بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٧١
السابق
وفاتهما الحكمة، فحقهما حق الحياة الروحانية، فإن حياة الروح بالعلم والحكمة، وحق والدي الجسم لمدخليتهما في الحياة الجسمانية منقضية بالموت، وتلك باقية أبدية، وميراث الأخيرين المال الذي لا ينتفع به إلا في الحياة الفانية، وميراث الأولين العلم والحكمة الباقيان في ملك الأبد، فهما أولى بالذكر والشكر والطاعة، والدليل على ذلك، أي على أن المراد بالوالدين النبي والوصي صلى الله عليهما لفظ الوالدين، فإن المجاز في التغليب ليس بأولى من المجاز في أصل الكلمة، والمرجحات المذكورة ترجح الثاني، فالحمل عليه أظهر، و يحتمل إرجاع الإشارة إلى كون المصير إلى الله أو كيفيته، وعلى التقادير قوله:
" حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين " يأبى عن هذا التأويل، ويمكن أن يتكلف بوجوه:
الأول أن تكون جملة " حملته أمه " معترضة لبيان أشدية حق الوالدين في العلم على والدي النسب بأن لهما مدخلية في التربية في زمان قليل في قوام البدن الفاني، والوالدان الروحانيان حقوقهما باقية عليه ما بقي الدنيا وفي الآخرة أبدا.
والثاني أن يراد بالوالدين أولا المعنى الحقيقي، وثانيا المعنى المجازي بتقدير عطف أو فعل، بأن يكون الباء في " بوالديه " سببية لا صلة، أي وصيناه بسبب رعاية والديه الجسمانيين، ووجوب رعايتهما عقلا ونقلا الشكر لوالديه الروحانيين، فإنهما أحرى بذلك، ويؤيده ضم الشكر لله في الثاني دون الأول.
الثالث أن يكون ظهر الآية للوالدين الجسمانيين، وبطنهما للروحانيين بتوسط أنهما أحق بذلك، وهذا وجه قريب يجري في كثير من التأويلات الواردة في الآيات، ثم عطف القول: أي صرف الكلام. ابن حنتمة: وهو عمر، وصاحبه أبو، بكر قال الفيروزآبادي: حنتمة بنت ذي الرمحين أم عمر بن الخطاب.
قوله عليه السلام: في الخاص والعام، أي الخطاب متوجه إلى الرسول حيث جادلوه في الوصية إلى أمير المؤمنين عليه السلام، ويعم الخطاب أيضا كل من كلفاه
(٢٧١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 3
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 59
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 68
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 78
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 97
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 101
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 106
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 169
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 174
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 190
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 208
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 214
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 230
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 256
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 259
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 275
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 285
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 306
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 327
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 335
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 356
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 393