بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠ - الصفحة ٢١٤
السابق
ثم قال أخبرني عن قول الله تعالى: (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) أي موضع هو؟ قال: هو ما بين مكة والمدينة، قال (عليه السلام): نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة والمدينة لا تأمنون على دمائكم من القتل، وعلى أموالكم من السرق؟
ثم قال: وأخبرني عن قول الله تعالى: (ومن دخله كان آمنا) أي موضع هو؟ قال:
ذاك بيت الله الحرام، فقال: نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟ قال: فاعفني يا ابن رسول الله، قال: فأنت الذي تقول: سأنزل مثل ما أنزل الله، قال: أعوذ بالله من هذا القول، قال: إذا سئلت فما تصنع؟ قال: أجيب عن الكتاب، أو السنة، أو الاجتهاد، قال: إذا اجتهدت من رأيك وجب على المسلمين قبوله؟ قال: نعم، قال: وكذلك وجب قبول ما أنزل الله تعالى، فكأنك قلت: سأنزل مثل ما أنزل الله تعالى.
14 - وفي حديث محمد بن مسلم أن الصادق (عليه السلام) قال لأبي حنيفة: أخبرني عن هاتين النكتتين اللتين في يدي حمارك، ليس ينبت عليهما شعر؟ قال أبو حنيفة: خلق كخلق اذنيك في جسدك وعينيك. فقال له: ترى هذا قياسا، إن الله تعالى خلق اذني لاسمع بهما، وخلق عيني لأبصر بهما، فهذا لما خلقه في جميع الدواب وما ينتفع به؟ فانصرف أبو حنيفة معتبا. (1) فقلت: أخبرني ما هي؟ قال: إن الله تعالى يقول في كتابه: (لقد خلقنا الانسان في كبد) يعني منتصبا في بطن أمه، غذاؤه من غذائها مما تأكل وتشرب أمه، ههنا ميثاقه بين عينيه، فإذا أذن الله عز وجل في ولادته أتاه ملك يقال له حيوان، فزجره زجرة انقلب ونسي الميثاق، وخلق جميع البهائم في بطون أمهاتهن منكوسة مؤخرة إلى مقدم أمه، كما يأخذ الانسان في بطن أمه، فهاتان النكتتان السوداوان اللتان ترى ما بين الدواب هو موضع عيونها (2) في بطن أمهاتها، فليس ينبت عليه الشعر، وهو لجميع البهائم ما خلا البعير، فإن عنق البعير طال فتقدم رأسه بين يديه ورجليه. (3)

(١) أي فانصرف ملوما.
(٢) في نسخة: هو موضع انوفها.
(٣) مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٨ - 330.
(٢١٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 احتجاجات أمير المؤ منين صلوات الله عليه على اليهود في أنواع كثيرة من العلوم ومسائل شتى، وفيه 13 حديثا. 3
3 باب 2 احتجاجه صلوات الله عليه على بعض اليهود بذكر معجزات النبي صلى الله عليه وآله، وفيه حديث واحد. 30
4 باب 3 احتجاجه صلوات الله عليه على النصارى، وفيه خمسة أحاديث. 54
5 باب 4 احتجاجه صلوات الله عليه على الطبيب اليوناني، وفيه حديث واحد 72
6 باب 5 أسؤلة الشامي عم أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة، وفيه حديث واحد. 77
7 باب 6 نوادر احتجاجاته صلوات الله عليه وبعض ما صدر عنه من جوامع العلوم، وفيه تسعة أحاديث. 85
8 باب 7 ما علمه صلوات الله عليه من أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، وفيه حديث واحد. 91
9 باب 8 ما تفضل صلوات الله عليه به على الناس بقوله: سلوني قبل أن تفقدوني، وفيه سبعة أحاديث. 119
10 باب 9 مناظرات الحسنين - صلوات الله عليهما - واحتجاجاتهما، وفيه خمسة أحاديث. 131
11 باب 10 مناظرات علي بن الحسين - عليهما السلام - واحتجاجاته، وفيه ثلاثة أحاديث. 147
12 باب 11 في احتجاج أهل زمانه على المخالفين، وفيه حديث واحد. 149
13 باب 12 مناظرات محمد بن علي الباقر واحتجاجاته عليه السلام، وفيه 14 حديثا. 151
14 باب 13 احتجاجات الصادق صلوات الله عليه على الزنادقة والمخالفين ومناظراته معهم، وفيه 23 حديثا. 165
15 باب 14 ما بين عليه السلام من المسائل في أصول الدين وفروعه برواية الأعمش، وفيه حديث واحد. 224
16 باب 15 احتجاجات أصحابه عليه السلام على المخالفين، وفيه ثلاثة أحاديث. 232
17 باب 16 احتجاجات موسى بن جعفر عليه السلام على أرباب الملل والخلفاء وبعض ما روي عنه من جوامع العلوم، وفيه 17 حديثا. 236
18 باب 17 ما وصل إلينا من أخبار علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام بغير رواية الحميري، وفيه حديث واحد. 251
19 باب 18 احتجاجات أصحابه عليه السالام على المخالفين، وفيه ستة أحاديث 294
20 باب 19 مناظرات علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه، واحتجاجه على أرباب الملل المختلفة والأديان المتشتة في مجلس المأمون وغيره،. فيه 13 حديثا 301
21 باب 20 ما كتبه صلوات الله عليه للمأمون من محض الإسلام وشرائع الدين، وسائر ما روي عنه عليه السلام من جوامع العلوم، وفيه 24 حديثا. 354
22 باب 21 مناظرات أصحابه وأهل زمانه صلوات الله عليه، وفيه عشرة أحاديث. 372
23 باب 22 احتجاجات أبي جعفر الجواد ومناظراته صلوات الله عليه، وفيه حديثان. 383
24 باب 23 احتجاجات أبي الحسن علي بن محمد النقي صلوات الله عليه، وفيه أربعة أحاديث. 388
25 باب 24 اجتجاجات أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه، وفيه حديث واحد. 394
26 باب 25 فيما بين الصدوق رحمه الله من مذهب الإمامية وأملى على المشائخ في مجلس واحد. 395
27 باب 26 نوادر الاحتجاجات والمناظرات الواردة عن علمائنا الإمامية رضوان الله تعالى عليهم. 408