بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨١ - الصفحة ٣٢
السابق
اللفظ ما أمكن قال في كنز العرفان: اعلم أنه مهما أمكن تكثير الفائدة مع بقاء اللفظ على عمومه، كان أولى، فعلى هذا يمكن أن يحتج بالآية على أحكام:
الأول: صحة صلاة الظان والناسي، فيتبين خطأوه، وهو في الصلاة غير مستدبر ولا مشرق ولا مغرب.
الثاني: صحة صلاة الظان والناسي فيتبين خطأوه بعد فراغه، وكان التوجه بين المشرق والمغرب.
الثالث: الصورة بحالها وكان صلاته إلى المشرق والمغرب وتبين بعد خروج الوقت.
الرابع: المتحير الفاقد للامارات يصلي إلى أربع جهات تصح صلاته.
الخامس: صحة صلاة شدة الخوف حيث توجه المصلي.
السادس: صحة صلاة الماشي ضرورة عند ضيق الوقت متوجها إلى غير القبلة.
السابع: صحة صلاة مريض لا يمكنه التوجه بنفسه ولم يوجد غيره عنده يوجهه.
وأما الاحتجاج بها على صحة النافلة حضرا ففيه نظر لمخالفة فعل النبي صلى الله عليه وآله فإنه لم ينقل عنه فعل ذلك، ولا أمره ولا تقريره، فيكون إدخالا في الشرع ما ليس فيه، نعم يحتج بها على موضع الاجماع وهو حال السفر والحرب، ويكون ذلك مخصصا لعموم " حيث ما كنتم " بما عدا ذلك وهو المطلوب انتهى (1).
وأقول: الآية بعمومها وإطلاقها تدل على جواز الصلاة على غير القبلة مطلقا، وصحة ما وقع منها لغيرها مطلقا ونسخها غير معلوم (2) فما خرج منها بدليل من إجماع

(1) كنز العرفان: ج 1 ص 91 ط المكتبة المرتضوية بتحقيق منا.
(2) قد عرفت أنه لا دلالة فيها حتى يؤخذ باطلاقها، أو يقال بعدم نسخها ويشهد على ذلك نزول قوله تعالى " قل لله المشرق والمغرب " بعد تحويل القبلة أيضا في آية أخرى كما عرفت.
على أن قوله تعالى " لله المشرق والمغرب " معناه ما بين المشرق والمغرب من البلاد كلها ويتحد معناه مع قوله " فأينما تولوا فثم وجه الله " ولو كان معناه ما بين المشرق والمغرب من من الجهات أيضا لدخل في مفهومه جهة الجنوب والشمال على السواء وشمل كل الجهات واما الحكم بأن صلاة المعذور إذا وقع ما بين المشرق والمغرب فهي ماضية، فإنما هو لأجل أن القبلة - بيت الله الحرام - بعد ما كانت مفروضة، تبطل الصلاة باستدبارها عمدا وسهوا وجهلا ونسيانا كساير الأركان كما قال عليه السلام: " لا تعاد الصلاة الا من خمس:
الوقت والطهور والقبلة والركوع والسجود " وأما إذا لم يستدبرها ولم ينحرف عنها عمدا ووقع الصلاة إلى يمينها وشمالها صحت صلاته.
وأما قوله عليه السلام بأن ما بين المشرق والمغرب قبلة المتحير، فالمراد حكم المتحير في المدينة (لأنها موضع نشر الحكم) حيث إن قبلة المدينة إلى جهة الشمال ويمين المصلى إلى جهة الشرق، ويساره إلى جهة الغرب. وأما في الأمكنة والبلاد التي تقع في شرق مكة أو غربها كبلاد مصر وباكستان مثلا يكون قبلة المتحير ما بين الجنوب والشمال بالمعنى الذي عرفت.
(٣٢)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 تتمة باب فضل المساجد وأحكامها وآدابها 3
3 في قول رسول الله (ص): من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية 5
4 في الوقف على المسجد 9
5 تتميم في كراهة الخذف بالحصا في المسجد، وكشف السرة والفخذ 19
6 * الباب التاسع * صلاة التحية والدعاء عند الخروج إلى الصلاة، وعند دخول المسجد، وعند الخروج منه 21
7 الدعاء عند الخروج من البيت إلى المسجد 22
8 الدعاء عند الخروج من المسجد 24
9 * الباب العاشر * القبلة وأحكامها، وفيه: آيات، وأحاديث 30
10 معنى قوله عز اسمه: " فأينما تولوا فثم وجه الله " في ذيل الصفحة 30
11 سبب نزول قوله عز وجل " ولله المشرق والمغرب " 33
12 معنى قوله تعالى: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها " وفي الذيل ما يناسب 37
13 بحث حول وجوب الاستقبال في الفريضة فقط دون النافلة 50
14 في معنى القبلة وفيما يجب استقباله 53
15 في قبلة مسجد الكوفة ومسجد النبي صلى الله عليه وآله 56
16 في الالتفات إلى أحد الجانبين 60
17 فيمن صلى وظن أنه على القبلة ثم تبين خطأوه، والأقوال فيه 65
18 فيمن فقد العلم بالقبلة، والأقوال فيه 67
19 في تحويل القبلة 73
20 رسالة: إزاحة العلة - في معرفة القبلة، للشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل 76
21 في ذكر وجوب التوجه إلى القبلة وأقسام القبلة وأحكامها 76
22 تحويل القبلة ومن كان في جوفها أو فوقها، وحكم البلاد 78
23 القبلة في: مالطة وشمشاط والشام وعسفان وتبوك والسوس 80
24 القبلة في: بلاد الحبشة وبلاد مصر والصين واليمن والهند وكابل والأهواز... 82
25 القبلة في حال الخوف وعلى الراحلة والسفينة والمسابقة 87
26 فيما قاله العلامة المجلسي (ره) وإيانا في الرسالة وبيانه في انحراف البلاد... 88
27 * الباب الحادي عشر * وجوب الاستقرار في الصلاة، والصلاة الراحلة والمحمل والسفينة والرف... 92
28 الاستدلال بوجوب الاستقرار في الصلاة من الآية الكريمة في الذيل 92
29 الصلاة في الرف والأرجوحة والسفينة 96
30 * الباب الثاني عشر * في صلاة الموتحل والغريق، ومن لا يجد الأرض للثلج، وفيه: حديثان 103
31 الأقوال في سجدة من يصلي في الثلج أو الماء أو الطين 103
32 * الباب الثالث عشر * الأذان والإقامة وفضلهما وتفسيرهما وأحكامهما وشرائطها... 105
33 معنى قوله عز وجل: " وإذا ناديتم إلى الصلاة " 105
34 ثواب المؤذن، وأذان جبرئيل 108
35 الأقوال في الأذان والإقامة 110
36 الأقوال في: أشهد أن عليا ولي الله 113
37 القول في: الصلاة خير من النوم 120
38 في بدو الاذان 123
39 معنى الاذان 133
40 علة الاذان وفصوله بكيفيته المشهورة، وفيه توضيح 145
41 فيمن نسي أو سهى الاذان والأقوال فيه 167
42 * الباب الرابع عشر * حكاية الاذان والدعاء بعده 175
43 الدعاء بين الأذان والإقامة في جميع الصلوات 179
44 في استحباب الجلوس بين أذان المغرب وإقامته والدعاء بعده 183
45 * الباب الخامس عشر * وصف الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها وجمل أحكامها وواجباتها وسننها 187
46 قصة حماد الذي صلى عند مولانا الصادق عليه السلام وكيفية الصلاة التي صلاها... 187
47 النهي عن قول: آمين، بعد الحمد 203
48 آداب الصلاة والأدعية التي كانت بينها من البدو إلى الختم 208
49 * الباب السادس عشر * آداب الصلاة، وفيه: آيات، و: أحاديث 228
50 قصة أبي ذر الغفاري ومقامه وصلاته وأغنامه 233
51 للمصلي ثلاث خصال 245
52 قصة مولانا السجاد (ع) وهو يصلي وسقوط مولانا الباقر عليه السلام في قعر البئر 247
53 معنى الصلاة في الحقيقة 248
54 في تأويل افعال الصلاة 256
55 * الباب السابع عشر * ما يجوز فعله في الصلاة وما لا يجوز وما يقطعها وما لا يقطعها... 270
56 معنى قوله عز وجل: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "... 270
57 معنى قوله تعالى: " وإذا حييتم بتحية "... 274
58 في الحدث الواقع في أثناء الصلاة والقهقهة والنوم 284
59 الفعل الكثير، والأقوال فيه 290
60 فيمن لا يسلم عليه 311
61 في مبطلات الصلاة 312
62 * الباب الثامن عشر * من لا تقبل صلاته وبيان بعض ما نهى عنه في الصلاة 317
63 في أن من شرب الخمر لم يحتسب صلاته أربعين صباحا، والأقوال فيه، وما قاله 317
64 * الباب التاسع عشر * النهى عن التكفير 327
65 في قول علي (ع): لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز وجل... 327
66 * الباب العشرون * ما يستحب قبل الصلاة من الآداب 331
67 في قول الصادق (ع): لا يخلو المؤمن من خمس: مشط وسواك وخاتم عقيق... 331
68 * الباب الحادي والعشرون * القيام والاستقلال فيه وغيره من أحكامه وآدابه وكيفية صلاة المريض... 333
69 معنى قوله تعالى: " وقوموا لله قانتين " والاستدلال بوجوب القيام 333
70 في العجز عن القيام 337
71 * الباب الثاني والعشرون * آداب القيام إلى الصلاة والأدعية عنده والنية والتكبيرات الافتتاحية... 346
72 القول في وجوب رفع اليدين في جميع التكبيرات في الصلاة 354
73 علة التكبير وذكر الركوع والسجود 357
74 الدعاء عند الصلاة 367
75 عدد التكبيرات في الصلاة 383