القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - الأصبهاني - الصفحة ٤٠
السابق
لكن صرح محققهم المدقق الذي يفتخرون بإفاداته أعني ابن تيمية بهذا المطلب، لكمال تورطه في النصب والعداوة وتوغله في الوقاحة والشقاء، قال في المنهاج، مظهر المزيد اللجاج والاعوجاج ما هذا نصه: وبالجملة فهؤلاء الأئمة الأربعة ليس منهم من أخذ عن جعفر قواعد الفقه، لكن رووا عنه الأحاديث كما رووا عن غيره، وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه، وليس بين الزهري وحديثه نسبة لا في القوة ولا في الكثرة، وقد استراب البخاري في بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد فيه كلام فلم يخرج له (1).
ويمتنع أن يكون حفظه للحديث كحفظ من يحتج بهم البخاري، وهذه العبارة تنادى على البخاري، ويحيى بن معين، ويحيى بن سعيد، الذي هو أقدمهم وأعلمهم بالنصب والانحراف عن أهل البيت - عليهم السلام - (2).

١. منهاج السنة ٤: ١٤٣.
٢. ومن المؤسف في ذلك الأمر بالتدوين في الحديث النبوي على رأس المائة الأولى ونشر الحديث والآثار من دون مشاركة لأحد من أهل البيت الذين هم أعرف بالسنن من غيرهم لا سيما الصادقين عليهما الاسلام، حيث كانا من أحفظ الناس وأعلمهم، كما في سير أعلام النبلاء ٦: ٢٥٧، فكيف لا يؤخذ عنهما الحديث والآثار؟
فالبخاري لا يروي عن الصادق - عليه السلام -; ويروي عن «مروان بن الحكم» الذي هو قاتل طلحة، وقال فيه ابن حبان وغيره معاذ الله أن نحتج بخبر رواه مروان بن الحكم. الجرح والتعديل ٨: ٢٧١، سير أعلام النبلاء ١: ٣٦ و ٣: ٤٧٦، تهذيب التهذيب ١٠: ٩١.
ولتلك المصيبة روى النسائي في سننه: عن ابن عباس قال: اللهم العنهم، قد تركوا السنة من بغض علي. سنن النسائي ٥: ٢٥٣، السنن الكبرى ٥: ١١٣.
وقال النيسابوري في ذلك في الجهر بالبسملة في الصلاة: ان عليا - عليه السلام - كان يبالغ في الجهر بالتسمية، فلما كان زمن بني امية بالغوا في المنع عن الجهر سعيا في ابطال آثار علي. تفسير النيسابوري المطبوعة بهامش جامع البيان للطبري ١: ٧٩.
وجعفر بن محمد هو الذي اعترف بإمامته وجلالته في العلم كبار أئمتهم، روى الذهبي عن عمرو بن أبي مقدام، قال: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين وقد رأيته واقفا عند الجمرة يقول: سلوني، سلوني.
وعن صالح بن أبي الأسود، سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة، وسئل عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وسهيل عن أبيه، والعلاء عن أبيه، أيها أصح؟
قال:
لا يقرن جعفر إلى هؤلاء. وسمعت أبا حاتم يقول: جعفر لا يسأل عن مثله سير أعلام النبلاء ٦: ٢٥٧.
وقد عاصره أركان الحديث وأئمة المذاهب الحنفية والمالكية وكلهم اعترفوا بجلالته وعلو مقامه.
فيا عجبا من البخاري على ما ذكر في ترجمته: يتوضأ ويصلي عند كتابة كل حديث ثم يروي عن مروان بن الحكم، عدو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلمقاتل طلحة، ويروي عن طائفة غير معلومة الإسلام كما قاله يحيى بن سعيد شيخ المشايخ وإمام الأئمة في حديث السنة.
وطائفة من الرجال ضعفهم نفس البخاري في كتابه «الضعفاء» وأورد أسمائهم، ثم خرج رواياتهم في الصحيح!!!
(٤٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم: آية الله جعفر السبحاني 4
2 مع الإمام البخاري في صحيحه 4
3 ترجمة شيخ الشريعة الإصبهاني 11
4 شيخ الشريعة وثورة العشرين 15
5 شيخ الشريعة وكتبه العلمية 16
6 كلمة المحقق 17
7 مقدمة المؤلف 19
8 الفصل الأول الإلزامات 26
9 المعاند وروايات المناقب 27
10 الأمر الأول: البخاري وعدم روايته عن الصادق (عليه السلام) 41
11 مع العترة الطاهرة 47
12 الأمر الثاني: يحيى بن سعيد القطان 70
13 الأمر الثالث: اعتقاد البخاري بخلق القرآن 74
14 الأمر الرابع: التعريف بالبخاري 90
15 الفصل الثاني الروايات المتكلم فيها 103
16 حديث: خطبة عائشة 104
17 نسبة الخلاف إلى إبراهيم 108
18 نسبة الخلاف إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 114
19 حديث: احراق بيت النملة 115
20 حديث: تفضيل الخلفاء وتكذيب رواته 117
21 حديث: ليلة الإسراء 119
22 حديث: تفضيل زيد بن عمرو بن نفيل على النبي (صلى الله عليه وآله) 123
23 حديث: «كذب إبراهيم ثلاث كذبات» 130
24 حديث امتناع علي بن أبي طالب عن صلاة الليل 131
25 ابن التيمية وطاعة أولى الأمر 139
26 ابن حجر العسقلاني ومعرفته بابن تيمية 141
27 ابن حجر المكي ومعرفته بابن تيمية 144
28 حديث: خطبة بنت أبي جهل 148
29 حديث: الإستقساء للكفار 151
30 حديث: أخذ الأجرة على القران 153
31 حديث: فيه تكذيب (وإن طائفتان...) 154
32 أبو حنيفة يكذب حديث أبي هريرة 156
33 ابن حزم وتكذيب حديث المعازف 159
34 الفصل الثالث مشاهير الرواة في حديث السنة 162
35 عبد الله بن عمر بن الخطاب 163
36 عبد الله بن عمر لم يبايع علي بن أبي طالب 164
37 عبد الله بن عمر وبيعته ليزيد والحجاج 165
38 عبد الله بن عمر يخالف علي بن أبي طالب 168
39 عبد الله بن عمرو بن العاص 173
40 عمرو بن العاص ومعاوية 176
41 عبد الله بن عمرو بن العاص في كلام معاوية 179
42 عبد الله بن الزبير 179
43 عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس 193
44 عبد الله بن الزبير وخدعته لعائشة 195
45 عبدلله بن الزبير ومحاصرته لبني هاشم 201
46 أبو موسى الأشعري 207
47 أبو موسى كان مخالفا لعلي بن أبي طالب 212
48 أبو هريرة الدوسي 224
49 أبو حنيفة يطعن على أبي هريرة 231
50 سبط بن الجوزي 235
51 المصادر والمراجع 239