بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٠ - الصفحة ٧
السابق
عليه السلام عوذ ابنيه، وأن موسى عليه السلام عوذ ابني هارون بهذه العوذة، وروي أن بني جعفر بن أبي طالب كانوا غلمانا بيضا، فقالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إن العين إليهم سريعة، أفأسترقي لهم من العين؟ فقال صلى الله عليه وآله: نعم. وروي أن جبرئيل عليه السلام رقى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه الرقية، وهي: " بسم الله أرقيك من كل عين حاسد الله يشفيك " وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لو كان شئ يسبق القدر لسبقته العين.
ثم اختلفوا في وجه تأثير الإصابة بالعين، فروي عن عمرو بن بحر الجاحظ أنه قال: لا ينكر أن ينفصل من العين الصائبة إلى الشئ المستحسن أجزاء لطيفة تتصل به وتؤثر فيه، ويكون هذا المعنى خاصة في بعض الأعين كالخواص في بعض الأشياء.
وقد اعترض على ذلك بأنه لو كان كذلك لما اختص ذلك ببعض الأشياء دون بعض، ولأن الأجزاء تكون جواهر، والجواهر متماثلة، ولا يؤثر بعضها في بعض. وقال أبو هاشم: إنه فعل الله بالعادة لضرب من المصلحة، وهو قول القاضي.
ورأيت في شرح هذا للشريف الأجل الرضي الموسوي - قدس الله روحه - كلاما أحببت إيراده في هذا الموضع. قال: إن الله يفعل المصالح بعباده على حسب ما يعلمه من الصلاح لهم في تلك الأفعال التي يفعلها، فغير ممتنع أن يكون تغييره نعمة زيد مصلحة لعمرو، وإذا كان تعالى يعلم من حال عمرو أنه لو لم يسلب زيدا نعمته أقبل على الدنيا بوجهه، ونأى عن الآخرة بعطفه. وإذا سلب نعمة زيد للعلة التي ذكرناها عوضه (1) عنها، وأعطاه بدلا منها عاجلا وآجلا، فيمكن أن يتأول قوله عليه السلام " العين حق " على هذا الوجه. على أنه قد روي عنه عليه السلام ما يدل على أن الشئ إذا عظم في صدور العباد وضع الله قدره، وصغر أمره، وإذا كان الأمر على هذا فلا ينكر تغيير حال بعض الأشياء عند نظر بعض الناظرين إليه، واستحسانه له، وعظمه في صدره، وفخامته في عينه، كما روي أنه قال - لما سبقت ناقته العضباء، وكانت إذا سوبق بها لم تسبق -: " ما رفع العباد من شئ إلا وضع الله منه " ويجوز

(1) فيه عوضه غيرها وأعطاه بدلا منها عاجلا أو آجلا.
(٧)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * الباب الأول * تأثير السحر والعين وحقيقتهما زائدا على ما تقدم 3
3 الأقوال في معنى السحر، وأقسام السحر 5
4 بحث حول: ان العين حق 11
5 في أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص)، فنزلت سورة الفلق 15
6 معنى قوله تعالى عز وجل: " ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد " 16
7 في قول رسول الله (ص): إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر 22
8 في السحر وأصله، وأن الساحر لا يقدر أن يجعل الانسان في صورة الحيوانات 23
9 في أن لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية سحرا رسول الله (ص) 24
10 نقل وتحقيق في حقيقة السحر من الشيخ قدس سره في الخلاف،... 30
11 في أن السحر يطلق على معان 36
12 * الباب الثاني * حقيقة الجن وأحوالهم 44
13 معنى قوله تبارك وتعالى: " وجعلوا لله شركاء الجن " 46
14 عقائد المجوسي ومعنى الزنديق 48
15 في أن الجان كان أبي الجن، ومعنى الجن 52
16 معنى قوله تعالى: " ومن الجن من يعمل بين يديه " وعمل الجن، وقوتهم 54
17 هل للجن ثواب أم لا، والأقوال فيه 60
18 في قول أم سلمة (رض): ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي (ص) إلا الليلة العاشورا 67
19 في خليفة علي عليه السلام في الجن 68
20 في قول الإمام الصادق عليه السلام: الآباء ثلاثة: آدم ولد مؤمنا،... 79
21 معجزة من مولانا السجاد عليه السلام وقصة جارية شامية 87
22 محاربة علي عليه السلام مع الجن 88
23 قصة قوم من الجن الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله 92
24 قصة هام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس وإيمانه 101
25 في قول ابن عباس: الخلق أربعة 116
26 قصة أبي دجانة 127
27 * الباب الثالث * إبليس لعنه الله وقصصه وبدء خلقه ومكائده ومصائده وأحوال ذريته... 133
28 تفسير الآيات وبحث حول أمر الشيطان ووسوسته 141
29 فيما قاله الرازي في تفسيره 149
30 في أن الملائكة والجن كانوا قادرين بقدرة الله تعالى أن يظهروا... 161
31 فيما قالته المعتزلة 164
32 في تمكن الشيطان من النفوذ في داخل أعضاء الانسان 166
33 في أن الشيطان كان مأمورا بالسجود لآدم عليه السلام... 170
34 معنى قوله سبحانه: " وحفظا من كل شيطان مارد " ومعنى الشهب 188
35 معنى قوله عز وجل: " من شر الوسواس الخناس " 195
36 في أن الكفر أقدم على الشرك 200
37 علة الغائط ونتنه، وعلة بلية أيوب عليه السلام 202
38 في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: النوم على أربعة 205
39 العلة التي من أجلها يغتم الانسان ويحزن من غير سبب ويفرح ويسر من غير سبب 207
40 في مصارعة علي عليه السلام مع الشيطان 210
41 فيما قاله الشيطان لإبراهيم عليه السلام لما حج وأراد أن يذبح ابنه 210
42 في امرأة جنية 218
43 في أن إبليس يأتي الأنبياء عليهم السلام ويتحدث إليهم 228
44 في أن إبليس تمثل في أربع صور، يوم بدر في صورة سراقة، يوم العقبة في... 235
45 كيف جعل الله تعالى لنفسه ولعباده عدوا 237
46 في قول ابن عباس: لما مضى لعيسى عليه السلام ثلاثون سنة بعثه الله تعالى... 241
47 في أن إبليس لعنه الله عبد الله في السماء سبعة آلاف سنة في ركعتين 242
48 معنى الرجيم 244
49 في قول إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة 250
50 فيما قاله إبليس لعنه الله لنوح عليه السلام 252
51 فيما قاله إبليس لعنه الله لعيسى عليه السلام 254
52 فيما يتباعد الشيطان من الانسان 263
53 توضيح في بول الشيطان في اذن الانسان 265
54 قصة عابد الذي غواه واحد من جند إبليس بالعبادة 272
55 في قول الباقر عليه السلام: كان قوم لوط عليه السلام من أفضل قوم خلقهم الله 280
56 قصة سليمان عليه السلام والجن وملك الموت والأرضة 281
57 فيما جرى بين موسى عليه السلام وإبليس وانه لا يسجد بقبر آدم عليه السلام 282
58 بحث وتحقيق وبيان في أن الجن والشياطين أجسام لطيفة 285
59 في أن إبليس هل كان من الملائكة أم لا 288
60 فيما افترق الملائكة والجن 289
61 في أن الجن والشياطين مكلفون، وأن مؤمني الجن وفساق الشيعة كانوا في... 293
62 هل كان قبل إبليس كافر أو لا 311
63 في أن قراءة آية الكرسي تأجر الانسان من الشياطين 318
64 حجة المنكرون لوجود الجن والشياطين 323
65 أجوبة لمنكري الجن والشياطين 325
66 الأخبار الدالة على وجود الجن والشياطين 330
67 تحقيق الكلام في الوسوسة 335
68 فيما قالت المعتزلة 348