بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٢
السابق
انتهى إلى النار فإذا شجرة تضطرم من أسفلها إلى أعلاها، فلما دنا منها تأخرت عنه فرجع وأوجس في نفسه خيفة ثم دنت منه الشجرة فنودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة: أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين، وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب، فإذا حية مثل الجذع لأنيابها صرير (1) يخرج منها مثل لهب النار، فولى مدبرا فقال له ربه عز وجل: ارجع، فرجع وهو يرتعد وركبتاه تصطكان، فقال: إلهي هذا الكلام الذي أسمع كلامك؟ قال: نعم فلا تخف، فوقع عليه الأمان فوضع رجله على ذنبها ثم تناول لحيتها (2) فإذا يده في شعبة العصا قد عادت عصا، وقيل له: اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى، فروي أنه امر بخلعهما بأنهما كانتا من جلد حمار ميت، وروي في قوله عز وجل: " فاخلع نعليك " أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك وخوفك من فرعون، ثم أرسله الله عز وجل إلى فرعون وملائه بآيتين: يده والعصا.
فروي عن الصادق عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى بن عمران عليه السلام خرج ليقتبس لأهله نارا فرجع إليهم وهو رسول نبي فأصلح الله تبارك وتعالى أمر عبده ونبيه موسى في ليلة، وكذا يفعل الله تعالى بالقائم الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام يصلح الله أمره في ليلة كما أصلح الله أمر موسى عليه السلام، ويخرجه من الحيرة والغيبة إلى نور الفرج والظهور.
قصص الأنبياء: علي بن عبد الصمد، عن أبيه، عن السيد أبي البركات، عن الصدوق مثله مع اختصار (3).
بيان: الغمر: الماء الكثير ومعظم البحر. والتبني: اتخاذ ولد الغير ابنا. (فإذا قحم اللبن) لعله كناية عن كثرة سيلان اللبن من قولهم: قحم في الامر: رمى بنفسه فيه فجاءة من غير روية. وفي بعض النسخ: " يجم " أي يكثر، وفي بعضها: " فازدحم "

(1) أي صوت وطنين.
(2) في المصدر: لحييها وهو الصحيح. واللحى: عظم الحنك الذي عليه الأسنان وهما لحيان.
(3) مخطوط. م
(٤٢)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 3
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 15
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 66
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 69
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 159
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 167
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 197
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 251
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 261
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 280
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 325
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 365
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 379
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 383
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 390
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 394
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 406
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 410
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 437