القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - الأصبهاني - الصفحة ١٥٠
السابق
وهذا الخبر من موضوعات عهد بني أمية أيضا، وهو الذي أشير إليه في تعصبات ابن تيمية أنه أخذ بمفهومه وذكر ما يستحيى من ذكره وقال: أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مدح صهره أبا العاص المشرك في هذا الخبر، ثم تفوه بما (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) (1).
ويدل على هذا ما حكاه ابن أبي الحديد في الجزء الثالث من شرحه عن الشيخ أبي جعفر الإسكافي:
أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله.
فاختلفوا، ما أرضاه منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير، روى الزهري عن عروة بن الزبير، قال: حدثتني عائشة قالت كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ أقبل العباس وعلي فقال: يا عائشة ان هذين يموتان على غير ملتي، أو قال: ديني، إلى أن قال.
وأما عمرو بن العاص فروى عنه الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما مسندا متصلا بعمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: ان آل أبي طالب ليسوا بأوليائي وانما وليي الله وصالح المؤمنين (2).

١. مريم: ٩٠.
٢. صحيح البخاري كتاب الأدب باب، يبل الرحم ببلالها، رقم ٥٩٩٠، مسلم كتاب الإيمان ١: ١٩٧ رقم ٢١٥، وقد وقع الخلاف في بيان هذه الرواية، وتعددت النسخ فيها أيضا، تعرض ابن حجر في شرحه على البخاري على هذه الأقوال فنذكر جملة من كلماتهم حتى يتبين كيف تبتلى السنة بالمعاريض، وتتلاعب بها أئمة الحديث في هذا الشأن:
أولا: أن الرواية على ما في أكثر النسخ الموجودة هكذا:
أن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جهارا غير سر يقول: «ان آل أبي فلان» قال عمرو: في كتاب محمد بن جعفر: «بياض ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين».
وليست في نسخة ابن حجر والحميدي لفظة «فلان» قال ابن حجر: قال أبو بكر ابن العربي في سراج المريدين: كان في أصل حديث عمرو بن العاص: ان آل أبي طالب، فغير آل أبي فلان، كذا جزم به وتعقبه بعض الناس.
وقال أيضا: وقد استشكل بعض الناس صحة هذا الحديث لما نسب إلى بعض رواته من النصب وهو الانحراف عن علي وآل بيته، ومما يضحك الثكلى قولهم: «آل أبي بياض» مع أنه لا يعرف في العرب قبيلة يقال لها: آل أبي بياض.
وقال النووي: هذه الكناية من بعض الرواة خشي أن يصرح بالاسم فيترتب عليه مفسدة، اما في حق نفسه أو في حق غيره، وإما معا.
وقال عياض: ان المكنى عنه هنا هو الحكم بن أبي العاص، وقال ابن دقيق العيد: كذا وقع مبهما في السياق.
وحمله بعضهم على بني أمية، ولا يستقيم مع قوله: آل أبي، فلو كان آل بني لأمكن، ولا يصح تقدير آل أبي العاص لأنهم أخص من بني أمية والعام لا يفسر الخاص... الخ فتح الباري ١٠: ٣٤٤ - 346.
(١٥٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم: آية الله جعفر السبحاني 4
2 مع الإمام البخاري في صحيحه 4
3 ترجمة شيخ الشريعة الإصبهاني 11
4 شيخ الشريعة وثورة العشرين 15
5 شيخ الشريعة وكتبه العلمية 16
6 كلمة المحقق 17
7 مقدمة المؤلف 19
8 الفصل الأول الإلزامات 26
9 المعاند وروايات المناقب 27
10 الأمر الأول: البخاري وعدم روايته عن الصادق (عليه السلام) 41
11 مع العترة الطاهرة 47
12 الأمر الثاني: يحيى بن سعيد القطان 70
13 الأمر الثالث: اعتقاد البخاري بخلق القرآن 74
14 الأمر الرابع: التعريف بالبخاري 90
15 الفصل الثاني الروايات المتكلم فيها 103
16 حديث: خطبة عائشة 104
17 نسبة الخلاف إلى إبراهيم 108
18 نسبة الخلاف إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 114
19 حديث: احراق بيت النملة 115
20 حديث: تفضيل الخلفاء وتكذيب رواته 117
21 حديث: ليلة الإسراء 119
22 حديث: تفضيل زيد بن عمرو بن نفيل على النبي (صلى الله عليه وآله) 123
23 حديث: «كذب إبراهيم ثلاث كذبات» 130
24 حديث امتناع علي بن أبي طالب عن صلاة الليل 131
25 ابن التيمية وطاعة أولى الأمر 139
26 ابن حجر العسقلاني ومعرفته بابن تيمية 141
27 ابن حجر المكي ومعرفته بابن تيمية 144
28 حديث: خطبة بنت أبي جهل 148
29 حديث: الإستقساء للكفار 151
30 حديث: أخذ الأجرة على القران 153
31 حديث: فيه تكذيب (وإن طائفتان...) 154
32 أبو حنيفة يكذب حديث أبي هريرة 156
33 ابن حزم وتكذيب حديث المعازف 159
34 الفصل الثالث مشاهير الرواة في حديث السنة 162
35 عبد الله بن عمر بن الخطاب 163
36 عبد الله بن عمر لم يبايع علي بن أبي طالب 164
37 عبد الله بن عمر وبيعته ليزيد والحجاج 165
38 عبد الله بن عمر يخالف علي بن أبي طالب 168
39 عبد الله بن عمرو بن العاص 173
40 عمرو بن العاص ومعاوية 176
41 عبد الله بن عمرو بن العاص في كلام معاوية 179
42 عبد الله بن الزبير 179
43 عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس 193
44 عبد الله بن الزبير وخدعته لعائشة 195
45 عبدلله بن الزبير ومحاصرته لبني هاشم 201
46 أبو موسى الأشعري 207
47 أبو موسى كان مخالفا لعلي بن أبي طالب 212
48 أبو هريرة الدوسي 224
49 أبو حنيفة يطعن على أبي هريرة 231
50 سبط بن الجوزي 235
51 المصادر والمراجع 239