بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٩٠
السابق
* * * * (وفى ذكر النعم (1) التي أنعم الله تعالى على بني إسرائيل في التيه) * قال الله سبحانه: " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي الذي أنعمت عليكم " أي على أجدادكم وأسلافكم، وذلك أن الله سبحانه وتعالى فلق البحر لهم، وأنجاهم من فرعون، و أهلك عدوهم، وأورثهم ديارهم وأموالهم، وأنزل عليهم التوراة فيها بيان كل شئ يحتاجون إليه، وأعطاهم ما أعطاهم في التيه، وذلك أنهم قالوا لموسى في التيه: أهلكتنا وأخرجتنا من العمران والبنيان إلى مفازة لا ظل فيها ولاكن (2) فأنزل الله تعالى عليهم غماما أبيض رقيقا وليس بغمام المطر أرق وأطيب (3) وأبرد منه فأظلهم، وكان يسير معهم إذا ساروا، ويدوم عليهم (4) من فوقهم إذا نزلوا، فذلك قوله تعالى: " وظللنا عليكم الغمام " يعني في التيه تقيكم من حر الشمس، ومنها أنه جعل لهم عمودا من نور يضئ لهم بالليل إذا لم يكن ضوء القمر، فقالوا: هذا الظل والنور قد حصل فأين الطعام؟ فأنزل الله تعالى عليهم المن، واختلفوا فيه فقال مجاهد: هو شئ كالصمغ كان يقع على الأشجار وطعمه كالشهد، وقال الضحاك: هو الترنجبين، وقال وهب: هو الخبز الرقاق، وقال السدي: هو عسل كان يقع على الشجر من الليل فيأكلون منه، وقال عكرمة: هو شئ أنزله الله عليهم مثل الرب الغليظ، وقال الزجاج: جملة المن ما يمن الله به مما لا تعب فيه ولا نصب، كقول النبي صلى الله عليه وآله: " الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين (5)) قالوا: وكان ينزل عليهم هذا المن كل ليلة يقع على أشجارهم مثل الثلج، لكل إنسان منهم صاع كل ليلة، فقالوا:
يا موسى قتلنا هذا المن حلاوته فادع لنا ربك يطعمنا اللحم، فدعا موسى عليه السلام فأنزل الله عليهم السلوى.

(1) في المصدر: باب في ذكر النعم.
(2) الكن بالكسر: البيت. وقاء كل شئ وستره.
(3) في المصدر: بل أرق وأطيب.
(4) في المصدر: وتدور عليهم.
(5) تقدم من اليعقوبي أنه كان مثل حب الكسبرة كانوا يطحنونه ويجعلونه أرغفة.
(١٩٠)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 3
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 15
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 66
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 69
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 159
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 167
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 197
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 251
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 261
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 280
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 325
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 365
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 379
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 383
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 390
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 394
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 406
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 410
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 437