بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥٢٤
السابق
للخلافة بالأرض الخشناء في ناحية الطريق المستوي، وتشبيه الخلافة بالراكب السائر فيها أو بالناقة.. أي أخرجها عن مسيرها المستوي وهو من يستحقها إلى تلك الناحية الحزنة، فيكثر عثارها، أو عثار مطيتها (1) فيها، فاحتاجت إلى الاعتذار من عثراتها الناشئة من خشونة الناحية، وهو في الحقيقة اعتذار من الناحية، فالعاثر والمعتذر حينئذ هي الخلافة توسعا، والضمير المجرور في (منها) راجع إلى الحوزة أو إلى العثرات المفهومة من كثرة العثار، ومن صلة للاعتذار أو للصفة المقدرة صفة (2) للاعتذار، أو حالا عن (يكثر).. أي الناشئ أو ناشئا منها، وعلى ما في كثير من النسخ يكون الظرف المتضمن لضمير الموصوف أعني فيها محذوفا، والعثار والاعتذار على النسختين إشارة إلى الخطأ في الاحكام وغيرها، والرجوع عنها كقصة الحاملة والمجنونة وميراث الجد.. وغيرها (3).
وفي الاحتجاج (4): فصيرها والله (5) في ناحية خشناء، يجفو مسها، ويغلظ كلمها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها حزم (6)، وإن أسلس لها تقحم، يكثر فيها العثار، ويقل فيها الاعتذار (7)...
فالمعنى انه كان يعثر كثيرا ولا يعتذر منها لعدم المبالاة، أو للجهل، أو لأنه لم يكن لعثراته عذر حتى يعتذر، فالمراد بالاعتذار إبداء العذر ممن كان معذورا ولم يكن مقصرا.

(١) في (س): مطيها.
(٢) لا توجد: صفة، في (ك).
(٣) جاء بألفاظ متقاربة ذكرها ابن ميثم في شرحه على نهج البلاغة ١ / 258 - 259.
(4) الاحتجاج: 192 [النجف 1 / 284 - 285].
(5) لا يوجد لفظ الجلالة في الطبعتين من الاحتجاج، وجاء في الأمالي للشيخ الطوسي 1 / 383، والارشاد للمفيد: 153.. وجملة من المصادر.
(6) في المصدر: خرم.
(7) في المصدر بتقديم جملة: ويكثر العثار فيها والاعتذار منها، على قوله: فصاحبها كراكب.. إلى آخره.
(٥٢٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685