بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٦ - الصفحة ٣١٠
السابق
وعميا إذ لم ينتفعوا بهذه الحواس ويقال للرجل في شئ يفعله لكنه لا يضعه موضعه:
صنعت ولم تصنع (انتهى) (1).
وإنما أوردت أكثر كلامهم في هذا المقام مع طوله واشتماله على الزوائد الكثيرة لمناسبة لما سيأتي في بعض الأبواب الآتية، ولتطلع على مذاهبهم الواهية في تلك الأبواب، وسأل شيخنا البهائي - رحمه الله - بعض أخلائه عن قول البيضاوي في تفسير هذه الآية حيث قال " وما روي من أنهما مثلا بشرين وركبت فيهما الشهوة فتعرضا لامرأة يقال لها الزهرة فحملتها على المعاصي والشرك، ثم صعدت السماء بما تعلمت منهما، فمحكي عن اليهود، ولعله من رموز الأوائل، وحله لا يخفى على ذوي البصائر " بينوا حتى نصير من ذوي البصائر، فأجاب الشيخ - رحمه الله - بعد أن أورد هذه القصة نحوا مما رواه الرازي في هذه القصة: هي ما رواه قدماء المفسرين من العامة عن ابن عباس، ولم يرتض بهذه الرواية متأخروهم وأطنب الفخر الرازي وغيره في تزييفها، وقال: إنها فاسدة مردودة غير مقبولة لوجوه ثلاثة - إلى آخر ما نقلناه من الوجوه في عرض كلامه - ثم قال: وفي كل من هذه الوجوه نظر، أما الأول فلانه لم يثبت بقاؤهما على العصمة بعد أن مثلهما الله سبحانه بصورة البشر وركب فيهما قوتي الشهوة والغضب وجعلهما كسائر بني آدم كما يظهر من القصة. وأما الثاني فلان التخيير بين التوبة والعذاب وإن كان هو الأصلح بحالهما لكن فعل الأصلح مطلقا غير واجب عليه سبحانه على مذهب هذا المفسر، بل فعل الأصلح الذي من هذا القبيل غير واجب عندنا أيضا، فإنا لا نوجب عليه سبحانه كل ما هو أصلح بحال العبد كما ظنه مخالفونا، وشنعوا علينا بما شنعوا، بل إنما نوجب عليه سبحانه كل أصلح لو لم يفعله كان مناقضا لغرضه كما ذكرته في الحواشي التي علقتها على تفسير البيضاوي، ولعله سبحانه لم يلهمهما التوبة وأغفلهما عنها لمصلحة لا يعلمها إلا هو، فلا بخل منه سبحانه على هذا التقدير.
وأما الثالث فلان التعليم حال التعذيب غير ممتنع، وظني. أن تزييف الفخر

(1) مفاتيح الغيب: ج 1، ص 635 - 654.
(٣١٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * الباب الرابع عشر * الأيام والساعات والليل والنهار 3
3 في ساعات الليل والنهار 3
4 العلة التي من أجلها سمي الليل ليلا، والنهي عن سب الرياح والجبال... 4
5 أسامي ساعات الليل والنهار 9
6 فوائد جليلة في أن اليوم نوعان: حقيقي ووسطي 11
7 في أن الليل مقدم على النهار 18
8 * الباب الخامس عشر * ما روى في سعادة أيام الأسبوع ونحوستها 20
9 في أن الأيام ليست بأئمة ولكن كني بها عن الأئمة عليهم السلام 23
10 * الباب السادس عشر * ما ورد في خصوص يوم الجمعة 33
11 * الباب السابع عشر * ما ورد في يوم السبت ويوم الأحد 37
12 * الباب الثامن عشر * ما ورد في يوم الاثنين ويوم الثلاثاء 39
13 * الباب التاسع عشر * ما ورد في يوم الأربعاء 43
14 * الباب العشرون * ما ورد في يوم الخميس 49
15 بيان وشرح وتوضيح وتأييد فيما ورد في الأسبوع 51
16 * الباب الحادي والعشرون * سعادة أيام الشهور العربية ونحوستها وما يصلح في كل يوم منها من الاعمال 56
17 في سعادة أيام الشهر ونحوستها 58
18 * الباب الثاني والعشرون * يوم النيروز وتعيينه وسعادة أيام شهور الفرس والروم ونحوستها وبعض النوادر 93
19 فيما رواه معلى بن خنيس عن الصادق عليه السلام في النيروز 93
20 أسماء أيام شهور الفرس 95
21 في جلوس الإمام الكاظم عليه السلام في يوم النيروز، وفي الذيل بحث 102
22 في اختيارات أيام الفرس عن الصادق عليه السلام 107
23 في اختيارات أيام الفرس عن الصادق عليه السلام برواية أخرى 109
24 قصة أصحاب الرس 111
25 فوائد مهمة جليلة 115
26 بحث حول النيروز 118
27 في مبدء السنة 122
28 * أبواب الملائكة * * الباب الثالث والعشرون * حقيقة الملائكة وصفاتهم وشؤونهم وأطوارهم 146
29 تفسير الآيات 150
30 جواب لمن قال: ما الفائدة في جعل الملائكة موكلين علينا 154
31 جواب لمن قال: ما الفائدة في كتب أعمال العباد 156
32 في أن الموجودات على ثلاثة أقسام 159
33 في وجود الملائكة وماهية الملائكة 204
34 في أوصاف الملائكة 209
35 فيما قاله الشيخ المفيد (ره) في سماع الأئمة (ع)، ورؤية المحتضر الملائكة... 213
36 في دعاء مولانا السجاد (ع) في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب،... 218
37 في ملائكة الروحانيون 227
38 في ملك الموت وأعوانه 234
39 في عدد المخلوقات 243
40 * الباب الرابع والعشرون * في وصف الملائكة المقربين عليهم السلام 247
41 في تفسير الآيات، وفي روح الأمين 247
42 في أن الله تعالى بعث أربعة املاك في إهلاك قوم لوط 258
43 في أن ملك الموت وكل ملكا بقبض أرواح الآدميين، وملكا في الجن، وملكا في الشياطين، وملكا في الطير والوحش والسباع والحيتان والنمل 266
44 * الباب الخامس والعشرون * عصمة الملائكة وقصة هاروت وماروت وفيه ذكر حقيقة السحر وأنواعه 267
45 تفسير قوله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين "... 269
46 في بيان السحر، وانه على أقسام سحر الكلدانيين والكذابين... 280
47 في أن تعلم السحر ليس بقبيح، وأن الساحر هل يكفر أم لا 301
48 * أبواب * * العناصر وكائنات الجو (البحر) والمعادن * * والجبال والأنهار والبلدان والأقاليم * * الباب السادس والعشرون * النار وأقسامها 329
49 * الباب السابع والعشرون * الهواء وطبقاته وما يحدث فيه من الصبح والشفق وغيرهما 335
50 في أن في الهواء سكان، وقصة مولانا الإمام الجواد عليه السلام والمأمون 340
51 * الباب الثامن والعشرون * السحاب والمطر والشهاب والبروق والصواعق والقوس وسائر ما يحدث في الجو 346
52 تفسير الآيات، ومعنى قوله عز وجل: " إن في خلق السماوات والأرض " 350
53 معنى قوله تعالى: " أنزل من السماء ماء " 353
54 النهي عن تسمية قوس الله بقوس قزح 379
55 فيما قاله الفلاسفة في العناصر، وبحث حول الأرض والمطر والسحاب 390
56 فيما قاله السيد المرتضى رحمه الله تعالى في الرعد والبرق والغيم 400