بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥١٤
السابق
أهلا لها كنت متفكرا مرددا بين قتالهم بلا أعوان وبين معاينة الخلق على جهالة وضلالة وشدة.
يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه..
يقال: هرم - كفرح - أي بلغ أقصى الكبر (1)، والشيب - بالفتح - بياض الشعر (2)، والكدح: الكد والعمل والسعي (3)، والجمل الثلاثة أوصاف للطخية (4) العمياء، وايجابها لهرم الكبير وشيب الصغير إما لكثرة الشدائد فيها، فإنها مما يسرع بالهرم والشيب، أو لطول مدتها وتمادي أيامها ولياليها، أو للامرين جميعا، وعلى الوجهين الأولين فسر قوله تعالى: [يوما يجعل الولدان شيبا] (5). وكدح المؤمن يمكن أن يراد به لازمه أعني التعب ومقاساة الشدة في الوصول إلى حقه..
وقيل: يسعى فلا يصل إلى حقه، فالكدح بمعناه.
وقيل: المراد به أن المؤمن المجتهد في الذب عن الحق والامر بالمعروف يسعى فيه ويكد ويقاسي الشدايد حتى يموت.
وفي رواية الشيخ (6) والطبرسي (7): يرضع فيها الصغير ويدب فيها الكبير..
وهو كناية عن طول المدة - أيضا - أي يمتد إلى أن يدب كبيرا من كان يرضع صغيرا، يقال: دب يدب دبيبا: اي مشى على هنيئة (8).
فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحق

(١) صرح بذلك في لسان العرب ١٢ / ٦٠٧، والقاموس ٤ / ١٨٩.
(٢) كما جاء في مجمع البحرين ٢ / ٩٥، والصحاح ١ / ١٥٩، وغيرهما.
(٣) كذا قال في مجمع البحرين ٢ / ٤٠٦، والصحاح ١ / ٣٩٨.
(٤) في (ك): المطخية.
(٥) المزمل: ١٧.
(٦) أمالي الشيخ الطوسي ١ / ٣٨٢ وفيه: ضيع فيها الصغير و.. إلى آخره.
(٧) الاحتجاج: ١٩١ [النجف ١ / ٢٨٣] وفيه: يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير..
(٨) قاله في القاموس ١ / ٦٤، ولسان العرب ١ / 369. وفي (ك): هينته.
أقول: الهنيئة: التؤدة والرفق، انظر: القاموس 4 / 278 و 3 / 384.
(٥١٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685