بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥٥٤
السابق
والخروج إلى الله عز وجل الذ عندي من شربة ظمآن ونوم وسنان، ولكني صبرت وفي المصدر (1) بلابل (2)، وفي النفس وساوس، [فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون] (3)، ولقديما ظلم الأنبياء، وقتل الأولياء قديما في الأمم الماضية والقرون الخالية [فتربصوا حتى يأتي الله بأمره] (4)، وبالله أحلف - يا بن عباس - انه كما فتح بنا يختم بنا، وما أقول لك إلا حقا.
يا بن عباس! إن الظلم يتسق (5) لهذه الأمة ويطول الظلم، ويظهر الفسق، وتعلو كلمة الظالمين، ولقد أخذ الله على أولياء الدين أن لا يقاروا أعداءه (6)، بذلك أمر الله في كتابه على لسان الصادق رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
[تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان] (7).
يا بن عباس! ذهب الأنبياء فلا ترى نبيا، والأوصياء ورثتهم، عنهم أخذوا (8) علم الكتاب، وتحقيق الأسباب، قال الله عز وجل: [وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله] (9)، فلا يزال الرسول باقيا ما نفدت (10) أحكامه، وعمل بسنته، وداروا حول أمره (11) ونهيه، وبالله أحلف - يا بن عباس - لقد نبذ الكتاب، وترك قول الرسول إلا ما لا يطيقون تركه من حلال وحرام، ولم

(١) في المصدر: وفي الصدور.
(٢) ذكر في مجمع البحرين ٥ / ٣٢٥ ان البلابل بمعنى الهموم والأحزان.
(٣) يوسف: ١٨.
(٤) التوبة: ٢٤.
(٥) الاتساق: الانتظام، كما نص عليه في الصحاح ٤ / ١٥٦٦ وغيرها.
(٦) قال في الصحاح ٢ / ٧٩٠: قاره: قر معه وسكن.
(٧) المائدة: ٢. وفي المصدر زيادة: الآية، بعد كلمة: العدوان.
(٨) لا يوجد لفظ: أخذوا، في المصدر.
(٩) آل عمران: ١٠١. ولم تذكر الواو في أول الآية، في المصدر.
(10) كذا، ولعل الأظهر بالذال المعجمة.
(11) في المصدر: ودار أحوال أمره.
(٥٥٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685