بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٠ - الصفحة ١٦٦
السابق
والأرواح الانسانية إذا فارقت أبدانها قويت في تلك الصفات التي اكتسبتها في تلك الأبدان وكملت فيها، فإذا حدثت نفس أخرى مشاكلة لتلك النفس المفارقة في بدن مشاكل لبدن تلك النفس المفارقة حدث بين تلك النفس المفارقة وبين هذا البدن نوع تعلق بسبب المشاكلة الحاصلة بين هذا البدن وبين ما كان بدنا لتلك النفس المفارقة تعلق شديد (1) بهذا البدن وتصير تلك النفس المفارقة معاونة لهذه النفس المتعلقة بهذا البدن ومعاضدة لها على أفعالها وأحوالها بسبب هذه المشاكلة.
ثم إن كان هذا المعنى في أبواب الخير والبر كان ذلك إلهاما، وإن كان من باب (2) الشر كان ذلك وسوسة، فهذه وجوه محتملة تفريعا على القول باثبات جواهر قدسية مبرأة من الحجمية والتحيز، (3) والقول بالأرواح الطاهرة والخبيثة كلام مشهور عند قدماء الفلاسفة فليس لهم أن ينكروا إثباتها على صاحب شريعتنا صلوات الله عليه.
وأما القول الثاني، وهو أن الملائكة والشياطين لابد وأن تكون أجساما، فنقول على هذا التقدير يمتنع أن يقال: إنها أجسام كثيفة، بل لا بد من القول بأنها أجسام لطيفة، والله سبحانه ركبها تركيبا عجيبا، وهي أن تكون مع لطافتها لا يقبل التفرق والتمزق والفساد والبطلان، ونفوذ الأجرام اللطيفة في عمق الأجرام الكثيفة غير مستبعد، ألا ترى أن الروح الانسانية جسم لطيف ثم إنه نفذ في داخل عمق البدن، وإذا عقل ذلك فكيف يستبعد نفوذ أنواع كثيرة من الأجسام اللطيفة في داخل هذا البدن؟ أليس أن جرم النار سرى في جرم الفحم، وماء الورد سرى في ورق الورد، ودهن السمسم سرى في جسم السمسم فكذا ههنا (4) فظهر بما قررنا أن القول باثبات الجن والشياطين

(1) في المصدر: فيصير لتلك النفس المفارقة تعلق شديد بهذا البدن.
(2) في المصدر: وإن كان في باب الشر.
(3) في المصدر: مبرأة عن الجسمية والتحيز.
(4) ويمكن ان يستدل لذلك بوجود الأصوات التي نسمعها من المسافات البعيدة فهي مع لطافتها وعبورها عن مصادمات كثيرة لا نتفرق ولا نتمزق: ولا تدخلها الفساد.
(١٦٦)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * الباب الأول * تأثير السحر والعين وحقيقتهما زائدا على ما تقدم 3
3 الأقوال في معنى السحر، وأقسام السحر 5
4 بحث حول: ان العين حق 11
5 في أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص)، فنزلت سورة الفلق 15
6 معنى قوله تعالى عز وجل: " ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد " 16
7 في قول رسول الله (ص): إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر 22
8 في السحر وأصله، وأن الساحر لا يقدر أن يجعل الانسان في صورة الحيوانات 23
9 في أن لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية سحرا رسول الله (ص) 24
10 نقل وتحقيق في حقيقة السحر من الشيخ قدس سره في الخلاف،... 30
11 في أن السحر يطلق على معان 36
12 * الباب الثاني * حقيقة الجن وأحوالهم 44
13 معنى قوله تبارك وتعالى: " وجعلوا لله شركاء الجن " 46
14 عقائد المجوسي ومعنى الزنديق 48
15 في أن الجان كان أبي الجن، ومعنى الجن 52
16 معنى قوله تعالى: " ومن الجن من يعمل بين يديه " وعمل الجن، وقوتهم 54
17 هل للجن ثواب أم لا، والأقوال فيه 60
18 في قول أم سلمة (رض): ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي (ص) إلا الليلة العاشورا 67
19 في خليفة علي عليه السلام في الجن 68
20 في قول الإمام الصادق عليه السلام: الآباء ثلاثة: آدم ولد مؤمنا،... 79
21 معجزة من مولانا السجاد عليه السلام وقصة جارية شامية 87
22 محاربة علي عليه السلام مع الجن 88
23 قصة قوم من الجن الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله 92
24 قصة هام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس وإيمانه 101
25 في قول ابن عباس: الخلق أربعة 116
26 قصة أبي دجانة 127
27 * الباب الثالث * إبليس لعنه الله وقصصه وبدء خلقه ومكائده ومصائده وأحوال ذريته... 133
28 تفسير الآيات وبحث حول أمر الشيطان ووسوسته 141
29 فيما قاله الرازي في تفسيره 149
30 في أن الملائكة والجن كانوا قادرين بقدرة الله تعالى أن يظهروا... 161
31 فيما قالته المعتزلة 164
32 في تمكن الشيطان من النفوذ في داخل أعضاء الانسان 166
33 في أن الشيطان كان مأمورا بالسجود لآدم عليه السلام... 170
34 معنى قوله سبحانه: " وحفظا من كل شيطان مارد " ومعنى الشهب 188
35 معنى قوله عز وجل: " من شر الوسواس الخناس " 195
36 في أن الكفر أقدم على الشرك 200
37 علة الغائط ونتنه، وعلة بلية أيوب عليه السلام 202
38 في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: النوم على أربعة 205
39 العلة التي من أجلها يغتم الانسان ويحزن من غير سبب ويفرح ويسر من غير سبب 207
40 في مصارعة علي عليه السلام مع الشيطان 210
41 فيما قاله الشيطان لإبراهيم عليه السلام لما حج وأراد أن يذبح ابنه 210
42 في امرأة جنية 218
43 في أن إبليس يأتي الأنبياء عليهم السلام ويتحدث إليهم 228
44 في أن إبليس تمثل في أربع صور، يوم بدر في صورة سراقة، يوم العقبة في... 235
45 كيف جعل الله تعالى لنفسه ولعباده عدوا 237
46 في قول ابن عباس: لما مضى لعيسى عليه السلام ثلاثون سنة بعثه الله تعالى... 241
47 في أن إبليس لعنه الله عبد الله في السماء سبعة آلاف سنة في ركعتين 242
48 معنى الرجيم 244
49 في قول إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة 250
50 فيما قاله إبليس لعنه الله لنوح عليه السلام 252
51 فيما قاله إبليس لعنه الله لعيسى عليه السلام 254
52 فيما يتباعد الشيطان من الانسان 263
53 توضيح في بول الشيطان في اذن الانسان 265
54 قصة عابد الذي غواه واحد من جند إبليس بالعبادة 272
55 في قول الباقر عليه السلام: كان قوم لوط عليه السلام من أفضل قوم خلقهم الله 280
56 قصة سليمان عليه السلام والجن وملك الموت والأرضة 281
57 فيما جرى بين موسى عليه السلام وإبليس وانه لا يسجد بقبر آدم عليه السلام 282
58 بحث وتحقيق وبيان في أن الجن والشياطين أجسام لطيفة 285
59 في أن إبليس هل كان من الملائكة أم لا 288
60 فيما افترق الملائكة والجن 289
61 في أن الجن والشياطين مكلفون، وأن مؤمني الجن وفساق الشيعة كانوا في... 293
62 هل كان قبل إبليس كافر أو لا 311
63 في أن قراءة آية الكرسي تأجر الانسان من الشياطين 318
64 حجة المنكرون لوجود الجن والشياطين 323
65 أجوبة لمنكري الجن والشياطين 325
66 الأخبار الدالة على وجود الجن والشياطين 330
67 تحقيق الكلام في الوسوسة 335
68 فيما قالت المعتزلة 348