بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٩
السابق
تعالى، فقال: " بإذن الله " ليعلم أنه فعله تعالى (1) وليس بفعل عيسى عليه السلام، وفي التفسير: أنه صنع من الطين كهيئة الخفاش، ونفخ فيه فصار طائرا " وأبرئ الأكمه " أي الذي ولد أعمى، عن ابن عباس وقتادة، وقيل: هو الأعمى، عن الحسن والسدي " والأبرص " الذي به وضح.
قال وهب: وربما اجتمع على عيسى عليه السلام من المرضى في اليوم خمسون ألفا، من أطاق منهم أن يبلغه بلغه، ومن لم يطق أتاه عيسى عليه السلام يمشي إليه، وإنما كان يداويهم بالدعاء على شرط الايمان " وأحيي الموتى بإذن الله " إنما أضاف الاحياء إلى نفسه على وجه المجاز والتوسع، لان الله كان يحيي الموتى عند دعائه، وقيل: إنه أحيا أربعة أنفس: عازر وكان صديقا له، وكان قد مات منذ ثلاثة أيام فقال لأخته: انطلقي بنا إلى قبره، ثم قال: " اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع إنك أرسلتني إلى بني إسرائيل أدعوهم إلى دينك، وأخبرهم أني أحيي الموتى، فأحي عازر " فخرج من قبره وبقي وولد له، وابن العجوز مر به ميتا على سريره فدعا الله عيسى فجلس على سريره، ونزل عن أعناق الرجال، ولبس ثيابه ورجع إلى أهله، وبقي وولد له، وابنة العاشر، قيل له: أتحييها وقد ماتت أمس؟ فدعا الله فعاشت وبقيت وولدت، وسام بن نوح دعا باسم الله الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه، فقال: قد قامت القيامة؟ قال: لا ولكني دعوتك باسم الله الأعظم، قال: ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان لان سام ابن نوح قد عاش خمسمائة سنة وهو شاب، ثم قال له: مت، قال: بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت، فدعا الله سبحانه ففعل.
وقال الكلبي: كان عيسى عليه السلام يحيي الأموات بيا حي يا قيوم " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم " كان يقول للرجل: تغديت بكذا وكذا، ورفعت إلى بيتك كذا (2) " إن في ذلك لآية " أي حجة ومعجزة ودلالة " لكم إن كنتم مؤمنين " بالله لان العلم بالمرسل لابد وأن يكون قبل العلم بالرسول. (3)

(1) في المصدر: ليعلم انه من فعله تعالى.
(2) في المصدر: ورفعت إلى الليل كذا وكذا.
(3) مجمع البيان 2: 445 و 466 وفيه بعد قوله: بالله: إذ كان لا يصح العلم بمدلول المعجزة الا لمن آمن بالله، لان العلم بالمرسل لابد أن يكون قبل العلم بالرسول، وفي الآية دلالة على أن عيسى عليه السلام كان مبعوثا إلى جميع بني إسرائيل.
(٢٥٩)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 3
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 21
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 35
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 51
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 67
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 87
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 92
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 100
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 111
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 132
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 137
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 145
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 150
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 163
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 165
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 193
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 208
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 232
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 272
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 274
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 285
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 336
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 337
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 347
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 353
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 381
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 409
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 440
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 447
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 450
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 453
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 488
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 515