بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٦ - الصفحة ٢١
السابق
وقراءة الكتب وحفظها فإن ذلك تقليد، وإنما العلم ما يفيض من عند الله سبحانه على قلب المؤمن يوما فيوما وساعة فساعة فيكشف به من الحقائق ما تطمئن به النفس وينشرح له الصدر ويتنور به القلب، والحاصل أن ذلك مؤكد ومقرر لما علم سابقا يوجب مزيد الايمان واليقين والكرامة والشرف بإفاضة العلم عليهم بغير واسطة المرسلين.
الثاني: أن يفيض عليهم (عليهم السلام) تفاصيل عندهم مجملاتها وإن أمكنهم استخراج التفاصيل مما عندهم من أصول العلم ومواده.
الثالث: أن يكون مبنيا على البداء فإن فيما علموا سابقا ما يحتمل البداء و التغيير فإذا ألهموا بما غير من ذلك بعد الإفاضة على أرواح من تقدم من الحجج أو اكد ما علموا بأنه حتمي لا يقبل التغيير كان ذلك أقوى علومهم وأشرفها.
الرابع كما هو (1) أقوى عندي وهو أنهم (عليهم السلام) في النشأتين سابقا على الحياة البدني ولاحقا بعد وفاتهم يعرجون في المعارف الربانية الغير المتناهية على مدارج الكمال، إذ لا غاية لعرفانه تعالى وقربه، ويظهر ذلك من كثر من الاخبار.
وظاهر أنهم إذا تعلموا في بدو إمامتهم علما لا يقفون في تلك المرتبة ويحصل لهم بسبب مزيد القرب والطاعات زوائد العلم والحكم والترقيات في معرفة الرب تعالى وكيف لا يحصل لهم ويحصل ذلك لسائر الخلق مع نقص قابليتهم واستعدادهم؟ فهم عليهم السلام أولى بذلك وأحرى.
ولعل هذا أحد وجوه استغفارهم وتوبتهم في كل يوم سبعين مرة وأكثر، إذ عند عروجهم إلى كل درجة رفيعة من درجات العرفان يرون أنهم كانوا في المرتبة السابقة في النقصان فيستغفرون منها ويتوبون إليه تعالى، وهذه جملة ما حل في حل هذا الاشكال ببالي، وأستغفر الله مما لا يرتضيه من قولي وفعالي.
8 - بصائر الدرجات: الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه علي بن النعمان عن بكر بن كرب قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعناه يقول: أما والله إن عندنا ما لا نحتاج إلى

(1) في نسخة: [لما هو] ولعله مصحف: ما هو أقوى.
(٢١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 13 - باب نادر في معرفتهم صلوات الله عليهم بالنورانية، وفيه جمل من فضائلهم عليهم السلام 3
3 * أبواب علومهم عليهم السلام * 1 - باب جهات علومهم عليهم السلام وما عندهم من الكتب، وأنه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم 20
4 2 - باب أنهم عليهم السلام محدثون مفهمون وأنهم بمن يشبهون ممن مضى والفرق بينهم وبين الأنبياء عليهم السلام 68
5 3 - باب أنهم عليهم السلام يزادون، ولولا ذلك لنفد ما عندهم، وأن أرواحهم تعرج إلى السماء في ليلة الجمعة 88
6 4 - باب أنهم عليهم السلام لا يعلمون الغيب ومعناه 100
7 5 - باب أنهم عليهم السلام خزان الله على علمه وحملة عرشه 107
8 6 - باب أنهم عليهم السلام لا يحجب عنهم علم السماء والأرض والجنة والنار، وأنه عرض عليهم ملكوت السماوات والأرض ويعلمون علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة 111
9 7 - باب أنهم عليهم السلام يعرفون الناس بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق وعندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم وأعدائهم وأنه لا يزيلهم خبر مخبر عما يعلمون من أحوالهم 119
10 8 - باب أن الله تعالى يرفع للامام عمودا ينظر به إلى أعمال العباد 134
11 9 - باب أنه لا يحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم وما تحتاج إليه الأمة من جميع العلوم، وأنهم يعلمون ما يصيبهم من البلايا ويصبرون عليها، ولو دعوا الله في دفعها لأجيبوا، وأنهم يعلمون ما في الضمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد 139
12 10 - باب في أن عندهم كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في الأرض 157
13 11 - باب أن مستقى العلم من بيوتهم وآثار الوحي فيها 159
14 12 - باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء، وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء عليهم السلام، وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله، ولا يبقى الأرض بغير عالم 161
15 13 - باب آخر في أن عندهم صلوات الله عليهم كتب الأنبياء عليهم السلام يقرؤنها على اختلاف لغاتها 182
16 14 - باب أنهم عليهم السلام يعلمون جميع الألسن واللغات ويتكلمون بها 192
17 15 - باب أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام 196
18 16 - باب ما عندهم من سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وآثاره وآثار الأنبياء صلوات الله عليهم 203
19 17 - باب أنه إذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه 225
20 * أبواب * * سائر فضائلهم ومناقبهم وغرائب شؤنهم صلوات الله عليهم * * عناوين الأبواب * 1 - باب ذكر ثواب فضائلهم وصلتهم وإدخال السرور عليهم والنظر إليهم 229
21 2 - باب فضل إنشاد الشعر في مدحهم، وفيه بعض النوادر 232
22 3 - باب عقاب من كتم شيئا من فضائلهم أو جلس في مجلس يعابون فيه أو فضل غيرهم عليهم من غير تقية، وتجويز ذلك عند التقية والضرورة 234
23 4 - باب النهي عن أخذ فضائلهم من مخالفيهم 241
24 5 - باب جوامع مناقبهم وفضائلهم عليهم السلام 242
25 6 - باب تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم 269
26 7 - باب أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين 321
27 8 - باب فضل النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم على الملائكة وشهادتهم بولايتهم 337
28 9 - باب أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم، وأنهم يرونهم صلوات الله عليهم أجمعين 353