القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - الأصبهاني - الصفحة ٩١
السابق
وإذا شرب صبيان بلبن شاة فلا رضاع بينها لأنه لا حرمة بين الآدمي والبهائم، لأن الحرمة لا تكون الا بعد الأمية والبهيمة لا يتصور أن تكون أما للآدمي ولادا وكذا رضاعا، وكان محمد بن إسماعيل صاحب الحديث يقول: يثبت به حرمة الرضاع، وانه دخل في بخارى في زمن الشيخ أبي حفص الكبير وجعل يفتي فقال له الشيخ لا تفعل فلست هنالك فأبى أن يقبل نصيحته حتى استفتي عن هذه المسألة إذا رضع صبيان بلبن شاة فافتى بثبوت الحرمة فاجتمعوا وأخرجوه من بخارى بسبب هذه الفتوى (1).

1. المبسوط للسرخسي 30: 297، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي 2: 641، وفى المبسوط: قال السرخسي:
ولو أن الصبيين شربا من لبن شاة أو بقرة لم تثبت به حرمة الرضاع لأن الرضاع معتبر بالنسب وكما لا يتحقق النسب بين الآدمي وبين البهائم فلذلك لا يثبت حرمة الرضاع بشرب لبن البهائم، وكان محمد بن إسماعيل البخاري صاحب التاريخ يقول يثبت الحرمة، وهذه المسألة كانت سبب إخراجه من بخارى فإنه قدم بخارى في زمن أبي حفص الكبير وجعل يفتي، فنهاه أبو حفص وقال: لست بأهل له، فلم ينته حتى سئل عن هذه المسألة فأفتى بالحرمة فاجتمع الناس وأخرجوه.
وقال الإسكندراني في «المتواري في تراجم أبواب البخاري»: «وبلغني عن الإمام أبي الوليد الباجي أنه كان يقول: «يسلم البخاري في علم الحديث، ولا يسلم في علم الفقه».
ويعلل ذلك بأن أدلته عن تراجمه متقاطعة، ويحمل الأمر على أن ذلك لقصور في فكرته وتجاوز عن حد فطرته، وربما يجدون الترجمة ومعها حديث يتكلف في مطابقته لها جدا، ويجدون حديثا في غيرها هو بالمطابقة أولى وأجدى، فيحملون الأمر على أنه كان يضع الترجمة ويفكر في حديث يطابقها، فلا يعن له ذكر الجلي فيعدل إلى الخفي... إلى غير ذلك من التقادير التي فرضوها في التراجم التي انتقدوها فاعترضوها».
نعم! ومما اعترضوا على البخاري عدم معرفته بعلم الفقه، ويذكرون لذلك أمثلة:
منها: ما ذكره أبو البركات في «كشف الأسرار» من كتب الاصولية للحنفية، أنه قال: المحدث غير الفقيه يغلط كثيرا، فقد روي عن محمد بن إسماعيل صاحب «الصحيح» أنه استفتي في صبيين شربا من لبن شاة، فأفتى بثبوت الحرمة بينهما.
واخرج به من بخارى، إذ الاختية تتبع الامية، والبهيمة لا تصلح اما للآدمي!.
وقد أجابوا في ذلك عند الدفاع عن البخاري، بأن هذه النسبة إلى البخاري لمختلقة، وسببها الحسد من ناحية أتباع أبي حنيفة نصرة لإمامهم.
وقال في ذلك جمال الدين القاسمي في كتابه «حياة البخاري»: «إن المفتري لهذه الحكاية أراد أن يثأر لأبي حنيفة». حياة البخاري للقاسمي: 48. وأبو البركات هو عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي الحنفي المتوفى 710 ه‍.
(٩١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم: آية الله جعفر السبحاني 4
2 مع الإمام البخاري في صحيحه 4
3 ترجمة شيخ الشريعة الإصبهاني 11
4 شيخ الشريعة وثورة العشرين 15
5 شيخ الشريعة وكتبه العلمية 16
6 كلمة المحقق 17
7 مقدمة المؤلف 19
8 الفصل الأول الإلزامات 26
9 المعاند وروايات المناقب 27
10 الأمر الأول: البخاري وعدم روايته عن الصادق (عليه السلام) 41
11 مع العترة الطاهرة 47
12 الأمر الثاني: يحيى بن سعيد القطان 70
13 الأمر الثالث: اعتقاد البخاري بخلق القرآن 74
14 الأمر الرابع: التعريف بالبخاري 90
15 الفصل الثاني الروايات المتكلم فيها 103
16 حديث: خطبة عائشة 104
17 نسبة الخلاف إلى إبراهيم 108
18 نسبة الخلاف إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 114
19 حديث: احراق بيت النملة 115
20 حديث: تفضيل الخلفاء وتكذيب رواته 117
21 حديث: ليلة الإسراء 119
22 حديث: تفضيل زيد بن عمرو بن نفيل على النبي (صلى الله عليه وآله) 123
23 حديث: «كذب إبراهيم ثلاث كذبات» 130
24 حديث امتناع علي بن أبي طالب عن صلاة الليل 131
25 ابن التيمية وطاعة أولى الأمر 139
26 ابن حجر العسقلاني ومعرفته بابن تيمية 141
27 ابن حجر المكي ومعرفته بابن تيمية 144
28 حديث: خطبة بنت أبي جهل 148
29 حديث: الإستقساء للكفار 151
30 حديث: أخذ الأجرة على القران 153
31 حديث: فيه تكذيب (وإن طائفتان...) 154
32 أبو حنيفة يكذب حديث أبي هريرة 156
33 ابن حزم وتكذيب حديث المعازف 159
34 الفصل الثالث مشاهير الرواة في حديث السنة 162
35 عبد الله بن عمر بن الخطاب 163
36 عبد الله بن عمر لم يبايع علي بن أبي طالب 164
37 عبد الله بن عمر وبيعته ليزيد والحجاج 165
38 عبد الله بن عمر يخالف علي بن أبي طالب 168
39 عبد الله بن عمرو بن العاص 173
40 عمرو بن العاص ومعاوية 176
41 عبد الله بن عمرو بن العاص في كلام معاوية 179
42 عبد الله بن الزبير 179
43 عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس 193
44 عبد الله بن الزبير وخدعته لعائشة 195
45 عبدلله بن الزبير ومحاصرته لبني هاشم 201
46 أبو موسى الأشعري 207
47 أبو موسى كان مخالفا لعلي بن أبي طالب 212
48 أبو هريرة الدوسي 224
49 أبو حنيفة يطعن على أبي هريرة 231
50 سبط بن الجوزي 235
51 المصادر والمراجع 239