بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٩ - الصفحة ٣٠١
السابق
ثم قال عليه السلام: يا أبا الصلت غدا أدخل على هذا الفاجر، فان أنا خرجت مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني قال أبو الصلت: فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه، وجلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله ورداءه، وقام ومشى وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون، وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه، وبقي بعضه.
فلما أبصر الرضا عليه السلام وثب إليه فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود، وقال: يا ابن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا، فقال له الرضا عليه السلام: ربما كان عنبا حسنا يكون من الجنة فقال له: كل منه، فقال له الرضا عليه السلام: تعفيني عنه، فقال: لا بد من ذلك وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشئ فتناول العنقود فأكل منه، ثم ناوله فأكل منه الرضا عليه السلام ثلاث حبات ثم رمى به وقام فقال المأمون: إلى أين؟ فقال: إلى حيث وجهتني، وخرج مغطى الرأس فلم أكلمه حتى دخل الدار فأمر أن يغلق الباب فغلق ثم نام على فراشه ومكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا.
فبينا أنا كذلك إذ دخل علي شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا عليه السلام فبادرت إليه وقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟ فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق، فقلت له:
ومن أنت؟ فقال لي: أنا حجة الله عليك، يا أبا الصلت أنا محمد بن علي. ثم مضى نحو أبيه عليه السلام فدخل وأمرني بالدخول معه، فلما نظر إليه الرضا عليه السلام وثب إليه فعانقه وضمه إلى صدره، وقبل ما بين عينيه، ثم سحبه سحبا في فراشه وأكب عليه محمد بن علي عليها السلام يقبله ويساره بشئ لم أفهمه.
ورأيت في شفتي الرضا عليه السلام زبدا أشد بياضا من الثلج، ورأيت أبا جعفر عليه السلام يلحسه بلسانه ثم أدخل يده بين ثوبيه وصدره، فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور فابتلعه أبو جعفر ومضى الرضا عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا الصلت قم ائتني
(٣٠١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * وهو المجلد الثاني عشر * * أبواب * * تاريخ الامام المرتجى، والسيد المرتضى، ثامن أئمة الهدى * * أبى الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه * * الباب الأول * ولادته وألقابه وكناه ونقش خاتمه وأحوال أمه صلوات الله وسلامه عليه 4
3 في ولادته عليه السلام 4
4 العلة التي من أجلها سمي عليه السلام بالرضا 6
5 * الباب الثاني * النصوص على الخصوص عليه صلوات الله وسلامه عليه 13
6 النص عليه عليه السلام من أبيه عليه السلام 13
7 * الباب الثالث * معجزاته وغرائب شأنه صلوات الله وسلامه عليه 31
8 علمه عليه السلام بحاجة رجل 40
9 في أنه عليه السلام أمر رجلا أن يسمي ولده عمر إحياؤه عليه السلام الموتى 62
10 قصة امرأة كانت في خراسان وادعت أنها زينب بنت علي (ع) 63
11 * الباب الرابع * وروده عليه السلام البصرة والكوفة وما ظهر منه عليه السلام فيها من الاحتجاجات والمعجزات 75
12 وروده عليه السلام بالبصرة 75
13 احتجاجه عليه السلام مع الجاثليق 77
14 وروده عليه السلام بالكوفة 81
15 * الباب الخامس * استجابة دعواته صلوات الله وسلامه عليه 83
16 في أن من قال: كل مملوك لي قديم فهو حر، فما كان من ستة أشهر فهو حر 83
17 دعاؤه عليه السلام والرجفة في المدينة 84
18 * الباب السادس * معرفته صلوات الله عليه بجميع اللغات وكلام الطير والبهائم وبعض غرائب أحواله 88
19 علمه عليه السلام بلغة الصقالبة والرومية 88
20 تكلمه عليه السلام بالفارسية بقوله: در ببند 91
21 * الباب السابع * عبادته عليه السلام ومكارم أخلاقه ومعالي أموره واقرار أهل زمانه بفضله 91
22 في أنه عليه السلام جلس في الصيف على الحصير 91
23 في سيرته وصلاته وصومه عليه السلام وما يقرء في صلواته 92
24 في رؤيا التي رآها ياسر، وأنه عليه السلام دلك رجلا في الحمام 101
25 في أن الأئمة عليهم السلام يحبون التمر 104
26 قوله عليه السلام في التوحيد 106
27 * الباب الثامن * ما أنشد عليه السلام من الشعر في الحكم 109
28 النهي عن التنابز بالألقاب، وشعره عليه السلام في الحلم 109
29 قوله عليه السلام في السكوت عن الجاهل واستجلاب العدو وكتمان السر 110
30 * الباب التاسع * ما كان بينه عليه السلام وبين هارون لعنه الله وولاته واتباعه 115
31 في أن هارون حلف أن يقتل بعد موسى الكاظم عليه السلام من يدعي الإمامة 115
32 * الباب العاشر * طلب المأمون الرضا صلوات الله عليه من المدينة وما كان عند خروجه منها وفى الطريق إلى نيسابور 118
33 في خروجه عليه السلام من المدينة ووروده إلى الأهواز ومعجزته عليه السلام فيه 118
34 * الباب الحادي عشر * وروده عليه السلام بنيسابور وما ظهر فيه من المعجزات 122
35 قوله عليه السلام بنيسابور عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله تعالى: ".. لا إله إلا الله.. قد دخل حصني " وقصة شجرة اللوز 122
36 قصة رجل الذي أخذوه اللصوص وملأوا فاه من الثلج 126
37 * الباب الثاني عشر * خروجه عليه السلام من نيسابور إلى طوس ومنها إلى مرو 127
38 في أنه عليه السلام عين موضع دفنه، وثواب من زاره عليه السلام 127
39 * الباب الثالث عشر * ولاية العهد والعلة في قبوله عليه السلام لها وعدم رضاه عليه السلام لها وسائر ما يتعلق بذلك 130
40 ما جرى بينه عليه السلام وبين المأمون في الخلافة 130
41 فيما كتبه عليه السلام على ولاية العهد، وقصة صلاة العيد 136
42 العلة التي من أجلها جعله عليه السلام المأمون ولاية عهده 139
43 الخطبة التي خطبها عليه السلام لما بويع بالعهد 143
44 في كيفية بيعة فتى من الأنصار 146
45 صورة كتاب كتبه المأمون له عليه السلام في ولاية العهد 150
46 صورة كتاب كتبه عليه السلام على كتاب العهد، والشهود عليه 154
47 فيما قاله السيد المرتضى رحمه الله تعالى وإيانا في ولاية العهد 157
48 * الباب الرابع عشر * سائر ما جرى بينه عليه السلام وبين المأمون وأمرائه 159
49 صورة كتاب الحباء والشرط منه عليه السلام 159
50 صورة كتاب وشرط منه عليه السلام والمأمون لذي الرياستين 162
51 في أنه عليه السلام يأمر المأمون أن يخرج إلى المدينة، وخالف ذو الرياستين في ذلك 167
52 قصة الجلودي وقتله 168
53 فيما كتبه الحسن بن سهل إلى أخيه ذي الرياستين في النجوم وأمره أن يدخل الحمام مع الرضا عليه السلام والمأمون، ونهى عليه السلام عن الدخول، ودخل الفضل فيه وقتل، واجتماع الناس على باب المأمون جاءوا بالنيران ليحرقوا الباب 170
54 فيما سئل الفضل عنه عليه السلام: في الجبر، ونصراني فجر بهاشمية، وسؤال المأمون عنه عليه السلام: بأي وجه صار جدك علي قسيم الجنة والنار 174
55 في أن المأمون أمر الفضل أن يجمع له أصحاب المقالات: مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصائبين، والهربز الأكبر، وأصحاب زردهشت ونسطاس الرومي وغيرهم من المتكلمين 175
56 في أن المأمون أمر الفضل أن يجمع له أصحاب المقالات: مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصائبين، والهربز الأكبر، وأصحاب زردهشت ونسطاس الرومي وغيرهم من المتكلمين 184
57 في أن المأمون بعث ثلاثين نفرا لقتله عليه السلام 188
58 * الباب الخامس عشر * ما كان يتقرب به المأمون إلى الرضا عليه السلام في الاحتجاج على المخالفين 191
59 بحث حول الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله، ورواية: اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر، ورواية: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، والاختلاف بين أبي بكر وعمر 192
60 في بطلان رواية: من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفترى 194
61 بطلان: أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة، و: لو لم ابعث فيكم لبعث عمر، و: باهى الله بعباده عامة وبعمر خاصة 195
62 بطلان: لو نزل العذاب ما نجا إلا عمر، وشهادة النبي صلى الله عليه وآله لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة، و: وضعت أمتي في كفة الميزان... 196
63 في أن أفضل الأعمال يوم بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله كان السبق إلى الاسلام، وعلي عليه السلام سبق إلى الاسلام 198
64 ما معنى: " ويطعمون الطعام على حبه " 199
65 حديث الطائر المشوي، ومعني: " ثاني اثنين إذ هما في الغار " 200
66 في أن المصاحبة ليست بفضيلة، ونزول السكينة 200
67 الفضيلة لمن نام على مهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم من كان معه في الغار 202
68 في حديث المنزلة 202
69 في الإمامة وصفات الامام 205
70 في خلافة أبي بكر 207
71 في كتاب كتبه المأمون لبنى هاشم وفيه مدح علي عليه السلام 210
72 * الباب السادس عشر * أحوال أزواجه وأولاده واخوانه عليه السلام وعشائره وما جرى بينه وبينهم صلوات الله عليه 218
73 قصة زيد بن موسى الكاظم عليه السلام 218
74 في عدد أولاده عليه السلام 223
75 في خروج محمد بن إبراهيم 225
76 العباس بن الحسن بن عبيد الله ابن العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام 235
77 * الباب السابع عشر * مداحيه وما قالوا فيه صلوات الله وسلامه عليه 236
78 أشعار أبي نواس فيه عليه السلام 237
79 أشعار دعبل وقصته 241
80 بيان وتوضيح في أشعار دعبل 253
81 * الباب الثامن عشر * أحوال أصحابه وأهل زمانه ومناظراتهم ونوادر اخباره ومناظراته عليه السلام 263
82 في أنه عليه السلام لعن يونس مولى ابن يقطين 263
83 في أن الامام لا يكون عقيما 274
84 في محمد بن سنان وثقته 278
85 * الباب التاسع عشر * اخباره واخبار آبائه عليهم السلام بشهادته 285
86 في الرؤيا التي رآها رجل من أهل خراسان، وقوله عليه السلام: والله ما منا إلا مقتول أو شهيد 285
87 أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله بشهادته عليه السلام 286
88 أخبار علي أمير المؤمنين عليه السلام وإمام الصادق عليه السلام بشهادته عليه السلام 288
89 * الباب العشرون * أسباب شهادته صلوات الله وسلامه عليه 290
90 قصة رجل من الصوفية الذي سرق فأمر باحضاره المأمون 290
91 العلة التي من أجلها سمه عليه السلام المأمون 292
92 * الباب الحادي والعشرون * شهادته وتغسيله ودفنه ومبلغ سنه عليه السلام 294
93 في شهادته عليه السلام وشهر شهادته وما قاله عليه السلام لهرثمة في دفنه 294
94 في أنه عليه السلام أمر بأبي الصلت أن يأتي ترابا من قبة الهارونية من أربعة جوانبها وما قال عليه السلام له، ورؤيته الإمام محمد التقي عليه السلام 302
95 بحث وتحقيق حول شهادته عليه السلام، وفي الذيل ما يناسب 313
96 * الباب الثاني والعشرون * ما أنشد من المراثي فيه صلوات الله وسلامه عليه 316
97 فيما أنشده أبو فراس 316
98 فيما أنشده ابن المشيع المرقي وعلي بن أبي عبد الله الخوافي 319
99 فيما أنشده دعبل وأبو محمد اليزيدي ومحمد بن حبيب الله الضبي 320
100 * الباب الثالث والعشرون * ما ظهر من بركات الروضة الرضوية على مشرفها الف تحية ومعجزاته عليه السلام عندها على الناس 328
101 فيما نقله محمد بن عمر النوقاني 328
102 قصة رجل مصري، ورجلين من الري وقم 330
103 قصة رجل تركي يدعو الله تعالى ان يجمع بينه وبين ابنه 338
104 قصة علي بن موسى بن بابويه القمي 339