بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٨٨
السابق
لغضبها عليهما في منع فدك (1) وغيره من أعظم الطعون عليهما.
وأجاب عنه قاضي القضاة في المغني (2) بأنه قد روي أن أبا بكر هو الذي صلى على فاطمة عليها السلام وكبر أربعا، وهذا أحد ما استدل به كثير من الفقهاء (3) في التكبير على الميت، ولا يصح أنها دفنت ليلا، وإن صح ذلك فقد دفن رسول الله صلى الله عليه وآله ليلا، وعمر دفن ليلا (4)، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يدفنون بالنهار ويدفنون بالليل، فما في هذا مما (5) يطعن به، بل الأقرب في النساء أن دفنهن ليلا أستر وأولى بالسنة (6).
ورد عليه السيد الاجل في الشافي (7): بأن ما ادعيت من أن أبا بكر هو الذي صلى على فاطمة عليها السلام وكبر أربعا، وان كثيرا من الفقهاء يستدلون به في التكبير على الميت فهو شئ ما سمع إلا منك، وإن كنت تلقيته عن غيرك فممن يجري مجراك في العصبية، وإلا فالروايات المشهورة وكتب الآثار والسير خالية من ذلك، ولم يختلف أهل النقل في أن أمير المؤمنين عليه السلام صلى (8) على فاطمة عليها السلام إلا رواية شاذة نادرة وردت بأن العباس صلى عليها (9).
روى الواقدي (10) بإسناده عن عكرمة قال: سألت ابن العباس: متى دفنت (11) فاطمة عليها السلام؟ قال: دفناها بليل بعد هدأة. قال: قلت: فمن

(1) فصلها الشيخ الأميني في غديره في أكثر من مكان، انظر مثلا: 7 / 229.
(2) المغني، الجزء العشرون، القسم الأول: 335، باختلاف أشرنا لبعضه.
(3) في المغني: إن أبا بكر صلى على فاطمة (ع) وكبر عليها أربعا، هذا أحد ما يستدل به الفقهاء.
(4) في المصدر: ودفن عمر ابنه ليلا.
(5) جاء في طبعة كمباني: ما، بدلا من: مما.
(6) جاء في المغني: فما في هذا من الطعن، بل الأقرب ان دفنهم ليلا أستر وأقرب إلى السنة.
(7) الشافي: 239 - حجرية - [الطبعة الجديدة 4 / 113 - 115]، باختلاف يسير.
(8) في المصدر: هو الذي صلى..
(9) كما ذكره سيدنا المرتضى علم الهدى في الشافي 4 / 113، وكذا كل الذي جاء بعد هذا.
(10) لعله جاء في كتابه الجمل الذي لا نعلم بطبعه ولم نحصل على نسخته.
(11) في الشافي: دفنتم.
(٣٨٨)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685