بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠ - الصفحة ١٩٣
السابق
وقد مر منا القول في بيان اختلاف مذاهبهم وتطبيق الخبر عليها في كتاب التوحيد. (1) قوله (عليه السلام): (أتاهم بزمزمة) الزمزمة: الصوت البعيد له دوي، والمراد أنه أتاهم بكلام غير مفهوم بعيد عن الأذهان مبائن للحق. قوله (عليه السلام): (فرقا بينهما) لما كانت الميتة نوعين: إحداهما ما أخل فيها بأصل الذبح، والثانية ما أخل فيها بشرائط الذبح فأشار (عليه السلام) إلى الثانية بقوله: (فرقا بينها) والحاصل أن الحكمة فيه غرض يتعلق بأديان الناس لا بأبدانهم، وأشار إلى الأولى بقوله: (والميتة قد جمد فيها الدم) وتنفس البدن كناية عن العرق.
قوله (عليه السلام): (إن من خرج من بطن أمه أمس) حاصله أن الأنبياء يخبرون الناس بما كان وما يكون، فلو كان كما زعمه السائل أنى لهم علم ذلك؟. قوله: (فما ليس بشئ لا يقدر على أن يخلق شيئا وهو ليس بشئ) هذا إبطال للشق الأول و هو أن يكون خلق نفسه، وهو مبني على ما يحكم به العقل من تقدم العلة على المعلول بالوجود، ولما كان الشق الثاني متضمنا لما هو المطلوب وهو كون الصانع سوى هذه الممكنات الحادثة، ولما هو غير المطلوب وهو كون صانعه مثله في الحدوث أبطل هذا بقوله: (وكذلك ما لم يكن فيكون) أي لا يمكن أن يكون صانعه شيئا لم يكن فوجد، وهو بحيث إذا سئل لا يعلم كيف ابتدأ نفسه، لان الممكن الذي اكتسب الوجود من غيره وهو في معرض الزوال لا يتأتى منه إيجاد غيره.
ويحتمل أن يكون ضمير (ابتداؤه) راجعا إلى المعلول، أي كيف يكون إنسان موجدا لانسان آخر مع أنه إذا سئل لا يعلم كيف كان ابتداء خلق هذا الآخر، ويحتمل أن يكون على الوجه الأول دليلا آخر على إبطال الشق الأول، أي لا يكون الانسان موجدا لنفسه وإلا لكان يعلم ابتداء خلقه. وقوله: (مع أنا لم نجد) دليل آخر على إبطال ما سبق، مبنيا على ما يحكم به العقل من أن التركيب والتأليف يوجب الاحتياج إلى المؤثر.
ثم قال: فلو قيل: إن خالق الابن هو الأب ننقل الكلام إلى الأب حتى

(1) راجع ج 3: 211 - 219.
(١٩٣)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 احتجاجات أمير المؤ منين صلوات الله عليه على اليهود في أنواع كثيرة من العلوم ومسائل شتى، وفيه 13 حديثا. 3
3 باب 2 احتجاجه صلوات الله عليه على بعض اليهود بذكر معجزات النبي صلى الله عليه وآله، وفيه حديث واحد. 30
4 باب 3 احتجاجه صلوات الله عليه على النصارى، وفيه خمسة أحاديث. 54
5 باب 4 احتجاجه صلوات الله عليه على الطبيب اليوناني، وفيه حديث واحد 72
6 باب 5 أسؤلة الشامي عم أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة، وفيه حديث واحد. 77
7 باب 6 نوادر احتجاجاته صلوات الله عليه وبعض ما صدر عنه من جوامع العلوم، وفيه تسعة أحاديث. 85
8 باب 7 ما علمه صلوات الله عليه من أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، وفيه حديث واحد. 91
9 باب 8 ما تفضل صلوات الله عليه به على الناس بقوله: سلوني قبل أن تفقدوني، وفيه سبعة أحاديث. 119
10 باب 9 مناظرات الحسنين - صلوات الله عليهما - واحتجاجاتهما، وفيه خمسة أحاديث. 131
11 باب 10 مناظرات علي بن الحسين - عليهما السلام - واحتجاجاته، وفيه ثلاثة أحاديث. 147
12 باب 11 في احتجاج أهل زمانه على المخالفين، وفيه حديث واحد. 149
13 باب 12 مناظرات محمد بن علي الباقر واحتجاجاته عليه السلام، وفيه 14 حديثا. 151
14 باب 13 احتجاجات الصادق صلوات الله عليه على الزنادقة والمخالفين ومناظراته معهم، وفيه 23 حديثا. 165
15 باب 14 ما بين عليه السلام من المسائل في أصول الدين وفروعه برواية الأعمش، وفيه حديث واحد. 224
16 باب 15 احتجاجات أصحابه عليه السلام على المخالفين، وفيه ثلاثة أحاديث. 232
17 باب 16 احتجاجات موسى بن جعفر عليه السلام على أرباب الملل والخلفاء وبعض ما روي عنه من جوامع العلوم، وفيه 17 حديثا. 236
18 باب 17 ما وصل إلينا من أخبار علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام بغير رواية الحميري، وفيه حديث واحد. 251
19 باب 18 احتجاجات أصحابه عليه السالام على المخالفين، وفيه ستة أحاديث 294
20 باب 19 مناظرات علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه، واحتجاجه على أرباب الملل المختلفة والأديان المتشتة في مجلس المأمون وغيره،. فيه 13 حديثا 301
21 باب 20 ما كتبه صلوات الله عليه للمأمون من محض الإسلام وشرائع الدين، وسائر ما روي عنه عليه السلام من جوامع العلوم، وفيه 24 حديثا. 354
22 باب 21 مناظرات أصحابه وأهل زمانه صلوات الله عليه، وفيه عشرة أحاديث. 372
23 باب 22 احتجاجات أبي جعفر الجواد ومناظراته صلوات الله عليه، وفيه حديثان. 383
24 باب 23 احتجاجات أبي الحسن علي بن محمد النقي صلوات الله عليه، وفيه أربعة أحاديث. 388
25 باب 24 اجتجاجات أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه، وفيه حديث واحد. 394
26 باب 25 فيما بين الصدوق رحمه الله من مذهب الإمامية وأملى على المشائخ في مجلس واحد. 395
27 باب 26 نوادر الاحتجاجات والمناظرات الواردة عن علمائنا الإمامية رضوان الله تعالى عليهم. 408