بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٣٦٣
السابق
زحفا وصفا صفا بعض هلك وبعض نجا لا يبشرون بالاحياء ولا يعزون عن الموتى مره العيون من البكاء خمص البطون من الصيام ذبل الشفاه من الدعاء صفر الألوان من السهر على وجوههم غبرة الخاشعين أولئك إخواني الذاهبون فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم.
إن الشيطان يسني لكم طرقه ويريد أن يحل دينكم عقدة عقدة ويعطيكم بالجماعة الفرقة وبالفرقة الفتنة فاصدفوا عن نزعاته ونفثاته واقبلوا النصيحة ممن أهداها إليكم واعقلوها على أنفسكم.
إيضاح: قوله عليه السلام: " هذا جزاء من ترك العقدة " أي الرأي والحزم وقيل مراده عليه السلام هذا جزاؤكم حين تركتم الرأي الأصوب فيكون هذا إشارة إلى حيرتهم التي دل عليها قولهم: " فما ندري أي الامرين أرشد " فيكون ترك العقدة منهم لا منه عليه السلام.
ويمكن حمله على ظاهره الألصق بقوله عليه السلام بعد ذلك " حملتكم على المكروه " الخ ولا يلزم خطاؤه كما توهمه الخوارج بأن يكون المراد كان هذا جزائي حين تركت العقدة أي هذا مما يترتب على ترك العقدة وإن كان تركها اضطرارا لا اختيارا ولا عن فساد رأي كما يدل عليه صريح قوله عليه السلام بعد ذلك " ولكن بمن وإلى من " فإن ترك الأصلح إذا لم يمكن العمل بالأصلح مما لا فساد فيه، ولا ريب في عدم إمكان حربه عليه السلام بعد رفعهم المصاحف وافتراق أصحابه.
قوله عليه السلام " على المكروه " أي الحرب إشارة إلى قوله تعالى:
* (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) * والمكروه مكروه لهم لا له عليه السلام.
قوله " وإن اعوججتم " لعل المراد بالاعوجاج اليسير من العصيان لا الاباء
(٣٦٣)
التالي
الاولى ١
٦٤٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 3
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 35
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 44
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 52
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 155
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 212
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 224
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 232
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 287
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 315
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 333
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 395
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 410
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 418
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 425
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 429
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 452
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 518
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 519