بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦١ - الصفحة ٩٠
السابق
منها بل يبقى بينها فضاء، فأما الشكل المستجمع لكلتا المنفعتين فليس إلا المسدس، وذلك لان زواياها واسعة فلا يبقي شئ من الجوانب فيه معطلا، وإذا ضمت المسدسات بعضها إلى بعض لم يبق فيما بينها فرجة ضائعة، فإذا ثبت أن الشكل الموصوف بهاتين الصفتين هذا المسدس لا جرم اختار النحل بناء بيوتها على هذا الشكل، ولولا أنه تعالى أعطاها من الالهام والذكاء لما حصل هذا الامر، وفيه أعجوبة ثانية وهي أن البشر لا يقدر على بناء البيت المسدس إلا بالمسطر والبركار، والنحل يبني تلك البيوت من غير حاجة إلى شئ من الآلات والأدوات.
واعلم أن عجائب أحوال النحل في رياسته وفي تدبيره لأحوال الرعية، وفي كيفية خدمة الرعية لذلك الرئيس كثيرة مذكورة في كتاب الحيوان.
الثالث: أن النمل يسعى في إعداد الذخيرة لنفسها: وما ذاك إلا لعلمها بأنها قد تحتاج في الأزمنة المستقبلة إلى الغذاء، ولا تكون قادرة على تحصيله في تلك الأوقات فوجب السعي في تحصيله في هذا الوقت الذي حصلت فيه القدرة على تحصيل الذخيرة، ومن عجائب أحوالها أمور ثلاثة: أحدها أنها إذا أحست بنداوة المكان فإنها تشق الحبة بنصفين لعلمها بأن الحبة لو بقيت سالمة ووصلت النداوة إليها لنبت منها وتفسد الحبة على النملة، أما إذا صارت مشقوقة بنصفين لم تنبت، وثانيها:
إذا وصلت النداوة إلى تلك الأشياء ثم طلعت الشمس فإنها تخرج تلك الأشياء من حجرها وتضعها حتى تجف وثالثها: أن النملة إذا أخذت في نقل متاعها إلى داخل الحجر أنذر ذلك بنزول الأمطار وهبوب الرياح، وهذه الأحوال تدل على حصول ذكاء عظيم لهذا الحيوان الصغير.
الرابع: أن العنكبوت تبني بيوتها على وجه عجيب وذلك لأنها ما نسجت الشبكة التي هي مصيدتها إلا بعد أن تفكرت أنه كيف ينبغي وضعها حتى يصلح لاصطياد الذباب بها، وهذه الأفعال فكرية ليست أقل من الأفكار الانسانية.
الخامس: أن الجمل والحمار إذا سلكا طريقا في الليلة الظلماء ففي المرة الثانية يقدر على سلوك ذلك الطريق من غير إرشاد مرشد ولا تعليم معلم، حتى أن
(٩٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * الحيوان وأصنافها وأحوالها وأحكامها * * الباب الأول * عموم أحوال الحيوان وأصنافها 3
3 تفسير الآيات، ومعنى قوله عز وجل: " وما من دابة في الأرض " 4
4 معنى قوله تبارك وتعالى: " إلا أمم أمثالكم " وما قيل في تفسيره 5
5 في أن من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة يعج إلى الله تعالى ويقول يا رب إن هذا قتلني عبثا 6
6 في أن البهائم والطيور مكلفة أم لا، وحشرها وإيصال الأعواض إليها 9
7 تفسير قوله تبارك وتعالى: " والله خلق كل دابة من ماء "، وسؤالات في هذه الآية لان كثيرا من الحيوانات غير مخلوقة من الماء كالملائكة، والجن من النار، وآدم عليه السلام من التراب، وعيسى عليه السلام من الريح، وكثيرا من الحيوانات يتولد لا عن النطفة 15
8 أقسام الحيوانات 17
9 فيما تقوله الحيوانات في صياحهن 29
10 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام في صفة عجيب خلق أصناف من الحيوان، وشرحها وبيانها 41
11 فيما قاله الإمام الصادق عليه السلام للمفضل في الحيوان كلها 55
12 في آكلات اللحم من الحيوان، وذوات الأربع وأولادها، الحمار، والفرس، والثور 56
13 في الكلب، ووجه الدابة وذنبها، والفيل والفيلة 57
14 في الزرافة، والقرد، والبهائم 60
15 في الوحوش والسباع والهوام والحشرات ودواب الأرض، والفطن التي جعلت في البهائم 62
16 في الذرة، والنمل، والطير، وأسد الذباب، والطائر 64
17 في عجم العنب وغيره، والبيض، وحوصلة الطائر 66
18 في ريش الطير، والعصافير 68
19 في الخفاش وخلقته العجيبة، والنحل، والجراد 70
20 في السمك 72
21 شرح وتوضيح ومعنى لغات الحديث وضبط الأسماء 73
22 في القرد وأنه كان سريع الفهم، يتعلم الصنعة، وأن ملك النوبة أهدى إلى المتوكل قردا خياطا وآخر صائغا 75
23 في الايل وما يفعل ويأكل 77
24 في العنكبوت وأقسامها 81
25 بحث وتحقيق حول أعمال الحيوانات على جهة الفهم والشعور والطبايع والمعرفة 82
26 فيما قاله السيد المرتضى رحمه الله تعالى وإيانا فيما ورد في الأخبار الواردة بمدح أجناس من الطير والبهائم، والمأكولات والأرضين، وذم أجناس منها 84
27 قصة النملة 88
28 فيما يفعل الدب بالثور، والثعلب بالبق والبعوض 93
29 * الباب الثاني * أحوال الانعام ومنافعها ومضارها واتخاذها 99
30 في قول النبي صلى الله عليه وآله: البركة عشرة أجزاء تسعة أعشارها في التجارة، والعشر الباقي في الجلود 120
31 في الغنم والبقر والإبل 124
32 فيما سئله الإمام الصادق عليه السلام عن أبي حنيفة عن حماره 129
33 في مدح الشاة 134
34 في ذم الإبل 136
35 العلة التي من أجلها صار الثور غاضا طرفه لا يرفع رأسه إلى السماء، والعلة التي من أجلها صارت الماعز مفرقعة الذنب بادية الحياء والعورة، وصارت النعجة مستورة الحياء والعورة 143
36 * الباب الثالث * البحيرة وأخواتها 145
37 معنى قوله تعالى: " ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة " 145
38 * الباب الرابع * في ركوب الزوامل والجلالات 149
39 في أبل الجلالة، وركوب الزوامل 149
40 علة كراهة الركوب على الزوامل 150
41 * الباب الخامس * آداب الحلب والرعي وفيه بعض النوادر 151
42 * الباب السادس * علل تسمية الدواب وبدء خلقها 154
43 العلة التي من أجلها قيل للفرس أجد، وللبغلة عد، وللحمار حر 154
44 في أن أول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام وكانت وحشية 155
45 * الباب السابع * فضل ارتباط الدواب وبيان أنواعها وما فيه شومها وبركتها 160
46 في قول النبي صلى الله عليه وآله: الخيل معقود بنواصيها الخير 161
47 في قول الصادق عليه السلام: من سعادة المرء دابة يركبها في حوائجه 173
48 في أن الشوم في المرأة والفرس والدار 181
49 قصة رجل من بني إسرائيل وكان له زوجة حسناء وأنها كانت بغية 196
50 كان للنبي صلى الله عليه وآله حمار اسمه يعفور 197
51 * الباب الثامن * حق الدابة على صاحبها وآداب ركوبها وحملها وبعض النوادر 203
52 في قول النبي صلى الله عليه وآله: للدابة على صاحبها خصال ست، وبيان في تسبيح الحيوان 203
53 النهي على ضرب الحيوان 206
54 في أن مولانا السجاد عليه السلام حج على ناقته عشرين حجة ولم يقرعها بسوط 208
55 بعض مناهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 217
56 دعاء في الركوب، وآداب الركوب 220
57 * الباب التاسع * اخصاء الدواب وكيها وتعرقبها والاضرار بها وبسائر الحيوانات والتحريش بينها، وآداب انتاجها وبعض النوادر 223
58 معنى قوله تبارك وتعالى: " فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " 223
59 بحث حول اخصاء الحيوانات 224
60 في التحريش بين البهائم 228
61 * الباب العاشر * النحل والنمل وسائر ما نهى عن قتله من الحيوانات، وما يحل قتله منها من الحيات والعقارب والغربان وغيرها والنهى عن حرق الحيوانات وتعذيبها 231
62 بحث مفصل حول النحل 231
63 في قتل الحيوانات، وما يقتل في الحرم 250
64 في العقرب وقتلها 252
65 في الغراب 253
66 في قول الصادق عليه السلام: تعلموا من الغراب ثلاث خصال، وسبعة أشياء خلقها الله عز وجل لم تخرج من رحم، وقتل الوزغ 264
67 في أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن قتل خمسة، وأمر بقتل خمسة 266
68 في أن النبي صلى الله عليه وآله نهى أن يحرق شئ من الحيوانات بالنار 269
69 في امرأة ربطت هرة 270
70 * في قتل الحية * 273
71 في امرأة التي نامت في طريق الحج وانتبهت وحية متطوقة عليها لأنها بغت ثلاث مرات وكل مرة تلد ولدا فإذا وضعته بحر التنور فالقته فيه 274
72 في الحية وأسمائها 276
73 في الشقراق والحبارى والهدهد 287
74 في أكل الهدهد، والفاختة، والقبرة، والحبارى، والصرد، والصوام، والشقراق، والخطاف 299
75 * الباب الحادي عشر * القبرة والعصفور وأشباههما 302
76 في النهي عن قتل القبرة وأكل لحمها 302
77 في العصفور وأنواعه والنهي عن قتله عبثا، والبلبل 306
78 * الباب الثاني عشر * الذباب والبق والبرغوث والزنبور والخنفساء والقملة والقرد والحلم وأشباهها 312
79 في قتل البقة والبرغوث والقملة في الحرم 313
80 في أن الذباب نافع للجذام 314
81 في الخنفساء وأن رمادها نافع للقرحة 314
82 كيف يجمع الداء والشفاء في جناحي ذبابة 317
83 في البعوضة وقصتها مع نمرود 322
84 الباب الثالث عشر * الخفاش وغرايب خلقه وعجايب أمره 324
85 معنى قوله تبارك وتعالى: " إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير " وان الطير هو الخفاش وعجائب خلقته 324
86 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيها بديع خلقة الخفاش، وفيها بيان وشرح وتوضيح لغات 325
87 * الباب الرابع عشر * في البوم 331
88 في البوم وانها تأوي الخراب لما قتل الحسين عليه السلام بعد إن كانت تأوي العمران 331
89 في أن كسرى قال لعامل له: صد لي شر الطير واشوه بشر الوقود وأطعمه شر الناس، فصاد بومة وشواها بحطب الدفلي واطعمها ساعيا، وقصة رجل كتب شعرا على قصر المأمون 334