بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٤٨
السابق
وقال كعب: كانوا اثني عشر ألفا، وقال السدي: كانوا بضعا وثلاثين ألفا، وقال عكرمة:
سبعين ألفا، وقال محمد بن المنكدر: ثمانين ألفا فاختار منهم سبعة آلاف ليس منهم إلا ساحر ماهر، ثم اختار منهم سبعمائة، ثم اختار من أولئك السبعمائة سبعين من كبرائهم و علمائهم، قال مقاتل: وكان رئيس السحرة أخوين بأقصى مدائن مصر، فلما جاءهما رسول فرعون قالا لأمهما: دليلنا على قبر أبينا. فدلتهما عليه، فأتياه فصاحا باسمه فأجابهما، فقالا: إن الملك وجه إلينا أن نقدم عليه لأنه أتاه رجلان ليس معهما رجال ولا سلاح ولهما عز ومنعة وقد ضاق الملك ذرعا (1) من عزهما، ومعهما عصا إذا ألقياها لا يقوم لهما شئ، تبلع الحديد والخشب والحجر، فأجابهما أبوهما: انظرا إذا هما ناما فإن قدرتما أن تسلا العصا فسلاها، فإن الساحر لا يعمل سحره وهو نائم، وإن عملت العصا وهما نائمان فدلك أمر رب العالمين، ولا طاقة لكما بهما ولا للملك ولا لجميع أهل الدنيا، فأتياهما في خفية وهما نائمان ليأخذا العصا فقصدتهما العصا.
قالوا: ثم واعدوه يوم الزينة وكان يوم سوق لهم، عن سعيد بن جبير، وقال ابن عباس: كان يوم عاشوراء، ووافق ذلك يوم السبت في أول يوم من السنة وهو يوم النيروز، وكان يوم عيد لهم يجتمع إليه الناس من الآفاق، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وكان اجتماعهم للميقات بالإسكندرية، ويقال: بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة (2) يومئذ، قالوا: ثم قال السحرة لفرعون: " أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين " قال فرعون: وإنكم إذا لمن المقربين عندي في المنزلة، فلما اجتمع الناس جاء موسى وهو متكئ على عصاه ومعه أخوه هارون حتى أتى (3) الجمع وفرعون في مجلسه مع أشراف قومه، فقال موسى عليه السلام للسحرة حين جاءهم: " ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى " فتناجى السحرة بينهم وقال بعضهم لبعض: ما هذا بقول ساحر، فذلك قوله تعالى: " فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى " فقالت السحرة:

(1) أي ضاق صدره وضعفت طاقته.
(2) في المصدر: بلغ ذنب الحية الجزيرة من وراء، البحرة. م (3) في المصدر: حتى أتيا المجمع. م
(١٤٨)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 3
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 15
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 66
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 69
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 159
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 167
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 197
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 251
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 261
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 280
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 325
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 365
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 379
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 383
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 390
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 394
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 406
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 410
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 437