بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٤٤
السابق
وعليا صلوات الله عليهما ففوض إليهما فخلقا ورزقا وأماتا وأحييا (1)، فقال عليه السلام:
كذب عدو الله إذا انصرفت إليه فاتل عليه (2) هذه الآية التي في سورة الرعد: " أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار " (3).
فانصرفت إلى الرجل فأخبرته فكأني ألقمته حجرا، (4) أو قال: فكأنما خرس.
وقد فوض الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وآله أمر دينه فقال عز وجل " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (5) وقد فوض ذلك إلى الأئمة عليهم السلام، وعلامة المفوضة والغلاة وأصنافهم نسبتهم مشايخ قم وعلمائهم إلى القول بالتقصير.
وعلامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلي بالعبادة مع تركهم الصلاة (6) وجميع الفرائض ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى، ودعوى انطباع الحق لهم وأن الولي إذا خلص وعرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياء عليهم السلام، ومن علامتهم دعوى علم الكيميا ولم يعلموا منه إلا الدغل وتنفيق الشبه والرصاص على المسلمين (7).
أقول: قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرح هذا الكلام: الغلو في اللغة هو تجاوز الحد والخروج عن القصد، قال الله تعالى: " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق " (8) الآية، فنهى عن تجاوز الحد في المسيح وحذر من الخروج عن القصد في القول، وجعل ما ادعته النصارى (9) غلوا لتعدية

(١) وفي المصدر: ثم فوض الامر إليهما فخلقا ورزقا وأحييا واماتا.
(٢) في المصدر: إذا رجعت إليه فاقرأ.
(٣) الرعد: ١٦.
(٤) في المصدر: فأخبرته بما قال الصادق عليه السلام فكأنما ألقمته حجرا.
(٥) الحشر: ٧.
(٦) في المصدر: مع تدينهم بترك الصلاة.
(٧) إعتقادات الصدوق، ١٠٩ - ١١١.
(٨) النساء: ١٧٠.
(9) في المصدر: ما ادعته النصارى فيه.
(٣٤٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 3
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 38
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 49
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 102
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 106
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 107
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 112
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 117
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 177
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 193
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 214
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 248
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 251
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 263
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 330
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 352
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 354
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 366