بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٨٠
السابق
شيئا فريا.. أي أمرا عظيما (1) بديعا، وقيل: أي أمرا منكرا قبيحا، وهو مأخوذ من الافتراء بمعنى الكذب (2).
واعلم: أنه قد وردت الروايات المتضافرة - كما ستعرف - في أنها عليها السلام ادعت أن فدكا كانت نحلة لها من رسول الله صلى الله عليه وآله، فلعل عدم تعرضها صلوات الله عليها في هذه الخطبة لتلك الدعوى ليأسها عن قبولهم إياها، إذ كانت الخطبة بعد ما رد أبو بكر شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ومن شهد معه، وقد كانت (3) المنافقون الحاضرون معتقدين لصدقه، فتمسكت بحديث الميراث لكونه من ضروريات الدين.
وزعمتم أن لا حظوة لي.. الحظوة - بكسر الحاء وضمها وسكون الضاء المعجمة -: المكانة والمنزلة (4)، ويقال: حظيت المرأة عند زوجها إذا دنت من قلبه (5).
وفي الكشف: فزعمتم أن لاحظ لي ولا إرث لي من أبيه، أفحكم الله بآية أخر أبي منها؟! أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان؟! أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي؟! [أفحكم الجاهلية..] (6) الآية.
أيها معاشر المسلمة، أأبتز إرثيه؟ الله ان ترث أباك ولا أرث أبيه [لقد جئت شيئا فريا] (7).
فدونكها مخطومة مرحولة.. الضمير راجع إلى فدك المدلول عليها بالمقام،

(١) إلى هنا ما ذكره في مجمع البحرين ١ / ٣٢٩، والصحاح ٦ / ٢٤٥٤، والقاموس ٤ / ٣٧٤، وتاج العروس ١٠ / ٢٧٩، ولسان العرب ١٥ / ١٥٤.
(٢) من قوله: أمرا عظيما، إلى قوله: الكذب، جاء بنصه في مجمع البيان ٦ / ٥١٢.
(٣) كذا.
(٤) كما في القاموس ٤ / ٣١٨، ونص عليه في لسان العرب ١٤ / ١٨٥، ومجمع البحرين ١ / ١٠٣.
(٥) ذكره في مجمع البحرين ١ / ١٣٠، والنهاية ١ / ٤٠٥، وغيرهما.
(٦) المائدة: ٥٠.
(٧) مريم: ٢٧.
(٢٨٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685