الغدير - الشيخ الأميني - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٤
السابق
بايعوا وسلموا ذلك، والقوم سكوت لم يتكلموا شيئا حذر القتل، فوثب أناس من أهل الشام فقالوا: يا أمير المؤمنين! إن كان رابك منهم ريب فحل بيننا وبينهم حتى نضرب أعناقهم. فقال معاوية: سبحان الله ما أحل دماء قريش عندكم يا أهل الشام؟ لا أسمع لهم ذكرا بسوء فإنهم بايعوا وسلموا، وارتضوني فرضيت عنهم رضي الله عنهم، ثم ارتحل معاوية راجعا إلى مكة وقد أعطى الناس أعطياتهم، وأجزل العطاء، وأخرج إلى كل قبيلة جوائزها وأعطياتها، ولم يخرج لبني هاشم جائزة ولا عطاء، فخرج عبد الله ابن عباس في أثره حتى لحقه بالروحاء فجلس ببابه فجعل معاوية يقول: من بالباب؟
فيقال: عبد الله بن عباس فلم يأذن لأحد، فلما استيقظ قال: من بالباب؟ فقيل: عبد الله بن عباس فدعا بدابته فأدخلت إليه ثم خرج راكبا فوثب إليه عبد الله بن عباس فأخذ بلجام البغلة ثم قال: أين تذهب؟ قال: إلى مكة. قال: فأين جوائزنا كما أجزت غيرنا؟ فأوما إليه معاوية فقال: والله ما لكم عندي جائزة ولا عطاء حتى يبايع صاحبكم. قال ابن عباس: فقد أبى ابن الزبير فأخرجت جائزة بني أسد، وأبى عبد الله بن عمر فأخرجت جائزة بني عدي، فما لنا إن أبى صاحبنا وقد أبى صاحب غيرنا.
فقال معاوية: لستم كغيركم، لا والله لا أعطيكم درهما حتى يبايع صاحبكم، فقال ابن عباس: أما والله لئن لم تفعل لألحقن بساحل من سواحل الشام ثم لأقولن ما تعلم، والله لأتركنهم عليك خوارج. فقال معاوية: لا بل أعطيكم جوائزكم، فبعث بها من الروحاء ومضى راجعا إلى الشام. الإمامة والسياسة 1: 156.
قال الأميني: إن المستشف لحقيقة الحال من أمر هذه البيعة الغاشمة جد عليم أنها تمت برواعد الارهاب، وبوارق التطميع، وعوامل البهت والافتراء، فيرى معاوية يتوعد هذا، ويقتل ذاك، ويولي آخر على المدن والأمصار ويجعلها طعمة له، ويدر من رضائخه على النفوس الواطئة ذوات الملكات الرذيلة، وفي القوم من لا يؤثر فيه شئ من ذلك كله، غير أنه لا رأي لمن لا يطاع، لكن إمام الهدى، وسبط النبوة، ورمز الشهادة والإباء لم يفتأ بعد ذلك كله مصحرا بالحقيقة، ومصارحا بالحق، وداحضا للباطل مع كل تلكم الحنادس المدلهمة، أصغت إليه أذن أم لا، وصغى إلى قيله أحد أو أعرض، فقام بواجب الموقف رافعا عقيرته بما تستدعيه الحالة، ويوجبه النظر في صالح المسلمين
(٢٥٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية البحث مناقب الخلفاء وهى أربعون حديثا حديث المفاضلة بين الصحابة 11
2 نظرة في حديث المفاضلة 12
3 بيعة ابن عمر وتقاعسه عنها 31
4 السنة في الخلافة الراشدة 35
5 الإجماع على بيعة يزيد 40
6 أخبار ابن عمر ونوادره 45
7 ضعف ابن عمر في الحديث 50
8 رأي ابن عمر في القتال 54
9 رأي ابن عمر في الصلاة 58
10 أعذار ابن عمر المفتعلة 63
11 كلمات تعرب عن مرمى معاوية 67
12 ابن عمر يحيى أحداث أبيه 71
13 مناوئة ابن عمر عليا عليه السلام 75
14 أخبار ابن عمر في المناقب 77
15 سلسلة مناقب الخلفاء المختلفة 81
16 أبو سفيان ومواقفه في التاريخ 88
17 حديث بشارة العشرة بالجنة والنظر فيه 126
18 آيات محرفة في المناقب 141
19 المغالاة في فضائل معاوية 146
20 ما جاء عن النبي في معاوية 147
21 ما جاء عن علي في معاوية 156
22 ما جاء عن الصحابة في معاوية 165
23 معاوية في ميزان القضاء 186
24 معاوية والخمر 187
25 معاوية يأكل الربا 192
26 الربا في الكتاب والسنة 194
27 معاوية يتم في السفر 198
28 أحدوثة معاوية في العيدين 199
29 صلاة معاوية الجمعة يوم الأربعاء 203
30 الجمع بين الأختين 207
31 أحدوثة معاوية في الديات 207
32 ترك معاوية التكبير المسنون 209
33 ترك معاوية التلبية 213
34 السنة في التلبية 214
35 رفض السنة الثابتة خلافا للشيعة 217
36 تقديم الخطبة على الصلاة 219
37 ترك حد من حدود الله 221
38 معاوية يلبس مالا يجوز 223
39 استلحاق معاوية زيادا 224
40 معاوية و بيعة يزيد 235
41 بيعة يزيد في الشام 239
42 عبد الرحمن في بيعة يزيد 241
43 سعيد في بيعة يزيد 242
44 كتب معاوية في بيعة يزيد 244
45 رحلة معاوية الأولى لبيعة يزيد 250
46 رحلة معاوية الثانية للبيعة 259
47 يزيد وصحيفة السوداء 263
48 جنايات معاوية 265
49 لعن معاوية و عماله عليا عليه السلام 265
50 قتال ابن هند عليا عليه السلام 280
51 السنة في الخارج على الإمام 281
52 الفئة الباغية في الكتاب والسنة 283
53 قتال معاوية عليا عليه السلام 284
54 أربعون حديثا في علي عليه السلام 286
55 استهزاء معاوية بالسنة 289
56 كتب معاوية القارصة 292
57 هنات في ميزان معاوية 295
58 قذائف في صحائف معاوية 297
59 أعذار معاوية في قتال علي عليه السلام 301
60 دفاع ابن حجر عن معاوية 311
61 حديث الوفود 315
62 أنباء تعرب عن مرمى معاوية 322
63 تصريح بمرمى معاوية 331
64 قدم فكرة معاوية في الخلافة 335
65 مناظرات معربة عن مرمى معاوية 339
66 التحكيم يعرب عن مرمى معاوية 344
67 حجج داحضة يدافع بها ابن حجر عن معاوية ومنها اجتهاده 348
68 الاجتهاد و منتوجه 349
69 الاجتهاد ما هودا 352
70 نظرة في اجتهاد معاوية 357
71 معاوية وعلمه بالكتاب 357
72 معاوية وعلمه بالسنة 359
73 نظرة فيما رواه معاوية 360
74 حديث من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية 367
75 بقية أحاديث معاوية 370
76 اجتهاد معاوية المزيف 373
77 معاوية المجتهد 377
78 الأمر الثاني مما دافع به ابن حجر عن معاوية وهو عدة أحاديث زعمها في الرجل 381
79 نظرة في تلكم الأحاديث 382