السراج الوهاج - الفاضل القطيفي - الصفحة ١٢١
السابق
وأما الثانية: فيدل عليها عموم الكتاب والسنة الدالين على تحريم التصرف في الأموال بغير حق، والعقل مؤيد له فإنه حاكم بقبح ذلك فإن ما جعله الله تعالى في وجه المصادف يقبح تغييره لمنافاته الحكمة.
ويؤيده ما رواه الشيخ في التهذيب عن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ما تقول في أعمال هؤلاء؟ قال: إن كنت لا بد فاعلا فاتق أموال الشيعة: قال: فأخبرني أنه كان يجيئها من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر. (1) دل بفحواه على الترك مع الإمكان وعن النهي صريحا عن أموال الشيعة ولو كان أخذ الخراج من الحقوق التي ليست ظلما لم يجز ذلك.
ومن العجب أن المؤلف نقل هذا الخبر وخبر آخر في آخر رسالته وهو ما رواه الشيخ عن الحسن بن الحسن (2) الأنباري عن الرضا عليه السلام - إلى أن قال فكتب أبو الحسن عليه السلام: فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك، فإن كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يصير أعوانك وكتابك أهل ملتك، فإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين كان جائزا وإلا فلا. (3) (4) ثم قال ما ختم به رسالته: وما زلنا نسمع كثيرا ممن عاصرنا هم لا سيما شيخنا الأعظم الشيخ علي بن هلال قدس الله روحه وغالب ظني أنه بغير واسطة بل بالمشافهة أنه لا يجوز لمن عليه الخراج والمقاسمة سرقته ولا جحوده ولا منعه ولا شئ من ذلك لأن ذلك حق عليهم. (5) فليت شعري كيف ختم بهذه رسالته مع أن كلام الإمام صريح في عدم جواز

(١) تهذيب الأحكام ج ٦ ص ٣٣٥ - حديث: ٤٨ / ٩٢٧ - باب ٩٣ في المكاسب " أخبار الولاية " مع اختلاف يسير.
(٢) الظاهر الحسن بن الحسين هو الصحيح.
(٣) تهذيب الأحكام ج ٦ - ص 235 حديث: 49 / 928 باب 93 في المكاسب " أخبار الولاية " مع اختلاف يسير (4) راجع خراجيته (ره)، ص 91 90.
(5) راجع خراجيته (ره)، ص 91 90.
(١٢١)
التالي
الاولى ١
١٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة الفاضل القطيفي (ره) 3
2 فائدة في حرمة كتمان الفقه والعلم 20
3 ذكر الاخبار المتضمنة لفضل الفقهاء 21
4 ذكر الحيل الشرعية وبيان الضابطة فيها 24
5 الرد على قول المحقق الثاني بأن الأئمة (ع) قد أذنوا في تناول ذلك من سلاطين الجور حال الغيبة 29
6 الاستشكال على المحقق الثاني في تقسيمه للأراضي 32
7 نقل عبارة المحقق الكركي في الأنفال والاستشكال عليها 35
8 الرد على استدلال المحقق الثاني برواية أبي بردة 45
9 بيان حكم الأرض المفتوحة عنوة وذكر نكت عليها 56
10 نقل أقوال الأصحاب في ما إذا غزا قوم أهل الحرب من دون إذن الامام فغنموا كانت غنيمتهم للامام والتعليق عليها 68
11 بيان أقسام الأرض المعدودة من الأنفال 71
12 دلالة الاخبار على الأرض الموت 73
13 في تعيين ما فتح عنوة من الأرضين 76
14 المناقشة في أن أرض العراق هل هي مفتوحة عنوة أو من الأنفال؟ نهاية تحقيق المصنف في أن أرض العراق من الأنفال 77
15 تحقيق الكلام في أرض الشام 92
16 في بيان معنى الخراج 100
17 الاستدلال على حل الخراج بالاخبار 103
18 مناقشة المصنف برواية قبول الحسنين جوائز معاوية 108
19 الكلام في جوائز الظالم 111
20 مسألة في الرخصة بكفاية ما يأخذه الظالم عن زكاة 117
21 فيما يدل على أن ذلك حرام وظلم في الزكاة 118
22 في الجمع بين كون الاخذ غير مستحق وجواز الابتياع من الظالم 123