيف البغي الذي شهروه في وجهه أبى للقوم إلا أن يتبع الحق أهوائهم، وماذا نقموا عليه صلوات الله عليه من تلكم المحتملات! حتى يسوغ لهم إلقاح الحرب الزبون التي من جرائها تطايرت الرؤس، وتساقطت الأيدي، وأرهقت نفوس بريئة، وأريقت دماء محترمة، فبأي اجتهاد بادروا إلى الفرقة، وتحملوا أوزارها، ولم تتجل لهم حقيقة الأمر ولباب الحق، لكنهم ابتغوا الفتنة، وقلبوا له الأمور، ألا في الفتنة سقطوا.
ومن أعجب ما يترائى من مفعول الاجتهاد في القرون الخالية: إنه يبيح سب علي أمير المؤمنين عليه السلام وسب كل صحابي احتذى مثاله، ويجوز لأي أحد كيف شاء وأراد لعنهم، والوقيعة فيهم، والنيل منهم، في خطب الصلوات، والجمعات، والجماعات، و على صهوات المنابر، والقنوت بها، والاعلان بذلك في الأندية والمجتمعات، والخلا والملا، ولا يلحق لفاعلها ذم ولا تبعة، بل له أجر واحد لاجتهاده خطأ، وإن كان هو من حثالة الناس، وسفلة الأعراب، وبقايا الأحزاب، البعداء عن العلوم والمعارف.
وأما علي وشيعته فلا حق لهم في بيان ظلامتهم عند مناوئيهم، والوقيعة في خصمائهم،

(1) راجع كتاب صفين ص 106، شرح ابن أبي الحديد 1: 279.
(٣٤٣)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية البحث مناقب الخلفاء وهى أربعون حديثا حديث المفاضلة بين الصحابة 11
2 نظرة في حديث المفاضلة 12
3 بيعة ابن عمر وتقاعسه عنها 31
4 السنة في الخلافة الراشدة 35
5 الإجماع على بيعة يزيد 40
6 أخبار ابن عمر ونوادره 45
7 ضعف ابن عمر في الحديث 50
8 رأي ابن عمر في القتال 54
9 رأي ابن عمر في الصلاة 58
10 أعذار ابن عمر المفتعلة 63
11 كلمات تعرب عن مرمى معاوية 67
12 ابن عمر يحيى أحداث أبيه 71
13 مناوئة ابن عمر عليا عليه السلام 75
14 أخبار ابن عمر في المناقب 77
15 سلسلة مناقب الخلفاء المختلفة 81
16 أبو سفيان ومواقفه في التاريخ 88
17 حديث بشارة العشرة بالجنة والنظر فيه 126
18 آيات محرفة في المناقب 141
19 المغالاة في فضائل معاوية 146
20 ما جاء عن النبي في معاوية 147
21 ما جاء عن علي في معاوية 156
22 ما جاء عن الصحابة في معاوية 165
23 معاوية في ميزان القضاء 186
24 معاوية والخمر 187
25 معاوية يأكل الربا 192
26 الربا في الكتاب والسنة 194
27 معاوية يتم في السفر 198
28 أحدوثة معاوية في العيدين 199
29 صلاة معاوية الجمعة يوم الأربعاء 203
30 الجمع بين الأختين 207
31 أحدوثة معاوية في الديات 207
32 ترك معاوية التكبير المسنون 209
33 ترك معاوية التلبية 213
34 السنة في التلبية 214
35 رفض السنة الثابتة خلافا للشيعة 217
36 تقديم الخطبة على الصلاة 219
37 ترك حد من حدود الله 221
38 معاوية يلبس مالا يجوز 223
39 استلحاق معاوية زيادا 224
40 معاوية و بيعة يزيد 235
41 بيعة يزيد في الشام 239
42 عبد الرحمن في بيعة يزيد 241
43 سعيد في بيعة يزيد 242
44 كتب معاوية في بيعة يزيد 244
45 رحلة معاوية الأولى لبيعة يزيد 250
46 رحلة معاوية الثانية للبيعة 259
47 يزيد وصحيفة السوداء 263
48 جنايات معاوية 265
49 لعن معاوية و عماله عليا عليه السلام 265
50 قتال ابن هند عليا عليه السلام 280
51 السنة في الخارج على الإمام 281
52 الفئة الباغية في الكتاب والسنة 283
53 قتال معاوية عليا عليه السلام 284
54 أربعون حديثا في علي عليه السلام 286
55 استهزاء معاوية بالسنة 289
56 كتب معاوية القارصة 292
57 هنات في ميزان معاوية 295
58 قذائف في صحائف معاوية 297
59 أعذار معاوية في قتال علي عليه السلام 301
60 دفاع ابن حجر عن معاوية 311
61 حديث الوفود 315
62 أنباء تعرب عن مرمى معاوية 322
63 تصريح بمرمى معاوية 331
64 قدم فكرة معاوية في الخلافة 335
65 مناظرات معربة عن مرمى معاوية 339
66 التحكيم يعرب عن مرمى معاوية 344
67 حجج داحضة يدافع بها ابن حجر عن معاوية ومنها اجتهاده 348
68 الاجتهاد و منتوجه 349
69 الاجتهاد ما هودا 352
70 نظرة في اجتهاد معاوية 357
71 معاوية وعلمه بالكتاب 357
72 معاوية وعلمه بالسنة 359
73 نظرة فيما رواه معاوية 360
74 حديث من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية 367
75 بقية أحاديث معاوية 370
76 اجتهاد معاوية المزيف 373
77 معاوية المجتهد 377
78 الأمر الثاني مما دافع به ابن حجر عن معاوية وهو عدة أحاديث زعمها في الرجل 381
79 نظرة في تلكم الأحاديث 382