بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨١ - الصفحة ٤٣
السابق
أن لو قام قائمنا لجمع الله جميع شيعتنا من جميع البلدان، وفي بعضها لقد نزلت هذه الآية في أصحاب القائم وأنهم مفتقدون عن فرشهم ليلا فيصبحون بمكة، وبعضهم يسير في السحاب نهارا نعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.
" إن الله على كل شئ قدير " فيقدر على الإماتة والاحياء والجمع.
" ومن حيث خرجت " للسفر في البلاد (1) " فول وجهك شطر المسجد الحرام " إذا صليت " وإنه للحق من ربك " أي وإن التوجه إلى الكعبة للحق الثابت المأمور به من ربك.
" ومن حيث خرجت " قيل كرر هذا الحكم لتكرر علله، فإنه تعالى ذكر للتحويل ثلاث علل: تعظيم الرسول بابتغاء مرضاته، وجري العادة الإلهية على أن يولي كل أهل ملة وصاحب دعوة وجهة يستقبلها ويتميز بها، ودفع حجج المخالفين وقرن بكل علة معلولها كما يقرن المدلول بكل واحد من دلائله، تقريبا وتقريرا مع أن القبلة لها شأن، والنسخ من مظان الفتنة والشبهة، فبالحري أن يؤكد أمرها ويعاد ذكرها مرة بعد أخرى.
" لئلا يكون للناس عليكم حجة " علة لقوله " فولوا (2) والمعنى أن التولية

(١) بل الظاهر من الخروج، الخروج من المسجد الحرام، والمعنى ومن حيث خرجت من المسجد الحرام فول وجهك شطر المسجد الحرام، وأما في المسجد الحرام فالامر أوضح من أن نذكره، فإنه أشرف موضع منه وهو قواعد البيت.
(٢) قد عرفت ذيل قوله تعالى " لله المشرق والمغرب " أن الآية كانت ردا على السفهاء من الناس الذين كانوا يحتجون على المسلمين بأنهم مستقبلون قبلة اليهود وتابعون لملتهم في أخص شعائرهم، وليس لهم ملة خاصة، فان لكل ملة وجهة هو موليها.
فرد الله عليهم بما عرفت، ثم أراد حسم مادة الاحتجاج رأسا فغير قبلة المسلمين حتى يكون لهم وجهة أخرى غير وجهتهم ويثبت كونهم ملة مستقلة غير تابع لملة اليهود، ورد عليهم أيضا احتجاجهم الذي لم يأتوا به بعد، بقوله: " لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم " أي ان هؤلاء السفهاء بصدد الظلم وكتمان الحق والصد عن سبيل الله وذلك لا تنقطع احتجاجاتهم بعد تحويل القبلة وسيقولون كيت وكيت " فلا تخشوهم " بعد ذلك في أراجيفهم، فان حجتهم داحضة لا تقع موقع القبول، خصوصا وقد أخبرنا بذلك قبلا، وهذه آية أخرى لكم في اثبات حقيتكم وأن تحويل القبلة كانت من عند الله العزيز الحكيم عالم الغيب والشهادة.
فقد لهجوا بذلك - طبقا لوعد القرآن الكريم - بعد تحويل قبلة المسلمين بأنه " ان كانت قبلتهم الأولى حقا فصلواتهم هذه التي يصلونها إلى المسجد الحرام باطلة، وان كانت قبلتهم هذه حقا فصلواتهم إلى القبلة الأولى طيلة عشر سنوات وأكثر باطلة.
ولكن الله عز وجل قد كان أجاب عن شبهتهم ذلك بأن " قل لله المشرق والمغرب " وسلى خاطر المسلمين بقوله: " وما كان ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم ".
على ما عرفت شرحه في ص 38.
(٤٣)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 تتمة باب فضل المساجد وأحكامها وآدابها 3
3 في قول رسول الله (ص): من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية 5
4 في الوقف على المسجد 9
5 تتميم في كراهة الخذف بالحصا في المسجد، وكشف السرة والفخذ 19
6 * الباب التاسع * صلاة التحية والدعاء عند الخروج إلى الصلاة، وعند دخول المسجد، وعند الخروج منه 21
7 الدعاء عند الخروج من البيت إلى المسجد 22
8 الدعاء عند الخروج من المسجد 24
9 * الباب العاشر * القبلة وأحكامها، وفيه: آيات، وأحاديث 30
10 معنى قوله عز اسمه: " فأينما تولوا فثم وجه الله " في ذيل الصفحة 30
11 سبب نزول قوله عز وجل " ولله المشرق والمغرب " 33
12 معنى قوله تعالى: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها " وفي الذيل ما يناسب 37
13 بحث حول وجوب الاستقبال في الفريضة فقط دون النافلة 50
14 في معنى القبلة وفيما يجب استقباله 53
15 في قبلة مسجد الكوفة ومسجد النبي صلى الله عليه وآله 56
16 في الالتفات إلى أحد الجانبين 60
17 فيمن صلى وظن أنه على القبلة ثم تبين خطأوه، والأقوال فيه 65
18 فيمن فقد العلم بالقبلة، والأقوال فيه 67
19 في تحويل القبلة 73
20 رسالة: إزاحة العلة - في معرفة القبلة، للشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل 76
21 في ذكر وجوب التوجه إلى القبلة وأقسام القبلة وأحكامها 76
22 تحويل القبلة ومن كان في جوفها أو فوقها، وحكم البلاد 78
23 القبلة في: مالطة وشمشاط والشام وعسفان وتبوك والسوس 80
24 القبلة في: بلاد الحبشة وبلاد مصر والصين واليمن والهند وكابل والأهواز... 82
25 القبلة في حال الخوف وعلى الراحلة والسفينة والمسابقة 87
26 فيما قاله العلامة المجلسي (ره) وإيانا في الرسالة وبيانه في انحراف البلاد... 88
27 * الباب الحادي عشر * وجوب الاستقرار في الصلاة، والصلاة الراحلة والمحمل والسفينة والرف... 92
28 الاستدلال بوجوب الاستقرار في الصلاة من الآية الكريمة في الذيل 92
29 الصلاة في الرف والأرجوحة والسفينة 96
30 * الباب الثاني عشر * في صلاة الموتحل والغريق، ومن لا يجد الأرض للثلج، وفيه: حديثان 103
31 الأقوال في سجدة من يصلي في الثلج أو الماء أو الطين 103
32 * الباب الثالث عشر * الأذان والإقامة وفضلهما وتفسيرهما وأحكامهما وشرائطها... 105
33 معنى قوله عز وجل: " وإذا ناديتم إلى الصلاة " 105
34 ثواب المؤذن، وأذان جبرئيل 108
35 الأقوال في الأذان والإقامة 110
36 الأقوال في: أشهد أن عليا ولي الله 113
37 القول في: الصلاة خير من النوم 120
38 في بدو الاذان 123
39 معنى الاذان 133
40 علة الاذان وفصوله بكيفيته المشهورة، وفيه توضيح 145
41 فيمن نسي أو سهى الاذان والأقوال فيه 167
42 * الباب الرابع عشر * حكاية الاذان والدعاء بعده 175
43 الدعاء بين الأذان والإقامة في جميع الصلوات 179
44 في استحباب الجلوس بين أذان المغرب وإقامته والدعاء بعده 183
45 * الباب الخامس عشر * وصف الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها وجمل أحكامها وواجباتها وسننها 187
46 قصة حماد الذي صلى عند مولانا الصادق عليه السلام وكيفية الصلاة التي صلاها... 187
47 النهي عن قول: آمين، بعد الحمد 203
48 آداب الصلاة والأدعية التي كانت بينها من البدو إلى الختم 208
49 * الباب السادس عشر * آداب الصلاة، وفيه: آيات، و: أحاديث 228
50 قصة أبي ذر الغفاري ومقامه وصلاته وأغنامه 233
51 للمصلي ثلاث خصال 245
52 قصة مولانا السجاد (ع) وهو يصلي وسقوط مولانا الباقر عليه السلام في قعر البئر 247
53 معنى الصلاة في الحقيقة 248
54 في تأويل افعال الصلاة 256
55 * الباب السابع عشر * ما يجوز فعله في الصلاة وما لا يجوز وما يقطعها وما لا يقطعها... 270
56 معنى قوله عز وجل: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "... 270
57 معنى قوله تعالى: " وإذا حييتم بتحية "... 274
58 في الحدث الواقع في أثناء الصلاة والقهقهة والنوم 284
59 الفعل الكثير، والأقوال فيه 290
60 فيمن لا يسلم عليه 311
61 في مبطلات الصلاة 312
62 * الباب الثامن عشر * من لا تقبل صلاته وبيان بعض ما نهى عنه في الصلاة 317
63 في أن من شرب الخمر لم يحتسب صلاته أربعين صباحا، والأقوال فيه، وما قاله 317
64 * الباب التاسع عشر * النهى عن التكفير 327
65 في قول علي (ع): لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز وجل... 327
66 * الباب العشرون * ما يستحب قبل الصلاة من الآداب 331
67 في قول الصادق (ع): لا يخلو المؤمن من خمس: مشط وسواك وخاتم عقيق... 331
68 * الباب الحادي والعشرون * القيام والاستقلال فيه وغيره من أحكامه وآدابه وكيفية صلاة المريض... 333
69 معنى قوله تعالى: " وقوموا لله قانتين " والاستدلال بوجوب القيام 333
70 في العجز عن القيام 337
71 * الباب الثاني والعشرون * آداب القيام إلى الصلاة والأدعية عنده والنية والتكبيرات الافتتاحية... 346
72 القول في وجوب رفع اليدين في جميع التكبيرات في الصلاة 354
73 علة التكبير وذكر الركوع والسجود 357
74 الدعاء عند الصلاة 367
75 عدد التكبيرات في الصلاة 383