بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ١١٠
السابق
إليكم طرفة عين قط لقد ضربت هذا الامر أنفه وعينه فما رأيته ينبغي لي أن أدفعهم إليك ولا إلى غيرك فخرج أبو مسلم بالكتاب وهو يقول: الآن طاب الضراب.
وكان جواب علي عليه السلام:
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فإن أخا خولان قدم علي بكتاب منك تذكر فيه محمدا صلى الله عليه وآله وما أنعم الله به عليه من الهدى والوحي فالحمد لله الذي صدق الوعد وأيده بالنصر ومكن له في البلاد وأظهر على أهل العداوة والشنآن من قومه الذين وثبوا عليه وشنفوا له وأظهروا تكذيبه وبارزوه بالعداوة وظاهروا على إخراجه وعلى إخراج أصحابه وأهله وألبوا عليه العرب وجامعوهم على حربه وجهدوا في أمره كل الجهد وقلبوا له الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون فكان أشد الناس عليه تأليبا وتحريضا أسرته والأدنى من قومه إلا من عصمه الله منهم.
يا ابن هند فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا ولقد قدمت فأفحشت إذ طفقت تخبرنا عن بلاء الله تبارك وتعالى في نبيه محمد صلى الله عليه وآله وفينا فكنت في ذلك كجالب التمر إلى هجر أو كداعي مسدده إلى النضال.
وذكرت أن الله تعالى اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الاسلام فكان أفضلهم كما زعمت في الاسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق ولعمري ذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله وإن نقص لم يلحقك ثلمه (1) وما أنت والصديق؟ فالصديق من صدق بحقنا وأبطل باطل عدونا! وما أنت والفاروق؟
فالفاروق من فرق بيننا وبين أعدائنا (2).

(١) الثلم: النقص والخلال.
(٢) كذا في طبع الكمباني من أصلي، ومن عدم وجود الكلام على هذا النسق في جميع المصادر في رسالة معاوية، وعدم وجود هذه القطعة بهذه الخصوصية في مصدري المصنف - كتاب صفين وشرح ابن أبي الحديد - وغيرهما يتبين جليا أن هاهنا زيد في جواب أمير المؤمنين عليه السلام ما ليس منه، ولأجل التوضيح نسوق حرفيا لفظي كتاب صفين وشرح ابن أبي الحديد، وهذا نصهما:
وذكرت أن الله تعالى اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الاسلام فكان أفضلهم - زعمت - في الاسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة وخليفة الخليفة....
ولفظتا " تعالى " واللام في قوله " ولرسوله " من شرح النهج فقط.
وفي بداية حرب صفين تحت الرقم (٣٥٩) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب أنساب الأشراف : ج 1، ص 366 من المخطوطة، وفي ط 1: ج 2، ص 279 ما هذا لفظه:
وذكرت أن الله جل ثناؤه وتباركت أسماؤه، اختار له من المؤمنين أعوانا أيده بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدم [قدر " خ "] فضائلهم في الاسلام فكان أفضلهم خليفته وخليفة خليفته من بعده، ولعمري إن مكانهما... ".
وفي كتاب العسجدة في الخلفاء تحت الرقم (11) منه من العقد الفريد: ج 3، ص 107، ط 2 ما هذا نصه:
وذكرت أن الله اختار [له] من المسلمين أعوانا أيده بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الاسلام فكان أفضلهم - بزعمك - في الاسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة وخليفة الخليفة...
فظهر مما ذكرناه أن ما ذكرها هنا في أصلي المطبوع غير موجود في مصدره المأخوذ منه ولا في غيره من المصادر القديمة فلا اعتبار له. وعلى فرض ثبوت مصدر معتبر له أيضا لا يدل على مدح لأنه حكاية كلام لمعاوية مقرونة بالرد.
(١١٠)
التالي
الاولى ١
٦٤٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 3
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 35
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 44
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 52
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 155
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 212
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 224
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 232
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 287
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 315
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 333
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 395
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 410
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 418
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 425
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 429
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 452
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 518
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 519