بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٩١
السابق
لم يدر أين يبني، فبعث الله ريحا خجوجا (1) فكنست له ما حول الكعبة عن الأساس الأول الذي كان البيت عليه قبل أن يرفع أيام الطوفان.
وقال الكلبي: بعث الله سبحانه على قدر البيت فيها رأس تتكلم فقامت بحيال الكعبة وقالت: يا إبراهيم ابن علي قدري; وقيل: إن المعنى: جعلنا البيت مثواه ومسكنه " أن لا تشرك بي شيئا " أي أوحينا إليه أن لا تعبد غيري " وطهر بيتي " من الشرك وعبادة الأوثان " والقائمين " أي المقيمين بمكة، أو القائمين في الصلاة " وأذن في الناس " أي أعلمهم بوجوب الحج. واختلف في المخاطب به على قولين:
أحدهما: أنه إبراهيم عليه السلام، عن علي عليه السلام وابن عباس، قال: قام في المقام فنادى: يا أيها الناس إن الله دعاكم إلى الحج، فأجابوا: لبيك اللهم لبيك.
والثاني: أن المخاطب به نبينا صلى الله عليه وآله، وجمهور المفسرين على الأول، قالوا:
أسمع الله صوت إبراهيم كل من سبق علمه بأنه يحج إلى يوم القيامة، كما أسمع سليمان مع ارتفاع منزلته وكثرة جنوده حوله صوت النمل مع خفضه وسكونه; وفي رواية عطا عن ابن عباس قال: لما أمر الله إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج صعد أبا قبيس ووضع إصبعيه في اذنيه وقال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم، فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال، وأول من أجابه أهل اليمن. (2) " وآتيناه أجره في الدنيا " وهو الذكر الحسن والولد الصالح; أو رضى أهل الأديان به; أو أنه اري مكانه في الجنة; وقيل: بقاء ضيافته عند قبره. (3) " المكرمين " عند الله; وقيل: أكرمهم إبراهيم فرفع مجالسهم وخدمهم بنفسه، و اختلف في عددهم فقيل: كانوا اثني عشر ملكا; وقيل: كان جبرئيل ومعه سبعة أملاك; وقيل: كانوا ثلاثة: جبرئيل وميكائيل وملك آخر. " قوم منكرون " أي قال في نفسه:

(١) قال في النهاية: في حديث علي عليه السلام وذكر بناء الكعبة: " فبعث الله السكينة وهي ريح خجوج فتطوفت بالبيت " هكذا قال الهروي، وفى كتاب القتيبي: فتطوفت موضع البيت كالجحفة، يقال: ريح خجوج أي شديد المرور في غير استواء، وأصل الخج الشق; منه قدس سره.
(2) مجمع البيان 7: 80 - 81. م (3) " " 8: 280. م
(٩١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست