بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٦٠
السابق
والأولى أن يقال في الجواب، انه لم تكن التهمة لأجل أن له حصة (1) في التركة، بل لأنه كان يريد أن يكون تحت يده، ويكون حاكما فيه يعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء.
ويؤيده قوله أبي بكر - فيما رواه في جامع الأصول (2) من سنن أبي داود (3) - عن أبي الطفيل قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها من أبيها، فقال لها:
سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] يقول: إن الله إذا أطعم نبيا طعمة فهو للذي يقوم من بعده.
ولا ريب في أن ذلك مما يتعلق به الأغراض، ويعد من جلب المنافع، ولذا لا تقبل شهادة الوكيل فيما هو وكيل فيه والوصي فيما هو وصي فيه.
وقد ذهب قوم إلى عدم جواز الحكم بالعلم مطلقا، لأنه مظنة التهمة، فكيف إذا قامت القرائن عليه من عداوة ومنازعة وإضعاف جانب و.. نحو ذلك؟.
والعجب أن بعضهم في باب النحلة منعوا - بعد تسليم عصمة فاطمة عليها السلام - جواز الحكم بمجرد الدعوى وعلم الحاكم بصدقها، وجوزوا الحكم بأن التركة صدقة للعلم بالخبر مع معارضته للقرآن، وقيام الدليل على كذبه.
الثاني: أن الخبر معارض (4) للقرآن لدلالة الآية في شأن زكريا عليه السلام وداود عليه السلام على الوراثة، وليست الآية عامة حتى يخصص بالخبر، فيجب طرح الخبر.
لا يقال: إذا كانت الآية خاصة فينبغي تخصيص الخبر بها، وحمله على غير

(1) في (ك): حضة، ولا معنى لها هنا.
(2) جامع الأصول 9 / 639، حديث 7440.
(3) سنن ابن داود 3 / 144، حديث 2973.
(4) في حاشية (ك): خ. ل: مناقض، ولم يعلم عليها، ولعل محلها هنا.
(٣٦٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685