بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٢٦٢
السابق
كما لا يجوز أن يقال: أنت خير الآلهة، لما لم يكن غيره إلها " قال الله " مجيبا له إلى ما التمسه: " إني منزلها " يعني المائدة " عليكم فمن يكفر بعد منكم " أي بعد إنزالها عليكم " فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين " قيل في معناه أقوال:
أحدها: أراد عالمي زمانهم (1) فجحد القوم وكفروا بعد نزولها فمسخوا قردة و خنازير، عن قتادة، وروي عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنهم مسخوا خنازير.
وثانيها أنه أراد عذاب الاستيصال.
وثالثها: أنه أراد جنسا من العذاب لا يعذب به أحدا غيرهم، وإنما استحقوا هذا النوع من العذاب بعد نزول المائدة لأنهم كفروا بعد ما رأوا الآية التي هي من أزجر الآيات عن الكفر بعد سؤالهم لها، فاقتضت الحكمة اختصاصهم بفن من العذاب عظيم الموقع، كما اختصت آيتهم بفن من الزجر عظيم الموقع.
القصة. اختلف العلماء في المائدة هل نزلت أم لا؟ فقال الحسن ومجاهد: إنها لم تنزل، وإن القوم لما سمعوا الشرط استعفوا من نزولها، وقالوا: لا نريدها ولا حاجة لنا فيها، فلم تنزل، والصحيح أنها نزلت لقوله سبحانه: " إني منزلها عليكم " ولا يجوز أن يقع في خبره الخلف، ولان الاخبار قد استفاضت عن النبي والصحابة والتابعين في أنها نزلت، قال كعب: إنها نزلت يوم الأحد، ولذلك اتخذه النصارى عيدا، واختلفوا في كيفية نزولها وما عليها، فروي عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: نزلت المائدة خبزا ولحما، وذلك أنهم سألوا عيسى عليه السلام طعاما لا ينفد يأكلون منها، قال: فقيل لهم:
فإنها مقيمة لكم ما لم تخونوا أو تخبؤوا (2) وترفعوا، فإن فعلتم ذلك عذبتم، قال:
فما مضى يومهم حتى خبؤوا ورفعوا وخانوا.
وقال ابن عباس: إن عيسى بن مريم قال لبني إسرائيل: صوموا ثلاثين يوما، ثم سلوا الله ما شئتم يعطكموه، (3) فصاموا ثلاثين يوما، فلما فرغوا قالوا: يا عيسى إنا لو عملنا

(1) في المصدر: إنه أراد عالمي زمانه.
(2) في المصدر: وتخبؤوا.
(3) في المصدر: ثم اسألوا الله ما شئتم يعطيكم.
(٢٦٢)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 3
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 21
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 35
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 51
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 67
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 87
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 92
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 100
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 111
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 132
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 137
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 145
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 150
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 163
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 165
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 193
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 208
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 232
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 272
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 274
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 285
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 336
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 337
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 347
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 353
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 381
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 409
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 440
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 447
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 450
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 453
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 488
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 515