بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٢٥
السابق
وأنتم (1) في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكفون الاخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرون عند (2) القتال، فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسيكة (3) النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، واطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة (4) فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم (5) فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، وأوردتم غير شربكم (6)، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة [ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين] (7)، فهيهات منكم! وكيف بكم؟! وأنى تؤفكون؟ وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، قد (8) خلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون (9)..؟، أم بغيره تحكمون؟! [بئس للظالمين بدلا] (10)، [ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين] (11)، ثم (12) لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها، ويسلس قيادها،

(١) في الاحتجاج زيادة: لا تأخذه في الله لومة لاثم، قبل كلمة: وأنتم.
(٢) في المصدر: من، بدلا من: عند.
(٣) في الاحتجاج: حسكة.
(٤) في المصدر: وللعزة.
(٥) في طبعة النجف من الاحتجاج: احشمكم، وما في المتن أظهر.
(٦) في المصدر: ووردتم غير مشربكم.
(٧) التوبة: ٤٩.
(٨) في الاحتجاج: وقد.
(٩) في (ك) نسخة بدل: تدبرون.
(١٠) الكهف: ٥٠.
(١١) آل عمران: ٨٥.
(12) لا توجد ثم في (ك).
(٢٢٥)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق 3
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 45
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 109
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 118
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 120
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 132
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 139
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 144
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 253
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 372
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 379
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 383
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 388
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 432
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 453
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 514
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 532
19 شكايته من الغاصبين 584
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 682
21 حكاية أخرى 683
22 تتميم 685