الغدير - الشيخ الأميني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٩
السابق
وصدره، ثم أخذ كفا من البطحاء وحصب المشركين وقال: شاهت الوجوه. والخبر المشهور عن علي وهو أشجع البشر: كنا إذا اشتد البأس وحمى الوطيس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولذنا به. فيكف يقول الجاحظ: إنه ما خاض الحروب ولا خالط الصفوف؟ وأي فرية أعظم ومن فرية من نسب رسول الله صلى الله وسلم إلى الإحجام والاعتزال الحرب؟ ثم أي مناسبة بين أبي بكر ورسول الله في هذا المعنى؟ ليقيسه وينسبه إلى رسول الله صاحب الجيش والدعوة ورئيس الاسلام والملة، والملحوظ بين أصحابه وأعدائه بالسيادة، وإليه الإيماء والإشارة، وهو الذي أحنق قريشا والعرب، وورى أكبادهم بالبراءة من آلهتهم و عيب دينهم وتضليل أسلافهم، ثم وترهم فيما بعد بقتل رؤسائهم وأكابرهم، وحق لمثله إذا تنحى عن الحرب واعتزلها أن يتنحى ويعتزل، لأن ذلك شأن الملوك والرؤساء إذ كان الجيش منوطا بهم وببقائهم، فمتى هلك الملك هلك الجيش، ومتى سلم الملك أمكن أن يبقى عليه ملكه، وإن عطب جيشه بأن يستجد جيشا آخر، ولذلك نهى الحكماء أن يباشر الملك الحرب بنفسه، وخطأوا الإسكندر لما بارز فور ملك الهند ونسبوه إلى مجانبة الحكمة ومفارقة الصواب والحزم، فليقل لنا الجاحظ: أي مدخل لأبي بكر في هذا المعنى؟ ومن الذي كان يعرفه من أعداء الاسلام ليقصده بالقتل؟ وهل هو إلا واحد من عرض المهاجرين حكمه حكم عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما؟
بل كان عثمان أكثر منه صيتا، وأشرف منه مركبا، والعيون إليه طمح، والعدو عليه أحنق وأكلب. ولو قتل أبو بكر في بعض تلك المعارك هل كان يؤثر قتله في الاسلام ضعفا؟ أو يحدث وهنا؟ أو يخاف على الملة لو قتل أبو بكر في بعض تلك الحروب أن تندرس و تعفى آثارها وتنطمس منارها؟ ليقول الجاحظ: إن أبا بكر كان حكمه حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجانبة الحروب واعتزالها. نعوذ بالله من الخذلان. وقد علم العقلاء كلهم ممن له بالسير معرفة وبالآثار والأخبار ممارسة حال حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت، وحاله عليه الصلاة والسلام فيها كيف كان، ووقوفه حيث وقف وحربه حيث حارب، و جلوسه في العريش يوم جلس، وأن وقوفه صلى الله عليه وسلم وقوف رئاسة وتدبير، ووقوف ظهر وسند، يتعرف أمور أصحابه ويحرس صغيرهم وكبيرهم بوقوفه من ورائهم وتخلفه عن التقدم في أوائلهم، لأنهم متى علموا أنه في أخراهم اطمأنت قلوبهم ولم تتعلق
(٢٠٩)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 غديرية ابن العرندس الحلي 12
2 ما يتبع غديرية ابن العرندس 18
3 حديث كسر أمير المؤمنين الأصنام 19
4 ترجمة ابن العرندس وشعره 22
5 غديرية ابن داغر الحلي 33
6 غديرية ابن داغر الحلي 33
7 ترجمة ابن داغر وشعره 36
8 غديرية الحافظ البرسي الحلي 42
9 ترجمة الحافظ البرسي الحلي 42
10 شعر الحافظ البرسي الحلي 47
11 المغالاة في الفضائل 78
12 الغلو في أبي بكر 82
13 وصمات الانتخاب في بدء بدئه 83
14 رواة الخطبة الشقشقية 91
15 فضائل أبي بكر المأثورة 96
16 ملكات الخليفة ونفسياته 104
17 الخليفة في نادي الخمر 105
18 نادى الخمر في دار أبي طلحة 106
19 الآراء في تاريخ تحريم الخمر 110
20 الخليفة في الإسلام 111
21 نبوغ الخليفة في علم التفسير 112
22 رأى الخليفة في الكلالة 113
23 تقدم الخليفة في السنة 117
24 نظرة في أحاديث الخليفة 118
25 غاية جهد الباحث 124
26 كثرة أحاديث السنة الشريفة 125
27 رأي الخليفة في الجدة 129
28 رأي الخليفة في الجدتين 129
29 بناتنا بنوهن أبنائنا 131
30 رأي الخليفة في قطع السارق 138
31 رأي الخليفة في الجد 138
32 رأي الخليفة في تولية المفضول 140
33 الخلافة عند الشيعة إمرة إلهية 140
34 الخلافة عند أهل السنة وكلمات أعلامها فيها 145
35 ما تنعقد به الإمامة والكلمات فيه 150
36 رأي الخليفة الثاني في الخلافة 152
37 نظرة في خلافة جاء بها القوم و وصمات الأهواء فيها 154
38 أفضلية مولانا أمير المؤمنين 161
39 رأي الخليفة في القدر 162
40 رأي الخليفة في الضحية 164
41 ردة بني سليم 164
42 حرق الخليفة الفجائة 165
43 رأى الخليفة في قصة مالك 167
44 نظرة في قضية مالك 170
45 غارة خالد على بني جذيمة 175
46 ثلاثة و ثلاثة و ثلاثة 179
47 ثلاثة فعلها الخليفة وندم عليها 179
48 ثلاثة تركها الخليفة وندم عليها 183
49 ثلاثة ود الخليفة السؤال عنها 184
50 تحريف أو تحفظ على كرامة 187
51 سؤال يهودي أبا بكر 187
52 وفد النصارى وأسؤلتهم 188
53 الغلو في علم أبي بكر 190
54 مظاهر علم أبي بكر 193
55 التمسك بالأفائك 201
56 شجاعة الخليفة 209
57 أبو بكر أشجع الصحابة 210
58 نظرة في حديث العريش 211
59 احتجاب أبي بكر عن مواقف الحرب 212
60 حجاج بالعريش وكلمة الجاحظ 216
61 كلمة الإسكافي في رد الجاحظ 217
62 الغريق يتشبث بكل حشيش 222
63 تفلسف في شجاعة أبي بكر 222
64 ثبات الخليفة على المبدء 225
65 تهالك الخليفة في العبادة 228
66 قصة الكبد المشوي والنظرة فيها 228
67 تبرز الخليفة في الأخلاق 232
68 كاد الخيران أن يهلكا 232
69 كان أبو بكر سبابا 233
70 حديث: الخليفة حليم قريش 235
71 ماتت فاطمة وهي وجداء على أبي بكر 235
72 صلاة أبي بكر على فاطمة 237
73 إعتذار الخليفة إلى الصديقة 237
74 كلمة الجاحظ 238
75 كلمة قارصة لابن كثير 240
76 حديث: فاطمة بضعة مني 240
77 أحاديث الغلو أو قصص الخرافة 246
78 حديث: الشمس على العجلة فيه توسل بأبي بكر الشمس 246
79 حديث التوسل بلحية أبي بكر 248
80 اللحية في الحبة 250
81 تقدم شهادة أبي بكر على جبرئيل 253
82 اسم أبي بكر في خاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم 253
83 عرض جنة أبي بكر 256
84 الله يستحيي من أبي بكر 256
85 كرامة دفن أبي بكر 258
86 جبريل يسجد مهابة من أبي بكر 260
87 قصة فيها كرامة لأبي بكر 262
88 لا يموت رافضي إلا مسخ خنزيرا 265
89 أبو تمام مسخ خنزيرا في قبره 265
90 أبو بكر شيخ يعرف والنبي شاب لا يعرف 266
91 تأويل كون النبي شابا 269
92 حل مشكلة يعرف و لا يعرف 270
93 الأنصار في البيعتين 271
94 النقباء من الأنصار 273
95 الأنصار في البيعة الثانية 274
96 نبأ الهجرة 275
97 أبو بكر أسن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم 279
98 إسلام أبي بكر قبل ولادة علي 280
99 نظرة في روايات اسلام أبي بكر 281
100 أبو بكر أسن أصحاب النبي 289
101 أربعون صحابيا أسن من أبي بكر 290
102 أبو بكر في كفة الميزان 294
103 توسل الشمس بأبي بكر 296
104 كلبة من الجن مأمورة 298
105 هبة أبي بكر لمحبيه من أعماله 299
106 أبو بكر في قاب قوسين 302
107 الدين وسمعه وبصره 303
108 أبو بكر ومنزلته عند الله 304
109 روايات مكذوبة في حب أبي بكر 306
110 النبي مؤيد بالشيخين 307
111 الأشباح الخمسة وخلقها 308
112 الكلمات التي تلقاها آدم من ربه 309
113 توسل عمر بالعباس 310
114 كلمة القصير في التوسل 312
115 أبو بكر خير أهل السماوات والأرض 314
116 ثواب النبي وأبي بكر 315
117 حب أبي بكر وشكره 316
118 أبو بكر في كفة الميزان 316
119 ما أسلم أبو مهاجر إلا أبو بكر 318
120 المهاجرون الذين أسلم أبوا هم 321
121 إسلام أبي قحافة والد أبي بكر 321
122 الروايات الواردة في أبي قحافة 322
123 نظرة في حديث اسلام أبي قحافة 327
124 إسلام أم الخير أم أبي بكر 331
125 أبو بكر وأبواه في القرآن 335
126 آية في أبي بكر وأبيه 337
127 الغاية للقالة 339
128 أبو طالب وشعره المعرب عن إيمانه 340
129 أبو طالب وموافقة المشكورة 351
130 سفر أبي طالب إلى الشام 351
131 استسقاء أبي طالب بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم 354
132 أبو طالب في مولد أمير المؤمنين 356
133 بدء أمر النبي وأبو طالب 357
134 أبو طالب و فقده النبي صلى الله عليه وآله وسلم 357
135 أبو طالب في بدء الدعوة 361
136 قول أبي طالب لأمير المؤمنين 364
137 قول أبي طالب لجعفر 366
138 أبو طالب و حنوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم 366
139 أبو طالب وابن الزبعرى 367
140 أبو طالب و قريش 368
141 أبو طالب وصحيفة قريش 371
142 وصية أبي طالب عند موته 375
143 وصية أبي طالب لبني أبيه 376
144 حديث عن أبي طالب 377
145 ما يروى عن آل أبي طالب وذويه في ايمانه، وهو عشرة أحاديث 378
146 الكلم الطيب عن النبي وآله 387
147 قصارى القول في أبي طالب 390
148 ما أسنده إليه من لاث به 393
149 الاجماعات عن أعلام الشيعة 393
150 أربعون حديثا في أبي طالب 395
151 الكتب المؤلفة في أبي طالب 410
152 قصائد في مدح أبي طالب 412
153 التقاريظ المنضدة 419