بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٨ - الصفحة ١٨٨
السابق
ذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيدة نساء العالمين، ومواخاته إياه بنفسه، وإنه لم يندبه لأمر مهم ولا بعثه في جيش قط إلى آخر عمره إلا كان هو الوالي عليه المقدم فيه، ولم يول عليه أحدا من أصحابه وأقربيه، وأنه لم ينقم (1) عليه شيئا من أمره مع طول صحبته إياه، ولا أنكر منه فعلا ولا استبطأه ولا استزاده في صغير من الأمور ولا كبير، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إما تصريحا وإما تلويحا.
واما ما يجري في هذه الأفعال من الأقوال الصادرة عنه (صلى الله عليه وآله) الدالة على تميزه ممن سواه المنبئة عن كمال عصمته وعلو رتبته فكثيرة، منها قوله يوم أحد وقد انهزم الناس وبقي علي (عليه السلام) يقاتل القوم حتى فض جمعهم (2) وانهزموا فقال جبرئيل: إن هذه لهي المواساة، فقال (صلى الله عليه وآله) لجبرئيل: علي مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما فأجراه مجرى نفسه كما جعله الله سبحانه نفس النبي في آية المباهلة بقوله: (وأنفسنا (3)).
ومنها قوله (صلى الله عليه وآله) لبريدة: يا بريدة لا تبغض عليا فإنه مني وأنا منه، إن الناس خلقوا من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة.
ومنها قوله (صلى الله عليه وآله): علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار.
ومنها ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر وقوله (صلى الله عليه وآله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي (عليه السلام).
ومنها قوله (صلى الله عليه وآله) لابنته الزهراء لما عيرتها نساء قريش بفقر علي: أما ترضين يا فاطمة أني زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما؟ إن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض (4) اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيا، واطلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيا، وأوحى إلي أن أنكحكه، أما علمت يا فاطمة أنك بكرامة الله إياك زوجتك أعظمهم حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما؟ فضحكت فاطمة (عليهما السلام) واستبشرت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة إن لعلي ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لاحد من الأولين

(١) نقم الامر على فلان: أنكره عليه وعابه وكرهه أشد الكراهة لسوء فعله.
(٢) فض القوم: فرقهم.
(٣) سورة آل عمران: ٦١.
(4) في المصدر: على أهل الأرض.
(١٨٨)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 * الباب السادس والخمسون * انه صلوات الله عليه الوصي وسيد الأوصياء وخير الخلق بعد النبي صلى الله عليه وآله وأن من أبى ذلك أو شك فيه فهو كافر 3
3 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه عباس: تقبل وصيتي وتنجز عداتي 5
4 فيما قالته عائشة في علي عليه السلام: ذاك خير البشر... 7
5 مما روي من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن كونه عليه السلام وصي رسول الله صلى الله عليه وآله 22
6 * الباب السابع والخمسون * في أنه عليه السلام مع الحق والحق معه وانه يجب طاعته على الخلق وأن ولايته ولاية الله عز وجل 28
7 * الباب الثامن والخمسون * ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأولاده المعصومين عليهم السلام 43
8 فيما قاله بحيراء الراهب لأبي طالب عليه السلام 43
9 فيما قاله الراهب النصراني في ديره لعلي عليه السلام بعد رجوعه عليه السلام من صفين، وكان في يد الراهب كتاب 53
10 قصة هام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس مع النبي صلى الله عليه وآله وأوصياء الأنبياء عليهم السلام 56
11 في قوم قتلهم علي عليه السلام بالدخان في الكوفة 62
12 * الباب التاسع والخمسون * طهارته وعصمته صلوات الله وسلامه عليه 64
13 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة لم يكفروا طرفة عين 65
14 * الباب الستون * الاستدلال بولايته واستنابته في الأمور على إمامته وخلافته وفيه اخبار كثيرة من الأبواب السابقة واللاحقة وفيه ذكر صعوده على ظهر الرسول لحط الأصنام وجعل امر نسائه إليه في حياته وبعد وفاته صلوات الله عليه 72
15 في أن قبيلة همدان وأهل اليمن أسلموا بيده عليه السلام 73
16 في صعوده عليه السلام على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله لحط الأصنام 78
17 العلة التي من أجلها حمل النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام لحط الأصنام وعجزه عليه السلام عن حمله صلى الله عليه وآله، وفيه بيان 81
18 في أن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليه السلام 90
19 * الباب الحادي والستون * جوامع الأخبار الدالة على إمامته عليه السلام من طرق الخاصة والعامة 92
20 في قول النبي صلى الله عليه وآله: المخالف على علي عليه السلام بعدي كافر والمشرك به مشرك 92
21 في أن النبي صلى الله عليه وآله كان سيد أولاد آدم وعليا عليه السلام كان سيد العرب 95
22 في قول النبي صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى يأمركم بولاية علي عليه السلام والاقتداء به 99
23 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك... 105
24 معنى قوله تعالى عز اسمه: " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم " 128
25 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت المظلوم بعدي فويل لمن قاتلك 141
26 فيما قال أربعة أنفار في علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله 151
27 في قول عمر بن الخطاب: ولقد أراد صلى الله عليه وآله في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشقاقا وحيطة على الاسلام 158
28 فيما قاله ابن أبي الحديد ببطلان قول أهل الخلاف 162
29 * الباب الثاني والستون * فيما امتحن الله به أمير المؤمنين عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعد وفاته 169
30 في امتحان الأوصياء في سبعة مواطن، وامتحن علي عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن وبعد وفاته مثلهن وبيانهن بالتفصيل 169
31 * الباب الثالث والستون * النوادر 188
32 التعبير والرد على مذاهب الأربعة العامة 193
33 * أبواب * * الباب الرابع والستون * ثواب ذكر فضائله والنظر إليها واستماعها، وان النظر إليه والى الأئمة من ولده صلوات الله عليهم عبادة 197
34 في أن النظر إلى علي عليه السلام والوالدين برأفة، والصحيفة، والكعبة، والعالم والأخ توده في الله عز وجل عبادة 198
35 * الباب الخامس والستون * انه صلوات الله عليه سبق الناس في الاسلام والايمان والبيعة والصلوات زمانا ورتبة وأنه الصديق والفاروق وفيه كثير من النصوص والمناقب 203
36 في أن عليا عليه السلام صلى مستخفيا مع النبي صلى الله عليه وآله سبع سنين، وأشعار الحميري 206
37 في أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بيعة خاصة وبيعة عامة 219
38 العلة التي من أجلها ورث علي عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله دون غيره 225
39 في ترتيب اسلام المسلمين والرد على من قال: أول من أسلم أبو بكر 230
40 فيما رواه العامة: بأن عليا عليه السلام أول من أسلم 248
41 تتميم وبحث وتحقيق من العلامة المجلسي قدس سره حول روايات الخاصة والعامة بأن عليا عليه السلام كان أول من أسلم 255
42 في سنه عليه السلام حين أظهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدعوة 256
43 في القدح على رواة العامة 266
44 الاستدلال بأشعار الشعراء بأن عليا عليه السلام كان أول من أسلم 275
45 في قول الناصبين: إن إيمان علي عليه السلام لم يقع على وجه المعرفة، والرد عليهم على ما قاله الشيخ المفيد رحمه الله 279
46 * الباب السادس والستون * مسابقته صلوات الله عليه في الهجرة على سائر الصحابة 290
47 في هجرته عليه السلام 290
48 فيما قاله ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام: فلا تبرءوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الايمان والهجرة 294
49 * الباب السابع والستون * أنه عليه السلام كان أخص الناس بالرسول صلى الله عليه وآله وأحبهم إليه، وكيفية معاشرتهما، وبيان حاله في حياة الرسول، وفيه أنه عليه السلام يذكر متى ما ذكر النبي (ص) 296
50 في أن النبي صلى الله عليه وآله أخذ عليا عليه السلام من أبي طالب في أزمة أصابت قريشا، وما قاله صلى الله عليه وآله وسلم لحمزة والعباس في هذه 296
51 في أن النبي صلى الله عليه وآله رخص لعلي عليه السلام وحده ان يجمع لولده محمد بن الحنفية بين اسمه وكنيته، وحرمهما على أمته من بعده إلا للمهدي عجل الله تعالى فرجه 306
52 فيما روته أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام 311
53 فيما روته عائشة في علي عليه السلام وأبيه وعمر وعثمان 315
54 في أن النبي صلى الله عليه وآله ينام بين علي عليه السلام وعائشة في لحاف واحد 316
55 في أن عليا عليه السلام اختلطت أمه برسول الله صلى الله عليه وآله إلى معد بن عدنان من ثلاث وعشرين قرابة من جهة الأمهات ولا أحد يشارك في ذلك، وكان صلى الله عليه وآله ابن عمه من وجهين 319
56 * الباب الثامن والستون * الاخوة وفيه كثير من النصوص 332
57 فيما قاله السيد المرتضى رحمه الله تعالى وإيانا: النص من النبي صلى الله عليه وآله على ضربين... 333
58 في أن النبي صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام صارا أخوين من ثلاثة أوجه 337
59 فيما أنشده علي عليه السلام لما آخاه رسول الله صلى الله عليه وآله 339
60 * الباب التاسع والستون * خبر الطير (المشوى) وأنه أحب الخلق إلى الله 350
61 في الطير المشوى أتاه جبرئيل، وقول النبي صلى الله عليه وآله لعائشة بعد أن تعللت في فتح الباب لعلي عليه السلام: ما هو بأول ضغن بينك وبين علي... إنك لتقاتلينه 350
62 فيما أجابه الشيخ المفيد رحمه الله عند اعتراض السائل بأن الخبر الطير من أخبار الآحاد 359
63 معنى: أحب الخلق إلى الله 360