بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٢٧٨
السابق
(المقصد الخامس) في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين، والمشككين القاطعين لطريق الطالبين للحق واليقين، وفيه مراصد:
المرصد الأول: قالوا: إذا لاحظنا الواجب تعالى شأنه في طرف، وجميع ما عداه بحيث لا يشذ منها شئ في طرف آخر، فحينئذ إما أن يكون الواجب سبحانه علة تامة لشئ ما أولا؟ وبعبارة أخرى: جميع ما لابد منه في وجود شئ ما سواء كان ذلك الشئ الإرادة الزائدة أو غيرها إما ذاته تعالى أولا؟ وعلى الأول يكون ذلك الشئ معه دائما في الأزل، لاستحالة تخلف المعلول عن العلة التامة، وعلى الثاني يستحيل وجود شئ ما أبدا، لاستحالة التغير في ذاته تعالى. وبعبارة أخرى وبوجه أبسط وهو أن يقال: ذات الواجب تعالى إما أن يستجمع جميع شرائط التأثير في الأزل أولا؟ وعلى الأول يلزم قدم الأول (1) بالضرورة، لامتناع التخلف عن الموجب التام، وعلى الثاني توقف وجود الأثر وهو العالم على شرط حادث، وننقل الكلام إليه حتى يلزم التسلسل:
اما على سبيل الاجتماع: وهو باطل بما مر، وأيضا نقول: إذا أخذنا مجموع تلك الشروط بحيث لا يشذ عنها شرط، فإما أن يتوقف وجودها على شرط آخر غير ذات الواجب تعالى خارج عن مجموع الشروط، فلم يكن ما فرضناه جميعا جميعا وهذا خلف، أو لا يتوقف فيكون الذات وحده مستقلا بإيجاد ذلك المجموع، فإما أن يكون اجتماعها في آن حدوث الأثر فيلزم إما حدوث الواجب بالذات، وإما تخلف الشروط عن موجبها التام وكلاهما محالان، أو يكون اجتماعها في الأزل فيلزم قدم أشخاص غير متناهية من العالم هي الشروط، بل والمشروط وجوده بها أيضا، وإلا لزم تخلف المشروط عن موجبه التام وهو الواجب مع جميعها، إذا المفروض عدم شرط خارج عن المجموع. أو على سبيل تعاقب تلك الشروط إما في الحدوث

(1) الأثر (ح).
(٢٧٨)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 4
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 8
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 24
5 معنى الحدوث والقدم 33
6 اخبار وخطب في التوحيد 34
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 49
8 الدليل على حدوث الأجسام 64
9 في أن أول ما خلقه الله النور 75
10 في خلق الأشياء 79
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 97
12 في إماتة الخلق 106
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 108
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 178
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 194
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 200
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 204
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 218
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 236
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 240
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 256
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 262
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 280
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 308
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 311
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 318
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 318
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 320
29 في الجن والنسناس 325
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 331
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 333
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 351
33 بحث حول عالم المثال 356
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 357
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 359
36 تفسير الآيات 360
37 في اللوح المحفوظ والقلم 364
38 في أن اللوح من درة بيضاء 378