بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠ - الصفحة ١٨٩
السابق
قوله (عليه السلام): (إثبات العيان) أي كإثبات العيان والمشادة. قوله (عليه السلام): (وأبصرته) الاسناد مجازي، أو المراد بالابصار البصائر. قوله (عليه السلام): (ليس للمحال جواب) أي أي ما فرضت من ظهوره تعالى للابصار محال، ومن أتى بالمحال ليس له جواب، وفي بعض النسخ: (ليس للمحيل جواب) أي لمن أتى بالمحال، وفي بعضها (للمحل) أي لا يمكن الجواب عن تلك المسألة على وجه يوافق فهمك، لأنك سألت عن قدرة الله على المحال، فإن أجبت بأنه محال توهمت أن ذلك من نقص القدرة.
قوله (عليه السلام): (والقديم لا يكون حديثا) أي ما يكون وجوده أزليا لا يكون محدثا معلولا، فيكون واجب الوجود بذاته فلا يعتريه التغير والفناء، وقد نسب إلى بعض الحكماء أنه قال: المبدع الأول هو مبدع الصور فقط دون الهيولي، فإنها لم تزل مع المبدع، فأنكر عليه سائر الحكماء وقالوا: إن الهيولي لو كانت أزلية قديمة لما قبلت الصور، ولما تغيرت من حال إلى حال، ولما قبلت فعل غيرها، إذ الأزلي لا يتغير.
قوله (عليه السلام): (فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة) (1) لعل هذا الكلام مبني على ما زعموا من أن كل حادث لا بد له من منشأ ومبدء يشاكله ويناسبه في الذات والصفات، فألزمه (عليه السلام) ما يعتقده، أو المراد أن الاحتياج إلى المادة إن كان لعجز الصانع تعالى عن إحداث شئ لم يكن فلابد من وجود الأشياء بصفاتها في المادة حتى يخرجها منها، وهذا محال لاستلزامه كون المادة ذات حقائق متبائنة، واتصافها بصفات متضادة، وإن قلتم: إنها مشتملة على بعضها فقد حكمتم بإحداث بعضها من غير مادة فليكن الجميع كذلك، وإن قلتم: إن جوهر المادة يتبدل جوهرا آخر و أعراضها أعراضا آخر فقد حكمتم بفناء ما هو أزلي وهذا محال كما مر، وبحدوث شئ آخر من غير شئ وهذا مستلزم للمطلوب.

(1) لعل حاصل كلامه (عليه السلام) أن المادة الأولية التي قلتم بوجودها أزلا معه تعالى لابد أن تكون واحدة، وإلا لدل تعددها واختلافها في الألوان والصفات على تركيبها وحدوثها، ولو كانت واحدة يلزمكم أن تقولوا: إن الجواهر الكثيرة والألوان المختلفة وجدت لامن شئ وهو كر على ما فررتم منه.
(١٨٩)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب 1
2 باب 1 احتجاجات أمير المؤ منين صلوات الله عليه على اليهود في أنواع كثيرة من العلوم ومسائل شتى، وفيه 13 حديثا. 3
3 باب 2 احتجاجه صلوات الله عليه على بعض اليهود بذكر معجزات النبي صلى الله عليه وآله، وفيه حديث واحد. 30
4 باب 3 احتجاجه صلوات الله عليه على النصارى، وفيه خمسة أحاديث. 54
5 باب 4 احتجاجه صلوات الله عليه على الطبيب اليوناني، وفيه حديث واحد 72
6 باب 5 أسؤلة الشامي عم أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة، وفيه حديث واحد. 77
7 باب 6 نوادر احتجاجاته صلوات الله عليه وبعض ما صدر عنه من جوامع العلوم، وفيه تسعة أحاديث. 85
8 باب 7 ما علمه صلوات الله عليه من أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، وفيه حديث واحد. 91
9 باب 8 ما تفضل صلوات الله عليه به على الناس بقوله: سلوني قبل أن تفقدوني، وفيه سبعة أحاديث. 119
10 باب 9 مناظرات الحسنين - صلوات الله عليهما - واحتجاجاتهما، وفيه خمسة أحاديث. 131
11 باب 10 مناظرات علي بن الحسين - عليهما السلام - واحتجاجاته، وفيه ثلاثة أحاديث. 147
12 باب 11 في احتجاج أهل زمانه على المخالفين، وفيه حديث واحد. 149
13 باب 12 مناظرات محمد بن علي الباقر واحتجاجاته عليه السلام، وفيه 14 حديثا. 151
14 باب 13 احتجاجات الصادق صلوات الله عليه على الزنادقة والمخالفين ومناظراته معهم، وفيه 23 حديثا. 165
15 باب 14 ما بين عليه السلام من المسائل في أصول الدين وفروعه برواية الأعمش، وفيه حديث واحد. 224
16 باب 15 احتجاجات أصحابه عليه السلام على المخالفين، وفيه ثلاثة أحاديث. 232
17 باب 16 احتجاجات موسى بن جعفر عليه السلام على أرباب الملل والخلفاء وبعض ما روي عنه من جوامع العلوم، وفيه 17 حديثا. 236
18 باب 17 ما وصل إلينا من أخبار علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام بغير رواية الحميري، وفيه حديث واحد. 251
19 باب 18 احتجاجات أصحابه عليه السالام على المخالفين، وفيه ستة أحاديث 294
20 باب 19 مناظرات علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه، واحتجاجه على أرباب الملل المختلفة والأديان المتشتة في مجلس المأمون وغيره،. فيه 13 حديثا 301
21 باب 20 ما كتبه صلوات الله عليه للمأمون من محض الإسلام وشرائع الدين، وسائر ما روي عنه عليه السلام من جوامع العلوم، وفيه 24 حديثا. 354
22 باب 21 مناظرات أصحابه وأهل زمانه صلوات الله عليه، وفيه عشرة أحاديث. 372
23 باب 22 احتجاجات أبي جعفر الجواد ومناظراته صلوات الله عليه، وفيه حديثان. 383
24 باب 23 احتجاجات أبي الحسن علي بن محمد النقي صلوات الله عليه، وفيه أربعة أحاديث. 388
25 باب 24 اجتجاجات أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه، وفيه حديث واحد. 394
26 باب 25 فيما بين الصدوق رحمه الله من مذهب الإمامية وأملى على المشائخ في مجلس واحد. 395
27 باب 26 نوادر الاحتجاجات والمناظرات الواردة عن علمائنا الإمامية رضوان الله تعالى عليهم. 408