بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥١٨
السابق
ويروى أن حيان عاتب الأعشى في نسبته إلى أخيه فاعتذر بأن الروي اضطرني إلى ذلك فلم يقبل عذره (1).
ومعنى البيت - كما أفاده السيد المرتضى رضي الله عنه (2) - اظهار البعد بين يومه ويوم حيان لكونه في شدة من حر الهواجر (3)، وكون حيان في راحة وخفض، وكذا غرضه عليه السلام بيان البعد بين يومه صابرا على القذى والشجى وبين يومهم فائزين بما طلبوا من الدنيا، وهذا هو الظاهر المطابق للبيت التالي له، وهو مما تمثل به عليه السلام - على ما في بعض النسخ - وهو قوله:
أرمي بها البيد إذا هجرت * وأنت بين القرو والعاصر (4) والبيد - بالكسر -: جمع البيداء وهي المفازة (5)، والتهجير: السير في الهاجرة، وهي نصف النهار عند شدة الحر (6)، والقرو: قدح من الخشب (7)، وقيل: إناء صغير أو إجانة للشرب (8)، والعاصر: الذي يعصر العنب للخمر (9).. أي أنا في شدة حر الشمس أسوق ناقتي في الفيافي (10) وأنت في عيش

(١) وقال له: والله لا نازعتك كأسا ابدا ما عشت، كما صرح بذلك ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ١ / ١٦٧.
(٢) رسائل الشريف المرتضى ٢ / ١١٠، وحكاه عنه ابن ميثم في شرحه على نهج البلاغة ١ / ٢٥٧.
أقول: وقد شرح الخطبة الشقشقية السيد المرتضى كما جاء في رسائله ٢ / ١٠٧ - ١١٤، فراجع.
(٣) الهواجر: جمع الهاجرة، وهي نصف النهار عند اشتداد الحر، قاله في مجمع البحرين ٣ / ٥١٦.
(٤) لم يرد هذا البيت في ديوان الأعشى. وجاء في اللسان ٢ / ٣٤، وروايته: ارمي بها البيداء إذا عرضت.
(٥) كما ذكره في القاموس ١ / ٢٧٩، والصحاح ٢ / ٤٥٠.
(٦) قاله في الصحاح ٢ / ٨٥١، والنهاية ٥ / ٤٤٦، وغيرهما.
(٧) صرح به في الصحاح ٦ / ٢٤٦٠، والنهاية ٤ / ٥٧.
(٨) جاء في القاموس ٤ / ٣٧٧، وغيره.
(٩) نص عليه في مجمع البحرين ٣ / ٤٠٦.
(١٠) قال في النهاية 3 / 485: الفيافي: هي البراري الواسعة، جمع فيفاء. وقال في مجمع البحرين 5 / 107: الفيفاء: الصخرة الملساء والجمع فيافي - كصحاري -.
(٥١٨)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685