بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ١٥٦
السابق
تطو بالحجارة والآجر فهو رس، وكان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان، وكان بأرضهم جبل يقال له فتح، مصعدا في السماء ميلا، وكانت العنقاء ينتابه (1) وهي كأعظم ما يكون من الطير، وفيها من كل لون، وسموها العنقاء لطول عنقها، وكانت تكون في ذلك الجبل تنقض على الطير تأكلها، فجاعت ذات يوم فأعوزها الطير (2) فانقضت على صبي فذهبت به، ثم إنها انقضت على جارية حين ترعرعت فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى الجناحين الكبيرين، فشكوا إلى نبيهم، فقال: اللهم خذها واقطع نسلها وسلط عليها آية تذهب بها، فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر فضربتها العرب (3) مثلا في أشعارها وحكمها وأمثالها، ثم إن أصحاب الرس قتلوا نبيهم فأهلكهم الله تعالى.
وقال بعض العلماء: بلغني أنه كان رسان: أما أحدهما فكان أهله أهل بدو و أصحاب غنم ومواش فبعث الله إليهم نبيا فقتلوه، ثم (4) بعث إليهم رسولا آخر وعضده بولي فقتلوا الرسول، وجاهدهم الولي حتى أفحمهم، وكانوا يقولون: إلهنا في البحر، وكانوا على شفيره، وكان يخرج إليهم من البحر شيطان في كل شهر خرجة فيذبحون عنده ويتخذونه عيدا، فقال لهم الولي: أرأيتم إن خرج إلهكم الذين تدعونه وتعبدونه إلي وأطاعني أتجيبونني إلى ما دعوتكم إليه؟ فقالوا: بلى، وأعطوه على ذلك العهود والمواثيق، فانتظر حتى خرج ذلك الشيطان على صورة حوت راكبا أربعة أحوات، وله عنق مستعلية، وعلى رأسه مثل التاج، فلما نظروا إليه خروا له سجدا، وخرج الولي إليه، فقال:
ايتني طوعا أو كرها، بسم الله الكريم، فنزل عند ذلك عن أحواته، فقال له الولي: ايتني عليهن لئلا يكون من القوم في أمري شك، فأتى الحوت وأتين به حتى أفيضن به إلى البر يجرونه، فكذبوه بعد ما رأوا ذلك، ونقضوا العهد، فأرسل الله تعالى عليهم ريحا فقذفتهم في البحر ومواشيهم جميعا وما كانوا يملكون من ذهب وفضة، فأتى الولي الصالح إلى

(1) انتابه: أتاه مره بعد أخرى. قصد إليه. وفي المصدر: تبيت به.
(2) اي اعجزه وصعب عليه نيله.
(3) في المصدر: فلم ير لها أثر بعد ذلك فضربت بها العرب مثلا.
(4) قد سقط عن المصدر من هنا إلى قوله: واما الاخر.
(١٥٦)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 3
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 21
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 35
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 51
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 67
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 87
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 92
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 100
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 111
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 132
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 137
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 145
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 150
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 163
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 165
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 193
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 208
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 232
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 272
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 274
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 285
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 336
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 337
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 347
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 353
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 381
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 409
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 440
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 447
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 450
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 453
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 488
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 515