بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٢٣٠
السابق
من الممكن أن تكون هذه الأجسام (1) متفرقة غير مجتمعة وقت إبداع المبدع لها وإحداثه إياها، ولها هذه الحركات التي أوجب الحساب اجتماعها في نقطة واحدة في تلك المدة (انتهى).
السادس أن الاستدلال بالآية لا يتم، إذ يمكن أن يحمل قوله تعالى (ولا الليل سابق النهار) على أن الليل لا يأتي قبل وقته المقرر وزمانه المقدر كما أن الشمس لا تطلع قبل أوانه، وكل من الليل والنهار لا يأتي أحدهما قبل تمام الآخر كما سيأتي بيانه في تفسير الآية.
والجواب أنه عليه السلام بنى الاستدلال على ما علم من مراده تعالى في الآية وكان عليه السلام عندهم مأمونا مصدقا في ذلك.
السابع أن ما تقدم نقلا من السيوطي عن ابن عباس ينافي ذلك، حيث حكم بتقدم الليل على النهار، وما ينقل عن التورية موافقا لذلك أيضا ينافيه.
والجواب أن حديث ابن عباس لا يعارض به كلام الإمام عليه السلام المنقول من الأصول المعتبرة، وكذا نقل التورية لم يثبت، ولو ثبت فأكثرها محرفة لا يعتمد عليها. وربما يجاب بأن حدوث النور إنما هو بعد الظلمة، فالظلمة مقدمة على النور، لكن طالع خلق الدنيا يعني طالع دحو الأرض كان هو السرطان، و الشمس حينئذ في الحمل في العاشر على ما ذكره الإمام عليه السلام فأول الأوقات في دحو الأرض هو الظهر، ولذا سميت صلاة الظهر بالصلاة الأولى كما سميت بالوسطى أيضا عند كثير من العلماء، وإنما فسر طالع الدنيا بطالع دحو الأرض لان خلق الأرض مقدم على خلق السماء لكن دحوها مؤخر، جمعا بين الآيات (انتهى).
وأقول: يمكن حمله على ابتداء خلق الكواكب فإن حصول النهار إنما هو عنده والحاصل أنه تم خلق أجزاء الدنيا حين كون السرطان على الأفق الشرقي بالنسبة إلى قبة الأرض، فإذا رجعت على توالي البروج وعددت ستة من تحت الأرض وثلاثة من فوقها كان العاشر، وهو الحمل على سمعت الرأس، فإذا كانت الشمس فيه يكون

(1) في المخطوطة: الاجرام.
(٢٣٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 4
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 8
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 24
5 معنى الحدوث والقدم 33
6 اخبار وخطب في التوحيد 34
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 49
8 الدليل على حدوث الأجسام 64
9 في أن أول ما خلقه الله النور 75
10 في خلق الأشياء 79
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 97
12 في إماتة الخلق 106
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 108
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 178
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 194
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 200
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 204
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 218
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 236
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 240
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 256
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 262
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 280
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 308
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 311
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 318
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 318
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 320
29 في الجن والنسناس 325
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 331
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 333
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 351
33 بحث حول عالم المثال 356
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 357
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 359
36 تفسير الآيات 360
37 في اللوح المحفوظ والقلم 364
38 في أن اللوح من درة بيضاء 378