بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٧٧
السابق
التنويه (1) والهيبة، ثم لم يمنعه ذلك أن قال - معتذرا أو متقربا، كلام المعظم لحقها، المكبر لقيامها (2)، والصائن لوجهها، والمتحنن عليها -: ما أحد أعز علي منك فقرا، ولا أحب إلي منك غنى، ولكن (3) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة!.
قيل لهم: ليس ذلك بدليل على البراءة من الظلم، والسلامة من الجور (4)، وقد يبلغ من مكر الظالم ودهاء الماكر إذا كان أريبا (5) وللخصومة معتادا أن يظهر كلام المظلوم وذلة المنتصف (6)، وجدة الوامق (7)، ومقة المحق، وكيف جعلتم ترك النكير حجة قاطعة، ودلالة واضحة؟! وقد زعمتم أن عمر قال على منبره: متعتان كان (8) على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله: متعة النساء ومتعة الحج، أنا أنهي عنهما وأعاقب عليهما (9)، فما وجدتم أحدا أنكر قوله، ولا استشنع مخرج نهيه، ولا خطأه في معناه، ولا تعجب منه ولا استفهمه!.

(١) في شرح النهج والغدير: الرفعة، بدلا من: التنوية.
(٢) في الشافي وبقية المصادر: لمقامها، وهو الظاهر.
(٣) في شرح النهج: ولكني.
(٤) في الشافي: العمد، بدلا من: الجور.
(٥) في الشافي: أديبا.
(٦) قال في تاج العروس في مادة نصف: يقال انتصف منه: إذا استوفى حقه منه كاملا حتى صار كل على النصف سواء.
(٧) في المصادر: وحدب الوامق، قال في الصحاح ١ / ١٠٨: حدب عليه وتحدب عليه: تعطف عليه، وقال في القاموس ٣ / ٢٩٠: ومقه - كورثه - ومقا ومقة: أحبه فهو وامق.
(٨) في المصادر: كانتا، وهو الظاهر.
(٩) هذه من الروايات المستفيضة عند القوم إن لم نقل إنها متواترة إجمالا - لا معنى -، انظر عنها: البيان والتبيين للجاحظ ٢ / ٢٢٣، وأحكام القرآن للجصاص ١ / ٣٤٢ و ٣٤٥، ٢ / ١٨٤، تفسير القرطبي ٢ / ٣٧٠، تفسير الفخر الرازي ٢ / ١٦٧ و ٣ / ٢٠١ و ٢٠٢، كنز العمال ٨ / ٢٩٣، وانظر: بألفاظ مقاربة في الدر المنثور ٢ / 140 وغيره، وسنوافيك بمصادر اخر في محلها المناسب بإذن الله تعالى.
(٣٧٧)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685